أضخم 17 بعثة قمرية في الطريق نحو هبوط ناسا على القمر في 2024

6 دقائق
تصور فني لعودة رواد الفضاء من ناسا إلى القمر.

ما زال وعد ناسا بإعادة البشر إلى سطح القمر في 2024 غير مؤكد على الإطلاق؛ حيث إن برنامج أرتميس، الذي تم إطلاقه بطلب من إدارة ترامب، يعاني من التأخيرات وتجاوزات الميزانية وغياب خطة حقيقية ذات خطوات محددة. وهناك احتمال كبير بتأجيل البعثة إلى 2025 أو أبعد من ذلك، أو حتى بأن ترغم قيادة الكونجرس ناسا على تغيير برنامج الاستكشاف البشري ثانية.

غير أن ناسا ليست الوحيدة التي تخطط لرحلة قمرية. وتسعى الكثير من البلدان الأخرى والشركات الخاصة إلى المشاركة في هذه الحملة الحماسية. فبالنسبة للبعض، ما زال استكشاف الفضاء وسيلة فعالة لتعزيز المكانة والوصول إلى المجد. وبالنسبة لغيرهم، فإن الاندفاع نحو القمر هو في الواقع سباق في التنقيب عن الموارد القمرية الثمينة قبل الآخرين. فقد يمكن استخراج مخزونات المياه المتجمدة لتحويلها إلى وقود دافع يقلل إلى حد كبير من تكاليف السفر نحو أعماق الفضاء. كما أن الهيليوم 3، وهو بالغ الندرة على الأرض، يمكن أن يُستخدم في المركبات الفضائية الضخمة في المستقبل. أما المعادن النادرة أو الثمينة، والهامة في تشغيل التكنولوجيات الجديدة، فقد يكون استخراجها من القمر أكثر سهولة من أي مكان آخر على الأرض.

على مدى السنوات القليلة المقبلة، سنرى إطلاق أكثر من دزينة من البعثات القمرية المختلفة. سيقتصر بعضها على الدوران حول القمر، وسيقوم البعض الآخر بالهبوط، وسيطلق البعض عربات جوالة وغيرها من الروبوتات القادرة على تنفيذ عمليات استكشاف أكثر دقة. وستقوم الكثير من البعثات بالتنقيب عن المياه المتجمدة وغيرها من الموارد. وتمثل كل هذه البعثات مجرد مقدمة للحضور البشري الدائم على القمر، وتأسيس محطة للسفر نحو المريخ.

ناسا: أرتميس 1، أواخر 2020
تمثل بعثة أرتميس 1 بشكل أساسي اختباراً لناحيتين: فهي تمثل أول بعثة لنظام الإطلاق الفضائي من ناسا (الذي سيكون أضخم صاروخ في العالم، وسينقل بعثات استكشاف الفضاء العميق للوكالة إلى الأمام... حرفياً)، كما أنها ستكون أول اختبار في أعماق الفضاء لكبسولة أوريون، التي ستمضي ستة أيام في المدار القمري. وعلى الرغم من أن أرتميس 1 ستكون خالية من الطاقم البشري، فإنها ستحمل عدداً من التجارب منخفضة التكلفة. سيركز الكثير منها على دراسة البيئة القمرية، مثل قياس مستويات الإشعاع أو سلوك الغبار خلال عمليات الهبوط. غير أن أكثرها إثارة يقوم على محاولة تحديد مواقع المياه المتجمدة المكشوفة على السطح.

ولكن التحذير واجب، حيث إن السجل المريع لتطوير نظام الإطلاق الفضائي يشير إلى وجود فرصة كبيرة بتأخير الإطلاق إلى 2021.

الصين: تشانجي 5 و 6، أواخر 2020 و2023

تمثل تشانجي أول بعثة صينية لإعادة العينات إلى الأرض على الإطلاق.
مصدر الصورة: الإدارة الصينية الوطنية للفضاء/ برنامج الاستكشاف القمري الصيني

يبدو أن برنامج تشانجي الصيني للاستكشاف القمري سيواصل تحقيق النجاحات بدون توقف. وإذا نجحت بعثة تشانجي 3، فسوف تكون ثالث هبوط قمري ناجح للصين. وعلى الرغم من أنها لا تحوي عربة جوالة مثل بعثتي تشانجي السابقتين، فسوف تكون أول بعثة صينية لإرسال العينات إلى الأرض على الإطلاق؛ حيث ستحضر كيلوجرامين من المواد القمرية من عمق مترين تحت السطح. أما تشانجي 6 فهي حرفياً إعادة لنفس هذه البعثة، على الرغم من أنها ستتضمن على الأرجح حمولات علمية إضافية لدراسة التربة والغلاف الجوي للقمر.

