ما هو الابتعاد الاجتماعي وكيف تقوم به؟

7 دقائق
مصدر الصورة: ألينا ناسيبولينا/إييم/ غيتي إيميدجيز

من الناحية النظرية، يعتبر الشكل الأكثر فعالية للوقاية أثناء وباء فيروس كورونا هو عدم مغادرة المنزل أبداً؛ إذ يقلل ذلك من احتمال إصابتك بالعدوى ويؤدي إلى احتواء انتشار المرض بسرعة. على سبيل المثال، وجدت دراسة حديثة نشرت في مجلة ساينس Science أن هذا النوع من الابتعاد هو أفضل حتى من القيود أو حظر السفر على نطاق واسع.

ولكن في الحياة العملية، ليس من الممكن الانعزال دائماً. فقد لا تمنحك ظروفك رفاهية العمل من المنزل أو تجنب وسائل النقل العام. وأحياناً تضطر كذلك إلى ركوب الطائرة.

الخبر السار هو أن الحدّ من فيروس كورونا ليس لعبة كل شيء أو لا شيء. لا يزال هناك العديد من الطرق التي يمكنك من خلالها القيام بالابتعاد الاجتماعي المسؤول حتى عندما تضطر للخروج في هذا العالم. بالإضافة إلى الأساسيات -التي تنطوي على عدم لمس وجهك وغسل يديك بالصابون والماء لمدة 20 ثانية- إليك بعض النصائح الأخرى التي تم جمعها من 6 خبراء لاتباعها في مجالات مختلفة من حياتك.

الخلاصة: لا تفرط في الإجهاد. يقول موسيس توركل بيليتي، الأستاذ المساعد في الأمراض المُعدية وعلم الأحياء الدقيقة في جامعة بيتسبرغ، إن "الحفاظ على الصحة النفسية بعض الشيء" يعتبر على نفس القدر من الأهمية. ويضيف: "تؤثر صحتك العقلية وعافيتك على جهازك المناعي". افعل ما تستطيع وقم بتطوير عادات يمكنك الالتزام بها، ولكن لا داعي للذعر إذا لم تتمكن من فعل كل شيء.

ما عليك فعله عندما تركب المواصلات العامة
قم بتغيير أوقات التنقل. إذا لم تتمكن من القيادة أو السير إلى المكان الذي تريد الذهاب إليه، ففكر في التنقل بواسطة المواصلات العامة خارج ساعات الذروة. تقول جولي ماكموري، الأستاذة المساعدة في جامعة ولاية أوريغون في كلية الصحة العامة، التي أنشأت صفحة الإنترنت الرائجة Flatten the Curve، التي تحتوي على نصائح لاحتواء مرض كوفيد-19، إن إزاحة فترات التنقل، حتى ولو بأوقات قليلة، يمكن أن يساعد في تقليل مخاطر انتقال العدوى من مترو الأنفاق والحافلات المزدحمة.

تجنب الأسطح. أثناء التنقل، تجنب لمس القضبان والمقابض. تشير بعض مسودات الأبحاث الحديثة إلى أن الفيروس يمكن أن يبقى على الأسطح الصلبة لمدة تصل إلى ثلاثة أيام، على الرغم من عدم وجود أي دليل على أن الفيروس ينتقل بهذه الطريقة. يمكنك أيضاً ارتداء القفازات أو إنشاء عوازل مؤقتة أخرى للحفاظ على الحماية، ولكن يجب إزالتها بمجرد عودتك إلى المنزل.

ما عليك فعله عندما تقوم برحلات طيران أو عندما تركب الحافلات والقطارات لمسافات طويلة
راقب إحصائيات فيروس كورونا في منطقتك ووجهتك. تعرف على الأماكن التي يجب تجنبها بالاعتماد على الموقع الإلكتروني للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها حتى اللحظة التي تصعد فيها إلى الطائرة. تقول لين هوي تشين، رئيسة الجمعية الدولية لطب السفر والأستاذة المساعدة في كلية الطب بجامعة هارفارد، إن المعلومات تتغير "بسرعة كبيرة في غضون ساعات". من المهم أيضاً التحقق من إحصائيات منطقتك حتى تعرف ما إذا كنت قد تعرضت للفيروس. أعد النظر في سفرك إذا كانت المخاطر عالية.

