لا تغضب كالبشر ولا ترى في المطر: هذه مزايا السيارات ذاتية القيادة وعيوبها

تتطور تكنولوجيا السيارات ذاتية القيادة بسرعة بسبب الميزات التي تحملها وتعِدنا فيها مستقبلاً، لكنها لم تنتشر على الطرقات لأنها ما زالت في مراحل الاختبار، وتواجه بعض العقبات. فما ميزات وعيوب السيارات ذاتية القيادة التي تسرّع هذا التطور أو تتسبب في تباطؤه؟

مزايا السيارات ذاتية القيادة

من أهم مزايا السيارات ذاتية القيادة:

استبعاد الأخطاء البشرية

يقع العدد الأكبر من الحوادث المرورية بسبب أخطاء بشرية، وتشتت انتباه السائقين، وهذا ما يمكن استبعاده بوجود السيارات ذاتية القيادة التي أثبتت كفاءتها بعدد منخفض جداً من الحوادث المرورية.

تفترض أيضاً البرامج الحاسوبية والخوارزميات الذكية المستخدمة في السيارات ذاتية القيادة عدم احتمال حدوث خطأ بشري، كما أنها غير معرضة للمشتتات أثناء القيادة، وهي أكثر تطبيقاً لقوانين السير وحدود السرعة.

استقلال كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة

توفر السيارات ذاتية القيادة الحرية والاستقلالية لذوي الاحتياجات الخاصة الذين لا يتمكنون من القيادة. أما كبار السن غير القادرين على التركيز أثناء القيادة، يمكنهم التنقل بوجود السيارات ذاتية القيادة بأمان.

الانشغال بأشياء أخرى أثناء القيادة

يمكن للركاب في السيارات ذاتية القيادة الانشغال بمحادثة أو الاستماع إلى الموسيقى أو مشاهدة التلفاز أو التحضير لاجتماع قادم، وأمور أخرى كثيرة، واستغلال الوقت على الطرقات بدلاً من التركيز على القيادة. تتجلى هذه الميزة أثناء التنقلات البعيدة والسفر، إذ يمكن أن ينشغل الركاب بأي نشاط أثناء التنقل، وحتى يمكنهم النوم.

تقليل الحوادث والوفيات

أهم ما يميز السيارات ذاتية القيادة أنها تقلل عدد الحوادث والإصابات والوفيات على الطرقات، وبالتالي ستنخفض أقساط التأمين لأصحاب السيارات بشكل كبير.

تقليل غضب السائقين على الطرقات

غالباً ما يغضب السائقون من بعضهم على الطرقات بسبب التجاوزات الخطيرة، لكن بوجود المركبات ذاتية القيادة لن يحصل ذلك، وبالتالي لن يغضب السائقون لعدم وجود قيادة متهورة.

ركن السيارة باستقلالية

توفر السيارات ذاتية القيادة دعماً تلقائياً لركن السيارة، ما يوفر لك الوقت لممارسة الأنشطة اليومية بأمان.

صديقة للبيئة

يمكن للسيارات ذاتية القيادة أن تدرك البيئة بشكل أفضل مما يمكن للبشر، وتبلي بلاءً أفضل في بيئات الرؤية الضعيفة، وتكتشف العوائق الأصغر والأكثر دقة. وتعد أيضاً صديقة للبيئة لأنها قليلة الانبعاثات، ولها أثر بيئي سلبي أقل.

عيوب السيارات ذاتية القيادة

على الرغم من أهمية السيارات ذاتية القيادة، فإن لديها العديد من العيوب:

نسيان مهارات القيادة

قد يخسر السائقون مهاراتهم في قيادة السيارة إذا اعتمدوا اعتماداً كاملاً على السيارات ذاتية القيادة.

خطر القرصنة

كأي جهاز حاسوبي متصل بالإنترنت، السيارات ذاتية القيادة معرضة للقرصنة. إذا استطاع القراصنة اختراق السيارة ستكون لديهم القدرة على التحكم فيها أثناء القيادة، كالتحكم في المكابح أو زيادة السرعة، ولن تكون للسائق فرصة في إعادة التحكم بالسيارة وتصحيح الخطأ. بالإضافة إلى أن المعلومات الشخصية ستصبح متاحة أمام القراصنة.

خطر الحوادث والموت

على الرغم من أن السيارات ذاتية القيادة تقلل خطر الحوادث، فإن أي عطل تقني أو فني فيها، أو فشل في تحديثات البرامج يشكل خطراً كبيراً، وقد يعرض الركاب للحوادث وخطر الموت.

والسؤال هنا، على مَن يقع اللوم؟ على الشركة المصنّعة أمْ الركاب؟ لذلك من الواجب وضع قوانين ولوائح خاصة للسيارات ذاتية القيادة.

احتمال تعطل أحد أجهزة الاستشعار

تحمل المركبات ذاتية القيادة العديد من أجهزة الاستشعار، موزعة في جميع أنحاء السيارة لتقييم الظروف والتنقل في حركة المرور. قد يتعطل أحد أجهزة الاستشعار هذه فجأة، وبالتالي تتعطل الوظيفة التي يتحكم فيها، وقد يؤدي ذلك إلى حوادث أليمة.

التكلفة المرتفعة

إن البرامج الحاسوبية والتكنولوجيا المطلوبة لصناعة السيارات ذاتية القيادة باهظة الثمن، ما يعني أن أسعار السيارات ستكون مرتفعة جداً أيضاً، ولن يتمكن معظم الناس من دفع هذه المبالغ الباهظة.

عيوب إضافية

من العيوب أيضاً:

سيخسر سائقو الشاحنات وسائقو سيارات الأجرة وعمال التوصيل وظائفهم تدريجياً مع تولي المركبات ذاتية القيادة زمام الأمور.
تواجه السيارات ذاتية القيادة مشكلة كبيرة في التمييز وتحديد نوايا السائقين البشر على الطرق.
ثبت أن المركبات ذاتية القيادة تواجه صعوبة في العمل في أنواع معينة من الطقس، حيث تتداخل الأمطار الغزيرة مع أجهزة استشعار الليزر المثبتة على السقف، ويمكن للثلج أن يتداخل مع الكاميرات.
سيحتاج نظام الطرق والبنية التحتية إلى تغيرات جذرية لتعمل عليها المركبات ذاتية القيادة بكفاءة.
يصعب على الحواسيب فهم حركة المرور الكثيفة على الأقدام والمشاة وإشارات اليد، لكن يمكن للسائق البشري فهمها ببساطة.

مما سبق يبدو أن التطور السريع بتكنولوجيا السيارات ذاتية القيادة لم يساعدها في الانتشار بشكل كبير بعد، وما زالت تحتاج إلى كثير من الوقت والتطوير ليتقبل الناس وجودها على الطرقات.