الهند: تشاندرايان-3، 2021
ستكون هذه البعثة القمرية الثالثة للهند، وثاني محاولة للهبوط بمركبة فضائية على القمر. فقد عانت الوكالة الوطنية من نكسة في السنة الماضية عندما فشل المسبار السطحي لبعثة تشاندرايان-2، فيكرام، في تخفيف سرعته أثناء الهبوط، وتحطم على سطح القمر.

على إثر هذا الفشل، تقوم خطة بعثة تشاندرايان-3 على محاولة تنفيذ هبوط سلس مرة أخرى. وبما أن فيكرام وعربته الجوالة كان يفترض بأن يقوما بدراسات حول مخزونات المياه المتجمدة في القطب الجنوبي القمري، فمن المتوقع أن تشاندرايان-3 ستحاول إجراء نفس هذه الدراسات. وإذا نجحت الهند في هذا الهبوط، ستكون رابع بلد تتمكن من إيصال مركبة فضائية إلى سطح القمر في التاريخ.

روسيا: لونا 25، 26، 27، يوليو 2021، 2024، 2025
تعود آخر بعثة في برنامج لونا إلى العام 1976، قبل انهيار الاتحاد السوفييتي. وبما أن روسيا حريصة على المشاركة في السباق القمري في القرن 21، فقد قررت إعادة تنشيط البرنامج بمجموعة من البعثات الجديدة التي تركز على التأسيس لعمليات وتنقيب لاحقة. حيث ستقوم بعثة لونا 25 باختيار تكنولوجيات هبوط جديدة، وحفر سطح القطب الجنوبي لدراسة تركيب التربة القمرية بحثاً عن المياه المتجمدة والهيليوم 3 والكربون والنيتروجين والمعادن الثمينة وغير ذلك من الموارد المثيرة للاهتمام. وتتضمن لونا 26 مسباراً مدارياً سيقوم بمسح السطح من الأعلى في محاولة لبناء تصور حول مكان وجود هذه الموارد. أما لونا 27 فهو مسبار سطحي آخر سيتجه إلى القطب الجنوبي للبحث بشكل خاص عن المياه المتجمدة.

سينقل بيريجرين العشرات من الحمولات إلى سطح القمر.
مصدر الصورة: أستروبوتيك

أستروبوتيك وإنتيويتيف ماشينز: برنامج الخدمة التجارية للحمولات القمرية 1 و2، يوليو 2021
تسعى الكثير من الشركات الأميركية إلى توسيع عملياتها والمشاركة في نشاطات قمرية متنوعة، بدءاً بالتنقيب ووصولاً إلى السياحة والأبحاث. ومن أهداف ناسا الأساسية استخدام برنامج أرتميس لتأمين الفرص للقطاع الخاص للذهاب إلى القمر. وفي إطار مبادرة الخدمة التجارية للحمولات القمرية (كليبس CLPS اختصاراً)، ستقوم الشركات الخاصة بإيصال العشرات من الحمولات العلمية والتكنولوجية التي قامت الشركات الخاصة بتطويرها بتمويل من ناسا إلى القمر. تتضمن أول بعثتين في يوليو 2021 إطلاق المسبار السطحي بيريجرين من أستروبوتيك تكنولوجيز والمسبار السطحي نوفا سي من إنتيويتيف ماشينز. سيحمل كلاهما مجموعة متنوعة من المسابر والروبوتات والعربات الجوالة للبحث عن المياه المتجمدة وغيرها من الموارد، واختبار تكنولوجيات هامة لبعثات أرتميس الروبوتية والمأهولة اللاحقة في هذا العقد.

آي سبيس ودريبر لاب: بعثة هاكوتو آر 1 و2، أكتوبر 2021 و2023
ليست الأفكار الكبيرة بالأمر الجديد لدى الشركة اليابانية آي سبيس، التي اقترحت ذات مرة تركيب لوحة إعلانية عملاقة على سطح القمر، ولكنها لم تلاقِ نجاحاً يذكر في الانطلاق نحو القمر فعلياً. وفي الوقت الحالي، يخضع برنامجها القمري هاكوتو آر لإدارة مشتركة بالتعاون مع دريبر لابز. وتخطط الشركتان لإطلاق مسبار قمري سطحي في أكتوبر 2021، ومسبار سطحي وعربة جوالة في مارس 2023. ستقوم كلتا البعثتين باختبار تكنولوجيات الهبوط للمركبة الفضائية، والبحث عن المياه المتجمدة وغيرها من الموارد التي يمكن التنقيب عنها.

بي تي إس: ألينا، 2021
تمر الشركة الألمانية بلانيتاري ترانسبورتيشن سيستمز (بي تي إس) بأوقات عصيبة. فقد قدمت مؤخراً طلباً للحماية بداعي الإفلاس في خضم نكسات عديدة في السنوات الأخيرة. ولكنها لم تتخل بعد عن ألينا، مسبارها السطحي القمري الذي ما زال في مرحلة النموذج الأولي. لن تكون هذه بعثة طويلة، حيث أن بي تي إس ترغب فقط بإثبات فعالية تكنولوجياتها والوصول إلى القمر بسلام. ولكن ألينا سيحمل عربتين جوالتين من شركة أودي، ومستوعباً صغيراً لزراعة النباتات.