حاول قدر الإمكان الابتعاد عن الأشخاص مسافة ٦ أقدام (أقل من مترين بقليل). قد لا تكون قاعدة الأقدام الستة الخاصة بالمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض ممكنة إذا كنت تنتظر في الطابور للوصول إلى مقعدك، ولكن لا داعي للاستعجال في الذهاب إلى طابور منطقة الصعود إلى الطائرة أو الأماكن المزدحمة حول المقاهي.

ارتدِ كمامة مؤقتة (إذا كان ذلك يمنحك راحة البال). تقول تشين إنه لا يزال من غير الواضح إلى أي مدى تفيد تغطية وجهك أثناء التنقل في التقليل من خطر الإصابة بفيروس كورونا لدى الأشخاص الأصحاء، ولكن الحماية الإضافية لا تضر. المحذور هو أنك إذا لم تكن معتاداً على ارتداء الكمامات، فقد تتململ منها وبالتالي تخرق القاعدة الأساسية للوقاية من فيروس كورونا، وهي ألا تلمس وجهك.

خذ حماماً بعد وصولك. عندما تصل إلى وجهتك، خذ حماماً دافئاً بالماء والصابون قبل الاختلاط مع الأشخاص أو إمضاء فترة طويلة جداً في الأماكن العامة. يقول بيليتي: "الصابون والماء من أفضل المطهرات". يعدّ الحمام أشمل من غسل اليدين عندما تكون على تماس مع العديد من الأسطح المختلفة. تجنب إعادة ارتداء ملابس السفر مرة أخرى حتى تغسلها.

ما عليك فعله عندما تكون مريضاً
البقاء في المنزل. إذا كنت مريضاً (بمرض آخر غير فيروس كورونا)، أعد النظر في حاجتك للخروج. يقول فينيونج لو، أستاذ علم الفيروسات بجامعة كاليفورنيا في بيركلي، إن فيروس كورونا يكون أكثر تهديداً واحتمالاً للتسبب في مضاعفات عند الإصابة به مع مرض آخر. عندما يكون جهازك المناعي ضعيفاً، ستكون أكثر عرضة للخطر. كما أن إضعاف جهاز المناعة لدى الأشخاص الآخرين، وخاصة أولئك الذين يعانون أصلاً من ضعف المناعة، سيجعلهم أكثر عرضة للإصابة.

ارتدِ كمامة مؤقتة. في التنقلات الأساسية، مثل الذهاب إلى الطبيب، قم بارتداء كمامة أو عازل مؤقت آخر على أنفك وفمك لحماية الآخرين. حتى الوشاح أو أي قطعة قماش أخرى هي أفضل من لا شيء من أجل تقليل رذاذ القطرات عند السعال أو العطاس. ولكن بالطبع، كلما كان العازل أشد، كان أفضل، كما تقول ماكموري. ومع ذلك، لا تقم بتخزين الكمامات الجراحية، التي يجب ادّخارها للمتخصصين في مجال الرعاية الصحية أثناء استجابتهم للمرض بشكل مباشر. وتضيف ماكموري: "إن ذلك يأتي بنتائج عكسية على الجميع".

اتصل بالإسعاف. إذا كنت تشكّ في إصابتك بفيروس كورونا وتحتاج إلى الذهاب إلى المستشفى، فاتصل بسيارة إسعاف بدلاً من الذهاب وحدك، كما يقول لو. يعتبر خطر التنقل في وسائل النقل العام مرتفعاً للغاية بالنسبة للركاب الآخرين. ويمكنك أيضاً الإصابة بعدوى أخرى.

ما عليك فعله عندما تحتاج إلى الطعام
اطلب أن يتم توصيله إليك. اختر دائماً أن يتم التوصيل من البقاليات أو المطاعم إذا كان لديك إمكانية الحصول على هذه الخدمات. سيقلل ذلك من تدفق الأشخاص إلى المتاجر ومن احتمال الانتشار في المجتمع. عند التسليم، انتظر حتى يرحل موظف التوصيل قبل استلام الطرد. (تمنحك العديد من تطبيقات التوصيل خياراً لتحديد تعليمات خاصة بالتسليم). من شأن ذلك أن يقلل من تعرضهم -ومن تعرض المجتمع- للفيروسات المحتملة أثناء انتقالهم من منزل إلى آخر.

