بلانتي كيوب: حاويات ذكية قد تنقل الزراعة إلى المدن

2 دقائق
مزرعة_بلانتي_كيوب_من_إن_ثينج
الصورة الأصلية: إن ثينج | تعديل: إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية

هل تستبدل بلانتي كيوب الزراعة التقليدية؟

لآلاف السنين، اعتمد البشر على الزراعة التقليدية القائمة على الأدوات البدائية لتأمين الجزء الأكبر من احتياجاتهم الغذائية. وخلال العقود الأخيرة، هيمنت المزارع الكبيرة والأراضي الزراعية الشاسعة، التي تعتمد على رش كميات هائلة من المبيدات الحشرية والأسمدة الكيماوية، على النظام الزراعي العالمي.

بيد أن استمرارية هذا النظام جاءت على حساب تلوث التربة والمياه بل وحتى على حساب المناخ. فضلاً عن أن الزراعة التقليدية لم تعد تناسب التحديات الجديدة التي تواجه البشر، الذين تنمو أعدادهم بمعدلات لم تحدث في التاريخ، وبات السؤال الملح: كيف سنطعم كل هذه الأفواه الجائعة؟

لذا، فقد بدأ العديد من العلماء والشركات الناشئة في البحث عن بدائل مبتكرة لزيادة الرقعة الزراعية مع الحفاظ على الموارد البيئية المحدودة. ومن بين هؤلاء شركة التكنولوجيا الزراعية إن.ثينج (N.thing) التي ابتكرت مزرعة ذكية مغلقة داخل حاوية، وأطلقت عليها اسم بلانتي كيوب (Planty Cube).

أول مزرعة رأسية في العالم

تم تصميم المزرعة الجديدة لتوضع في المدن والمناطق الحضرية التي لا تصلح عادةً للزراعة، إما بسبب الطقس غير المناسب أو نقص الموارد المائية أو عدم صلاحية التربة للزراعة، حيث يُمكن تكديس العشرات أو حتى المئات من هذه الحاويات بشكل رأسي أو أفقي، لبناء نظام زراعي عملاق قادر على إنتاج أطنان من المنتجات الزراعية على نحو مستدام.

تبدو بلانتي كيوب من الخارج أشبه بحاوية شحن بيضاء عادية يبلغ طولها 12.2 متر. ومع ذلك، فهي تحتوي من الداخل على شبكة ذكية تصنع بيئة مثالية للزراعة. تتراص صفوف النباتات على جدران المزرعة، التي تعتمد على مبادئ "الزراعة بدون تربة"، حيث يتم إنتاج المحاصيل بواسطة محاليل معدنية مغذية فقط عوضاً عن التربة التي تحتوي على الطين والطمي. كما أنها مزودة بتشكيلة من مصابيح (LED) التي توفر الظروف المناسبة لعملية التمثيل الضوئي الطبيعي دون الحاجة إلى ضوء الشمس.

وتقول الشركة -التي تأسست عام 2014 وتتخذ من العاصمة الكورية الجنوبية سيول مقراً لها- إن بلانتي كيوب هي أول مزرعة رأسية نموذجية في العالم يمكن زراعة البذور داخلها في أوساط استزراع صديقة للبيئة طوال العام، دون أن تتأثر بالظروف المناخية ولا الآفات ودون الحاجة إلى مبيدات.

وتعتمد المزرعة على نظام تشغيل خاص يُسمى كيوب أو إس (Cube OS)، يستمد البيانات في الوقت الفعلي من أجهزة استشعار منتشرة داخل المزرعة، تقيس المتغيرات الأساسية مثل معدل الرطوبة ومستوى حموضة الماء ودرجة الحرارة وثاني أكسيد الكربون. ويمكن تعديل كل من هذه المتغيرات اعتماداً على نوعية النباتات المزروعة في الداخل.

محاصيل مفيدة للمرضى

مع نمو النباتات، يتم إعادة إدخال البيانات تلقائياً إلى سحابة إلكترونية تسمى (CUBE Cloud)، ليتم تحليلها بواسطة الذكاء الاصطناعي الذي يحاول تحديد ظروف النمو المثلى لمختلف النباتات.

وتشير إن.ثينج، على موقعها الإلكتروني، إلى أن التكنولوجيا التي تتحكم في العناصر الغذائية المُستخدمة أثناء عملية الزراعة تسمح بإنتاج محاصيل منخفضة الصوديوم والبوتاسيوم، الأمر الذي قد يساعد المرضى الذين يعانون من حالات خطيرة من مرض السكري وأمراض الكلى. كما يسمح هذا النظام للمزارعين بزراعة محاصيل لم يكن من الممكن زراعتها في المزارع المحلية، وذلك في بيئة مغلقة تماماً لتحقيق إنتاج ثابت من المحاصيل عالية الجودة.

التوسع في الإمارات العربية المتحدة

أشارت الشركة إلى أنها عقدت اتفاقية شراكة لتوريد الخضر إلى أكبر سلسلة متاجر في كوريا الجنوبية. وفي عام 2019، قامت بإنشاء أولى مزارعها في أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة، بالتعاون مع شركة "سمارت أكيرس" (Smart Acres) الإماراتية المتخصصة في مجال الزراعة الرأسية.

وأوضحت إن.ثينج أن هدفها هو توصيل الخضروات الطازجة المزروعة محلياً إلى أرقى مطاعم الفنادق في الإمارات العربية المتحدة، من خلال تشغيل المزارع الرأسية بنجاح، وتوسيع نطاق مواقع التشغيل في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي.

وتقول الشركة إن هذه التقنية الجديدة ستُمكن أي شخص في أي مكان في العالم من أن يصبح مزارعاً، وأن يزرع المحصول الذي يريده. كما تؤكد أنها تخطط في المستقبل للتوسع في دول أخرى، ومنها سنغافورة.

المحتوى محمي