قام العلماء بمسح أنماط الرياح في الطبقات العليا من الغلاف الجوي للمريخ للمرة الأولى. وتعزز النتائج -التي نُشرت مؤخراً في مجلة Science- من فهمنا للمناخ المريخي، وحالته الوسطية التي تتأرجح بين الاستقرار والتقلب غير المتوقع.
كيف حدث هذا؟
اعتمد العمل على بيانات جمعتها بعثة الغلاف الجوي والتطور المتقلب (ميفن MAVEN) التابعة لناسا، التي كانت تدور حول المريخ منذ 2013. لقد ساعدتنا مافن على دراسة فقدان المريخ لغلافه الجوي الكثيف منذ مليارات السنوات، غير أنها لم تكن مصممة لدراسة الرياح.
وبدلاً من ذلك، اعتمد الفريق الذي نفذ الدراسة على فكرة ذكية، وهي جعل مسبار ميفن يحرك أداة نيجميس (مطياف الغاز الطبيعي والكتلة الأيونية) بشكل متكرر مثل مساحات زجاج السيارة الأمامي. وبفضل هذه الحركة، تمكنت أداة نيجميس -التي تستخدم عادة لدراسة كيمياء الغلاف الجوي- من إلغاء أثر حركة المسبار ودراسة الرياح وكأنه ساكن في مكانه.
ماذا اكتشف الباحثون؟
تبين للفريق أن أنماط حركة الرياح في أعالي الغلاف الجوي مستقرة بشكل يمكن توقعه من فصل إلى فصل، ولكن الفريق اكتشف أيضاً تباينات شديدة ضمن جيوب معزولة محلية ضمن الغلاف الجوي، ولا يوجد حتى الآن تفسير جيد لوجودها.
وقد فوجئ الفريق بشي آخر أيضاً، وهو أن الرياح على ارتفاعات تصل إلى 273 كيلومتراً في الجو (يدور مسبار ميفن على ارتفاع 170 كيلومتراً) تتأثر بالجبال والوديان والأحواض على الأرض؛ حيث يمكن للأرض المرتفعة أن ترفع كتل الهواء إلى الأعلى بسرعة، مما يجعلها تتذبذب متجهة نحو ارتفاعات كبيرة. ويحدث هذا أيضاً على كوكب الأرض، ولكن على ارتفاعات أقل مما يحدث على المريخ. ويمكن أن يُعزى هذا إلى انخفاض كثافة الغلاف الجوي للمريخ، أو ضخامة الجبال المريخية. وتشير هذه النتائج على وجه الخصوص إلى أنه يوجد احتمال بأن الطبقات العليا من الغلاف الجوي للأرض كانت ستتطور إلى شكل أكثر عشوائية لو كانت القِمم والوديان على سطح الأرض ذات تشكيلات أكثر تطرفاً.