استخدم الدفع عبر الخدمة الذاتية. إذا كان عليك الذهاب إلى المتجر، فقلل الاتصال بالأشخاص الآخرين.

طهّر أغراضك. بمجرد استلامك لطلبك أو شرائك لطعامك في المتجر، فكّر بعملية لإجراء التطهير. تقول ماكموري إن ذلك قد يكون مبالغاً فيه الآن، "لكن من المهم حقاً أن يقوم الجميع باعتباره طريقة للحدّ من العدوى". قم بتبني العادة تحسباً للوقت الذي قد تسوء فيه الأمور.

هذا يعني أنه إذا كان لديك شرفة أو منطقة خارجية أخرى لترك أغراضك فيها بأمان، فاتركها في الهواء لعدة ساعات. مرة أخرى، لا يعرف الخبراء مدة بقاء الفيروس على الأسطح، لذا كلما طالت فترة الانتظار، كان ذلك أفضل. ارتدِ قفازات أو ضع عازلاً مؤقتاً عند فتح العبوة وتخلّص من الطبقة الخارجية. أو ببساطة، اغسل يديك جيداً بعد الانتهاء من التعامل مع العبوة.

اغسل وعقم المواد قبل التخزين. بعد فك تغليف العبوات، استخدم الماء الدافئ والصابون لفرك أي مواد قابلة للغسل داخلها. على الرغم من عدم وجود دراسات محددة تُظهر تأثير الماء والصابون على فيروس كورونا المستجد، إلا أنه من المعروف أنهما فعالان ضد الفيروسات ذات الغلاف بشكل عام، كما يقول بيليتي. إذ يُحدث الصابون أضراراً بغلاف الفيروس ويجعله غير فعال. بالنسبة للعناصر الأخرى التي لا يمكن غسلها، استخدم الفرك لمسحها بالماء والصابون أو الكحول. تؤدي عملية تبخر الكحول إلى تثبيط الفيروس. (نشرت وكالة حماية البيئة الأميركية أيضاً قائمة بالمطهرات الفعالة). 

عليك بالأطعمة المطبوخة بدل النيئة. يقول لو إن طبخ المنتجات هو الطريقة الأكثر أماناً لضمان التطهير. لكن الغسيل الجيد يمكن أن يكون من وسائل الدفاع الجيدة أيضاً.

ما عليك فعله عند ممارسة التمارين الرياضية
عليك بالتمارين المنزلية أو الخارجية. يمكن أن يمثل تخطي التمارين المنتظمة تحدياً للصحة النفسية، خاصةً خلال أوقات الإجهاد المرتفع كهذا الوقت؛ لذا فكر في تطوير روتين غير مرتبط بالصالة الرياضية. تعد الصالات الرياضية مناطق خصبة للعديد من أنواع الفيروسات، مما قد يضعف جهازك المناعي، ولكن صعوبة التنفس والمساحات الضيقة تزيد أيضاً من خطر انتشار فيروس كورونا. قم بالهرولة في الخارج ومارس اليوجا في غرفة نومك، وابحث عن بدائل منزلية لا تحتاج إلى معدات.

تجنب ساعات الذروة. إذا كنت في حاجة للذهاب إلى صالة التمارين الرياضية، فحاول تغيير جدول ممارستك لها. فمثلما عليك أن تتجنب ساعات الذروة في مترو الأنفاق، يمكن لتغيير أوقات التمارين أن يساعد في تقليل مخاطر انتقال العدوى.

تجنب المعدات التي يحدث فيها الكثير من الاتصال. تجنب أيضاً استخدام معدات الصالة الرياضية التي تتطلب فترات طويلة من اللمس مثل رفع الأوزان واختر الأشياء التي لا تتطلب ذلك مثل أجهزة المشي. قم بتطهير الجهاز قبل الاستخدام وبعده، ولا تمسح عرق وجهك بيديك أثناء التمرين.

استحم فوراً بعد ممارسة الرياضة. تعد هذه القاعدة جيدة بشكل عام، ولكنها مهمة بشكل خاص لتطهير جسمك. عليك تقليل الوقت الذي تقضيه مع المواد الملوثة المحتملة الموجودة على ملابسك وجلدك.

