ما الذي نعرفه عن منصة بلو سكاي التي ينوي جاك دورسي إطلاقها؟

أصبحت منصات التواصل الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا؛ فهي تربطنا بالآخرين، وتوفّر لنا المعلومات والترفيه. لكن لكل منصة قواعد خاصة بها، وقد نواجه عند استخدامها تحديات مثل الرقابة وانتهاك الخصوصية والتحيز الخوارزمي. فكيف يمكننا إنشاء منصة اجتماعية أكثر انفتاحاً وتنوعاً ومناسبة للجميع؟

هذا السؤال هو الذي دفع الرئيس التنفيذي السابق لشركة تويتر جاك دورسي إلى إطلاق بلو سكاي (Bluesky)، وهي منصة اجتماعية لامركزية. يريد دورسي أن يجعل هذه المنصة مختلفة عن غيرها، وذلك من خلال منح المستخدمين الحرية في تحديد القواعد التي يريدونها.

ما هي منصة بلو سكاي؟

بلو سكاي هي منصة اجتماعية تتكون من شبكات اجتماعية مرتبطة مع بعضها بعضاً عبر بروتوكول مفتوح يُسمَّى أيه تي بي (ATP)، وهو يحدد كيف يستطيع المستخدمون إنشاء المحتوى وتخزينه ومشاركته.

يستطيع مستخدمو منصة بلو سكاي إنشاء تطبيقات ضمن المنصة، وكل تطبيق عبارة عن شبكة اجتماعية تلبي اهتمامات محددة، مثل الرياضة أو الموسيقى أو السياسة. يستطيع المستخدم الانضمام إلى تطبيقات متعددة ونشر منشورات فيها تُسمَّى سكيتس (Skeets).

يكون لكل تطبيق قواعده وسياساته الخاصة المتعلقة بالإشراف، والتي يقوم المستخدمون باختيار اتباعها أو عدم اتباعها، ويمكن للتطبيقات كلها على بلو سكاي التواصل مع بعضها بعضاً وتبادل المحتوى بينها. يُتيح ذلك للمستخدمين اكتشاف محتوى جديد وأشخاص جُدد من تطبيقات مختلفة، بالإضافة إلى نشر السكيتس في عدة تطبيقات.

يتمتع مستخدمو بلو سكاي أيضاً بخيارات للتحكم في بياناتهم؛ يمكنهم اختيار تخزين بياناتهم في المستودعات الشخصية التي يمتلكونها ويديرونها، ويمكنهم اختيار الخوارزميات أو الفلاتر التي يريدونها لتنظيم خلاصاتهم، بدلاً من الاعتماد على خوارزميات محددة تفرضها المنصة.

كيف تعمل بلو سكاي؟

تعتمد بلو سكاي على بروتوكول أيه تي بي، وهو برتوكول مفتوح للشبكات الاجتماعية اللامركزية يتكون من طبقتين: طبقة الكلام وطبقة الوصول.

طبقة الكلام مسؤولة عن إنشاء المحتوى وتخزينه، فهي تستخدم مستودعات البيانات الشخصية (PDRs)، وهي قواعد بيانات مشفرة يمكن للمستخدمين استضافتها على أجهزتهم الخاصة أو على الخوادم السحابية. تُخزّن في هذه المستودعات بيانات المستخدمين ومعلومات الحساب الشخصي والتفضيلات وغيرها من البيانات. يستطيع المستخدمون السماح بوصول تطبيقات معينة إلى بياناتهم أو منعه.
طبقة الوصول مسؤولة عن توزيع ونشر وتصنيف المحتوى، فهي تستخدم التطبيقات، وهي خوادم تقوم باستضافة المحتوى الخاص بها أو جلب المحتوى من تطبيقات أو مستودعات بيانات أخرى. يمكن اختيار الخوارزميات والفلاتر التي تنظّم المحتوى في كل تطبيق.

كيفية استخدام بلو سكاي

لاستخدام بلو سكاي، تحتاج إلى استخدام أحد تطبيقات العميل، وهي برامج يتم تشغيلها على جهازك، يمكنها الاتصال بالعديد من التطبيقات ومستودعات البيانات الشخصية، كما تسمح بنشر السكيتس وعرض الخلاصات ومتابعة المستخدمين والإعجاب أو التعليق.

هناك العديد من تطبيقات العميل المتاحة لأجهزة أندرويد وآيفون، أبرزها هو تطبيق العميل الرسمي Bluesky.

التسجيل في بلو سكاي ليس متاحاً للجميع، ستحتاج إلى الحصول على رمز دعوة للتسجيل. تُوزع رموز الدعوة من قِبل المستخدمين الحاليين أو من مصادر أخرى.

بمجرد التسجيل، يمكنك إنشاء مستودعات بيانات خاصة بك والانضمام إلى تطبيقات مختلفة، يمكنك أيضاً تصفح التطبيقات المختلفة أو البحث عن تطبيقات محددة حسب الاسم أو عنوان URL. تستطيع أيضاً إنشاء تطبيقات خاصة بك إذا كانت لديك الخبرة التقنية وموارد الحوسبة لاستضافة التطبيقات.

يمكنك عرض الخلاصة من تطبيقات مختلفة في مكانٍ واحد أو التبديل بينها بسهولة، بالإضافة إلى متابعة مستخدمين آخرين من أي تطبيق ورؤية السكيتس الذي ينشرونه، كما يمكنك الإعجاب أو التعليق على السكيتسات من أي تطبيق.

ما الفرق بين بلو سكاي ومنصة إكس؟

إليك أبرز الاختلافات بين منصة بلو سكاي ومنصة إكس:

بلو سكاي هي منصة لامركزية، هذا يعني عدم وجود شركة أو سلطة واحدة تتحكم فيها. منصة إكس مركزية، تملكها وتديرها شركة إكس، التي تتمتع بسلطة اتخاذ القرارات المتعلقة بالمنصة وتغييرها حسب رغبتها.
بلو سكاي منصة مفتوحة تضم العديد من الشبكات الاجتماعية التي يمكنها التفاعل مع بعضها من خلال بروتوكول مفتوح. إكس منصة منعزلة، أي أن مستخدميها لا يستطيعون التفاعل مع الشبكات الاجتماعية الأخرى.

مستخدمو بلو سكاي لديهم الكثير من خيارات التحكم في بياناتهم، حيث يمكنهم اختيار مكان تخزين بياناتهم والخوارزميات أو الفلاتر التي يجب استخدامها، في حين لا يمتلك مستخدمو إكس أي خيارات لتخزين بياناتهم، ويتعين عليهم الالتزام بقواعد وخوارزميات وسياسات تفرضها المنصة.