يمثل سليم أول دخول لليابان في مجال الاستكشاف القمري.
مصدر الصورة: وكالة الفضاء اليابانية

اليابان: سليم، يناير 2022
ستكون هذه أول بعثة يابانية إلى سطح القمر. وإذا كانت جاكسا (وكالة الفضاء اليابانية) تعتزم لعب دور هام في السباق القمري لهذه العقد، فهذه المهمة ضرورية لإثبات أن الوكالة تمتلك المقومات الضرورية للهبوط بأمان على السطح. وسيعتمد سليم (اختصاراً لعبارة: المسبار السطحي الذكي لدراسة القمر) على نفس تكنولوجيات أنظمة التعرف على الوجوه للتعرف على الحفر القمرية وتحديد مواضعها أثناء الهبوط قرب فتحة ماريوس هيلز. يُعتقد بأن هذه الفتحة التي يبلغ عمقها 91 متر مسرب قديم للحمم، ويمكن أن تؤمن الحماية من الإشعاع إذا استُخدمت لاحقاً كقاعدة مأهولة. وقد تحمل هذه البعثة أيضاً عربة جوالة قمرية بدولابين قابلين للنفخ من أجل استكشاف هذا النفق الغامض.

كوريا الجنوبية: كي بي إل أو، يوليو 2022
ستكون هذه أكبر خطوة لكوريا الجنوبية في عالم الاستكشاف الفضائي. حيث سيقوم كي بي إل أو (المسبار المداري الكوري باثفايندر)، وهو أول مسبار قمري لكوريا الجنوبية، باستخدام ست أدوات مختلفة لتخطيط توزع الموارد الطبيعية على القمر من المدار، خصوصاً المياه المتجمدة والهيليوم 3 والمعادن الثمينة.

ستستخدم عربة فايبر مثقبها للتنقيب عن المياه المتجمدة في المناطق المشمسة والمظلمة.
مصدر الصورة: ناسا

ناسا: فايبر، 2022
تخطط ناسا لاستخدام مبادرة كليبس لبناء تصور حول بيئة المياه المتجمدة على القمر، ولكن فايبر (العربة الجوالة لاستكشاف المواد المتطايرة في المنطقة القطبية) هي البعثة التي ستبحث بشكل حصري عن هذه الموارد. تحمل هذه العربة الجوالة، والتي تقارب في حجمها عربة الجولف، ثلاثة أجهزة مطيافية ومثقباً بطول متر واحد، وستجوب القطب الجنوبي في الظلام وتحت ضوء الشمس لتحديد المواقع الواعدة لمخزونات المياه المتجمدة في المنطقة.

ناسا: أرتميس 2، أواخر 2022
على الرغم من أن أرتميس 3 هي البعثة الهادفة إلى إعادة البشر إلى القمر، فإن أرتميس 2 لا تفتقر إلى الإثارة على الإطلاق. فللمرة الأولى منذ أبولو 17، سيترك رواد الفضاء مدار الأرض، حيث ستكون أرتميس 2 عبارة عن عملية مرور قرب القمر، وذلك اختبار قدرة أوريون على نقل البشر إلى أعماق الفضاء وإعادتهم بأمان. ومن شبه المؤكد أن البعثة ستحمل مجموعة من الحمولات الصغيرة الثانوية لإجراء تجارب علمية متنوعة، ولكن الرحلة حول القمر وجانبه البعيد هي أهم ما في هذه البعثة.

تتضمن بعثة ديرمون من سبيس إكس نقل عدة أشخاص إلى الفضاء في رحلة حول القمر قبل العودة إلى الأرض في سفينة ستارشيب.
مصدر الصورة: سبيس إكس

سبيس إكس: مشروع ديرمون، 2023
في 2017، عقد الملياردير الياباني يوساكو مايزاوا اتفاقاً مع سبيس إكس للذهاب في رحلة حول القمر في مركبة كرو دراجون. وتم تأجيل الرحلة مع تباطؤ خطط توسيع نشاطات صاروخ فالكون هيفي لإعطاء الأولوية لتطوير ستارشيب. أما الآن، فسوف يقوم مايزاوا وعدد من الفنانين من اختياره (ستة إلى ثمانية) بالذهاب في هذه الرحلة حول القمر. هناك الكثير من المحاذير التي يجب مراعاتها، حيث أن ستارشيب ما زالت قيد التطوير ولم تحلق بعد فعلياً، كما أن سبيس إكس مشهورة بتغيير خططها بدون سابق إنذار. ولكن إذا تحققت هذه البعثة، فسوف تكون أول رحلة سياحة قمرية في التاريخ، كما أنها سترسخ مكانة سبيس إكس كأهم شركة فضائية في العالم.

المحتوى محمي