ما عليك فعله عندما تغادر وتعود إلى المنزل
قم بأداء المهمات مع بعضها خارج ساعات الذروة. حاول إنجاز أكبر قدر ممكن من المهام دفعة واحدة. تقول ماكموري: "عليك تقليل عدد المرات التي تخرج فيها، ثم البقاء في المنزل لأطول فترة ممكنة". حاول أيضاً تجنب الازدحام بزيارة المتاجر والأماكن العامة في وقت مبكر قبل العمل أو في وقت متأخر من الليل. بشكل عام، قلل مقدار الوقت الذي تقضيه في الأماكن التي لا تعرف مستوى العدوى فيها، كما يقول بيليتي. 

لا تخلط الملابس "التي ترتديها في الخارج" مع "التي ترتديها في المنزل". في كل مرة تعود فيها إلى المنزل، قم بتغيير ملابسك وأحذيتك، واغسلها في أقرب وقت ممكن. إذا كان ذلك متاحاً، يمكنك أيضاً ترك المعاطف والأشياء الأخرى التي يصعب غسلها خارج المنزل لتطهيرها بأشعة الشمس. تقول ماكموري: "ينطبق هذا بشكل خاص على الأشخاص الذين يعيشون في مناطق عالية الخطورة".

قم بإنشاء منطقة مخصصة لإعادة الدخول. تنطبق المنطقة التدريجية التي تحدثنا عنها بالنسبة للأغراض على البشر أيضاً: بالإضافة إلى تغيير الملابس وخلع الأحذية، استخدم هذه المساحة لتطهير هواتفك ومفاتيحك. قد يكون من الصعب تطهير الهواتف على وجه الخصوص، لذا فكّر في وضع هاتفك في كيس بلاستيكي رقيق عند مغادرة المنزل. ومع ذلك، قم بمسحه بالماء والصابون أو الكحول بمجرد إخراجه من الكيس.

خذ حماماً بعد كل خروج من المنزل. بالطبع، خذ حماماً بعد ذلك مباشرة إذا استطعت. يميل الأطفال بشكل خاص إلى لمس وجوههم، لذا عليك أن تجعلهم يستحمّون بالماء والصابون. تقول لورين كومب، الممرضة المعتمدة ورئيسة الجمعية الوطنية لممرضات المدارس، إذا لم يكن لديك الوقت، فقم بغسل وجهك ويديك وكذلك أوجه الأطفال وأيديهم على الأقل.

ما عليك فعله عندما يكون لديك أطفال
لا تبالغ في تضخيم الأمر ولا ترتعب. يقول مارك راينيك، أخصائي علم النفس السريري ومدير معهد عقل الطفل، إن عليك شرح فيروس كورونا بطريقة مناسبة للعمر. لكن "الحفاظ على وجهة نظر منطقية هو أمر في غاية الأهمية". إذا كان طفلك يسعل، فلا تفزع وتقضِ ساعات في البحث عن معلومات حول فيروس كورونا. يجب على أطفالك أن يشعروا بالأمان.

أظهر عادات جيدة. علّم الأطفال كيفية السعال والعطاس في أكمامهم وغسل أوجههم وأيديهم جيداً أثناء دندنة أغنية "عيد ميلاد سعيد" مرتين، كما تقول كومب. إذا مللت من الأغنية نفسها، فاختر أغنية أخرى يسهل على الأطفال تذكرها، مثل "توينكل، توينكل" وأغنية الأبجدية.

كن مبدعاً في أوقات اللعب. إذا أغلقت مدارس الأطفال، فسيكونون عرضة للإحساس السريع بالملل والعزلة. استخدم التكنولوجيا بشكل إبداعي، إذ يقول راينيك إنه عليك أن تمنح الأطفال الإذن لاستخدام فيس تايم أو لعب ألعاب الفيديو مع الأصدقاء. يمكن أن تساعد الأنشطة الاجتماعية عبر الإنترنت في الحفاظ على الصداقات وتعزيزها. ويمكنك أيضاً اختيار الحلول غير التقنية مثل الألعاب العائلية والأشغال اليدوية مع العائلة. إذا انتهى بك الأمر باستضافة مجموعة من الأطفال للعب، فقم بإبقاء المجموعة صغيرة، وتأكد من أن الأطفال ليسوا مرضى، ولا تشارك الأغراض فيما بينهم، كما تقول كومب.

المحتوى محمي