النشأة والدراسة
ولد الدكتور عمر فخري في مدينة بغداد عاصمة العراق سنة 1934، ودرس في جامعة بغداد التي حصل منها على درجة الإجازة الجامعية في مجال الصيدلة والكيمياء سنة 1955، وبعد ذلك عمل مساعد باحث في كلية الطب في جامعة بغداد. أسس فخري مخبراً في مجال علوم الأمراض سنة 1958 في مستشفى رعاية الأطفال، وانتقل سنة 1959 إلى مستشفى الجمهورية حيث عمل في قسم النظائر المشعة.
حصل فخري على زمالة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية سنة 1961، التي أتاحت له فرصة إجراء تدريب لمدة عام في مستشفى كلية جامعة لندن، تمحور حول التطبيقات الطبية للنظائر المشعة. وعاد فخري بعد ذلك إلى العراق ليعمل مجدداً في مستشفى الجمهورية حتى سنة 1966.
قرر فخري بعد ذلك مواصلة مشوار تعليمه العالي، وسافر مجدداً إلى لندن سنة 1966، حيث التحق بجامعة لندن التي حصل منها على شهادة الماجستير في مجال فيزياء الإشعاع والبيولوجيا الإشعاعية سنة 1967، ومن ثم حصل على درجة الدكتوراه من المدرسة الطبية الملكية في مجال علوم المناعة سنة 1971.
المسيرة المهنية والعلمية
بدأ فخري مسيرته العلمية مباشرةً بعد تخرجه من جامعة بغداد؛ حيث عمل مساعد باحث في قسم الكيمياء الحيوية ضمن كلية الطب، ومن ثم عمل في مستشفى الجمهورية أيضاً في المجال البحثي، وتحديداً في قسم النظائر المشعة. توقف فخري بشكلٍ مؤقتٍ عن العمل بسبب انشغاله في متابعة دراساته العليا في لندن، والتي استأنفها مباشرةً حين عمل محاضراً في مستشفى ويستمينستر وعمل بنفس الوقت على تطوير أبحاثه، وذلك حتى سنة 1978، التي عاد فيها مجدداً إلى مدينة بغداد حيث عُين مديراً لمركز الأبحاث الطبية في جامعة بغداد، وهي الفترة التي عمل خلالها في مجال أبحاث العلاج الكهربائي.
عاد فخري مجدداً إلى لندن سنة 1988، حيث عمل في مستشفى ويستمينستر في قسم الأمراض الجلدية، وعالج عدة مرضى مصابين بداء الصدفية بنجاح باستخدام طرق العلاج الكهربائي. استخدم فخري أيضاً طرق العلاج الكهربائي من أجل معالجة بعض المرضى الذين عانوا من مشاكل في جحوظ العينين، وبدءاً من سنة 1995 انتقل فخري ليعمل في مجال المعالجة ولكن بشكلٍ خاص.
الإنجازات الطبية والقيمة العلمية
يمتلك فخري قيمةً كبيرة على الصعيدين الطبي والعلمي؛ نظراً لإسهاماته في عدة مجالات بحثية وسريرية هامة، ومن أبرز ما يرتبط اسمه به هو تسليطه الضوء على دور فيتامين-ك في مشاكل النزيف التي تحدث عند الأطفال، وذلك بعد اكتشافه -مع مجموعة من زملائه في جامعة بغداد سنة 1959- دورَ إنزيم البروثرومبين في إحداث مشاكل النزيف، وكيفية علاج هذه المشكلة باستخدام فيتامين-ك، وقد نشر فخري وزملاؤه ورقةً بحثية حول هذه الدراسة، وهي متوافرة ضمن أرشيف باب ميد.
بالإضافة للاكتشاف المتعلق بفيتامين-ك، نشر فخري ورقةً بحثية هامة سنة 1972 في مجلة نيتشر، كشف فيها عن العلاقة والارتباط بين الأجسام المضادة (Antibodies) والخلايا اللمفاوية في جسم الإنسان؛ حيث لطالما اعتقد أن هذين النوعين من الخلايا منفصلين بمعنى عدم إمكانية وجود تفاعل أو ارتباط بينهما، إلا أن فخري أثبت كيف أنه يمكن للخلايا اللمفاوية أن تحيط وتقتل خلايا سرطانية في وسطٍ يتضمن أجسام مضادة، وبعد البحث الذي نشره فخري تم دراسة هذه الخلايا اللمفاوية بشكلٍ مُفصلٍ أكثر، وأصبحت تعرف اليوم باسم الخلايا اللمفاوية القاتلة، وفُهم دورها المحوريّ في الاستجابة المناعية لجسم الإنسان.