إرشادات المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض حول ما يمكن فعله بعد أخذ لقاح كورونا

3 دقائق
ما يمكن فعله بعد أخذ لقاح كورونا
نائب العمدة وهو يتلقى لقاح شركة مودرنا في عيادة متنقلة في بومونا بولاية كاليفورنيا.

أصبح بإمكان الأميركيين الذي تلقوا اللقاح بشكل كامل التجمّع داخل الأبنية دون ارتداء الكمامات أو التباعد، طالما أن هذا التجمع مع أشخاص آخرين حصلوا على اللقاحات، وذلك وفقاً لإرشادات جديدة من المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها.

تعدّ تلك الإرشادات، التي تتزامن مع استمرار تسارع حملات اللقاح في الولايات المتحدة، بمنزلة إشارة إيجابية لأولئك الذين تلقوا اللقاح بشكل كامل. لكنها تُظهر بأنه ما يزال هناك الكثير من الأمور المجهولة عن كيفية سلوك الفيروس، وتترك الكثير من الأسئلة حول الأمور التي يمكن لمختلف الأشخاص القيام بها، وحول ما هو عادل.

هناك ثلاثة أمور تنص عليها الإرشادات الجديدة 

  • لا بأس بالتجمعات الداخلية دون ارتداء الكمامات أو التباعد، طالما أن الأشخاص قد تلقوا اللقاح بشكل كامل منذ أسبوعين على الأقل. وتقول المراكز الأميركية إن تجنب التجمعات المتوسطة والكبيرة لا يزال ضرورياً، على الرغم من أنها لم تحدد عدد الأشخاص الذين يشملهم التجمع الصغير.
  • في الأماكن العامة، لا بد من الاستمرار في ارتداء الكمامات والابتعاد عن الآخرين. فعندما تكون في الخارج وسط المجتمع أو في القطار أو في المحلات التجارية، فقد تلتقي مع أشخاص لم يحصلوا على اللقاح بعد.
  • يمكن للأشخاص الذين أخذوا اللقاح والذين لم يأخذوه أن يجتمعوا معاً ضمن قيود؛ إذ تقول مراكز السيطرة على الأمراض إنه يمكن لمن أخذ اللقاح زيارة شخص لم يأخذ اللقاح من منزل آخر دون ارتداء الكمامة. وهناك اعتبارات مهمة تمت مناقشتها أدناه، مثل الحالة الصحية للأشخاص الذين لم يأخذوا اللقاح.

هناك ثلاثة أمور لا تزال دون إجابة

  • ما إذا كان الأشخاص الذين تلقوا اللقاح لا يزالون يشكلون خطراً مهماً لانتقال الفيروس، فنحن نعلم أن الأشخاص الذين تلقوا اللقاح هم أقل عرضة بكثير للإصابة بالعدوى ولنقل الفيروس. ولكن من المهم أن يدرك الأشخاص الذين تلقوا اللقاح أن التفاعل مع الآخرين الذين لم يأخذوا اللقاح أو لم يصابوا بالعدوى ينطوي على "بعض المخاطر غير المحددة"، كما يقول توماس روسو، أستاذ الأمراض المُعدية في جامعة بوفالو. قد ينخفض ​​خطر انتقال العدوى، لكنه لا ينعدم على الأرجح.
  • ما إذا كان يمكن للقاحات أن تمنع الآثار طويلة الأمد لمرض كوفيد-19 وما هي هذه الآثار. وقد أثبتت جميع اللقاحات التي حصلت على ترخيص الاستخدام الطارئ في الولايات المتحدة بأنها فعالة للغاية في منع حدوث الوفاة، لكننا ما زلنا نتعرف على الآثار طويلة الأمد للمرض. حتى الأشخاص ذوو الحالات الخفيفة نسبياً يظلون يعانون من الأعراض لأسابيع أو شهور. ويقول روسو إن الأمر الأكثر أماناً هو أن تفعل كل ما في وسعك حتى لا تصاب بالعدوى.
  • كم ينبغي أن يكون مقدار تحمّل الشخص للمخاطر. على الرغم من أن إرشادات مراكز السيطرة على الأمراض تقول إنه لا بأس بالتجمعات الداخلية بين شخص تلقى اللقاح وأشخاص لم يتلقوه من أسرة واحدة، إلا أن هناك محذوراً كبيراً، وهو ما إذا كان أي شخص في المنزل الذي لم يحصل أفراده على اللقاح معرضاً لخطر أكبر للإصابة بحالة شديدة من مرض كوفيد-19.

    حتى إذا كنت قد قرأت عن الحالات الصحية التي ثبت بأنها تزيد من المخاطر، "فلا يزال هناك أشخاص ينتهي بهم الأمر بالإصابة بحالة شديدة من المرض لأسباب لسنا متأكدين منها"، كما يقول روسو. ويضيف: "تعتمد [الإرشادات] على الجمهور لمعرفة ذلك"؛ فقد يشكل حساب هذا الخطر تحدياً بشكل خاص إذا كنت تعيش مع بعض الأشخاص الذين أخذوا اللقاح وآخرين لم يأخذوه. يقول روسو، الذي يعيش في أسرة مختلطة مؤلفة من أفراد أخذوا اللقاح وآخرين لم يأخذوه، إنه يتبع أسلوباً محافظاً ويتوخى أكبر قدر ممكن من الحذر.

لا تغيير... في الوقت الحالي

على الرغم من أن هذه الإرشادات الجديدة قد تمنح بعض العائلات مجالاً لتنظيم الزيارات الضرورية جداً مع الأجداد، إلا أنه لم يحدث الكثير من التغيير اليوم بالنسبة للغالبية العظمى من سكان الولايات المتحدة، وخاصة للأشخاص ذوي البشرة الملونة؛ إذ وجد تحليل لصحيفة نيويورك تايمز بأن السود هم أقل حصولاً على اللقاحات من أقرانهم من السكان في كافة الولايات الثمانية والثلاثين، التي تقدم تقارير عن العرق والإثنية للقاحات. كما توجد فجوة أيضاً مع الأشخاص ذوي الأصول الأسبانية. وعلى الرغم من أن الإرشادات الجديدة لمراكز السيطرة على الأمراض لا تنطبق إلا على الأنشطة الخاصة، ولا تعدّ إعادة فتح عام واسعة النطاق، فقد حذر علماء الأخلاقيات الحيوية من أن استخدام حالة أخذ اللقاح كشرط سابق للمشاركة في الأنشطة التي تمت إعادة فتحها يمكن أن يزيد من ترسيخ عدم المساواة العرقية الموجودة أصلاً.

يقول روسو: "نحن في حاجة إلى بذل كل الجهود [لضمان] أن تكون عملية اللقاحات منصفة وعادلة. وما زلنا نكافح لتحقيق ذلك".

تمثل هذه المقالة جزءاً من مشروع تكنولوجيا الجائحة، الذي تدعمه مؤسسة روكفيلر.

المحتوى محمي