هل تفقَّدت بريدك الإلكتروني في مقهى أو راجعت حسابك المصرفي في أحد المطارات؟ إذا لم تكن سجّلت دخولك على شبكة واي فاي آمنة أو استخدمت شبكة خاصة افتراضية (VPN) فقد عرّضت خصوصيتك وبياناتك للخطر؛ لأنه من السهل نسبياً التنصت على البيانات المرسلة عبر هذه الشبكات، ما يمكّن الغرباء من الوصول إليها واستغلالها.
تسمح الشبكة الخاصة الافتراضية (VPN) لك بإنشاء اتصال آمن ومشفَّر إلى شبكة أخرى عبر الإنترنت. وتقوم شبكات VPN بإخفاء عنوان بروتوكول الإنترنت (IP) الخاص بك بحيث يصعب تعقب نشاطاتك عبر الإنترنت. ويمكن استخدامها للدخول إلى مواقع وخدمات الويب المحظورة في منطقتك أو الوصول إلى موارد شبكة شركتك بطريقة آمنة عبر الإنترنت أو إخفاء تصفحك للمواقع أو حماية بياناتك من السرقة أثناء استخدامك لشبكة لاسلكية غير آمنة.
ما هي الشبكة الخاصة الافتراضية (VPN)؟
يمكننا تعريف شبكات VPN بأنها تقوم بإنشاء اتصال مُشفَّر (أو نفق بيانات) بين حاسوبك أو هاتفك وبين حاسوب آخر (مخدِّم) موجود في مكان آخر قد يبعد عنك آلاف الكيلومترات. ثم تتيح لك تصفّح الإنترنت باستخدام اتصال الإنترنت الخاص بذلك المخدِّم، أي أنه يتم توجيه حركة بياناتك عبر هذا النفق الآمن، ما يحميها ضد تجسس الغرباء. وبالتالي، إذا كان المخدِّم في بلدٍ آخر سيبدو وكأن نشاطاتك على الإنترنت قادمة من ذلك البلد. وعلى سبيل المثال، إذا كنت تستخدم مخدِّم VPN في الولايات المتحدة للدخول إلى نتفليكس، فإن نتفلكس سيعتبر أن اتصالك قادم من داخل الولايات المتحدة.
وللتوضيح أكثر، يمكن القول إن الشبكة الخاصة الافتراضية هي تقنية تسمح لجهازين متصلين عبر الإنترنت أو شبكة عامة بتبادل بيانات خاصة مع بعضهما البعض. وهي ترجمة لعبارة (Virtual Private Network)؛ وتأتي كلمة “خاصة” من واقع أن البيانات المتبادلة تتمتع بالخصوصية ولا يطّلع عليها أحد باستثناء أطراف الاتصال. أما كلمة “افتراضية” فتعني أن الاتصال يتم عبر قناة غير مادية، أي لا توجد كابلات تربط مباشرة بين الجهازين، بل يعتمد على البنية التحتية للشبكة العامة التي يتصل عبرها الجهازان.
وعلى الرغم من أن الشبكات الخاصة الافتراضية لا توفِّر إخفاءً كاملاً للهوية، إلا أنها عادة تحقق المتطلبات الأساسية لأمن المعلومات، المتمثلة في السرية (أي تشفير البيانات)، والمصادقة (أي أن الأشخاص المصرّحون فقط يستطيعون الوصول إلى البيانات)، وسلامة البيانات ( أي ضمان دقة وسلامة البيانات المرسلة ضد أي محاولة للتلاعب فيها). ولتحقيق هذه المعايير تعتمد الشبكات الخاصة الافتراضية على أحد البروتوكولات مثل IPSec أو TLS أو PPTP أو غيرها.
ما أهم استخدامات الشبكات الخاصة الافتراضية (VPN)؟
في البداية، كان الهدف الأساسي من الشبكات الخاصة الافتراضية هو توفير طريقة رخيصة التكلفة لربط شبكات فروع الشركة الموجودة في مناطق متباعدة بطريقة آمنة عبر الإنترنت وتمكين الموظفين من الوصول إلى شبكة الشركة من أي مكان والاستفادة من مواردها. لكن اليوم، يتم استخدام هذه الشبكات لأغراض مختلفة تماماً مثل:
- تجاوز القيود الجغرافية المفروضة لدخول مواقع ويب معينة أو لاستخدام خدمات مراسلة أو اتصالات فيديوية.
- حماية البيانات أثناء تصفح الإنترنت عبر شبكة واي فاي غير محمية.
- إخفاء الهوية إلى حد ما من خلال إخفاء الموقع الجغرافي.
- استخدام خدمات نظير إلى نظير أو التورينت (Torrent) دون الظهور على رادارات هيئات الرقابة.
- الوصول بشكل آمن إلى الشبكة المنزلية أثناء السفر.
- إخفاء سجل تصفح الإنترنت عن مزود خدمة الإنترنت.
وقد اكتسبت شبكات VPN اهتماماً متزايداً مؤخراً مع انتقال الكثيرين من موظفي الشركات إلى العمل عن بعد؛ حيث وفّرت طريقة سهلة وآمنة لتوفير خدمات الشركة ومواردها أمام العاملين من منازلهم أينما كانوا.
وأخيراً، في حال أردت استخدام شبكة VPN، عليك أولاً التحقق من التشريعات والقوانين الخاصة بالبلد الذي تعيش فيه؛ حيث تمنع بعض الدول استخدام الشبكات الخاصة الافتراضية بشكل كامل. بعد ذلك، يمكنك الاختيار من طيف واسع من الشركات التي توفِّر هذه الخدمة بأسعار تتراوح في المتوسط بين 5 و15 دولار شهرياً.
وعليك أن تأخذ في اعتبارك عدد المخدمات التي توفرها الشركة، وفترة تجريب الخدمة وما إذا كانت تتيحها أيضاً على الهاتف، وحجم حزمة البيانات التي تقدّمها شهرياً، وعدد الأجهزة التي يمكنها الاتصال باستخدام نفس الاشتراك، وما إذا كانت تقدم خدمة حظر الإعلانات. كما ندعوك إلى الاطلاع على سياسة الخصوصية لخدمات الشركة التي ترغب في شراء خدمة VPN منها.