ماذا نعرف عن شركة هوغلي التي تأمل إطلاق منتجات منافسة لتيك توك؟

3 دقيقة
ماذا نعرف عن شركة هوغلي التي تأمل إطلاق منتجات منافسة لتيك توك؟
حقوق الصورة: إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية. تصميم: عبدالله بليد.

لا تُخفى المعركة التي تخوضها بايت دانس بسبب قرار حظرها في الولايات المتحدة على أحد، هذه المنصة التي رسّخت مكانتها منصة فيديوهات عالمية لا غنى عنها بالنسبة للكثيرين.

ما يُميّز منصة تيك توك هو الفيديوهات القصيرة وميزات الوصول التي تمتلكها. من جهة أخرى أحرزت تطبيقات توليد الفيديو باستخدام الذكاء الاصطناعي تقدماً كبيراً، واليوم تقدّم الكثير من الشركات تطبيقات لتحويل النص إلى فيديو.

تيك توك بظروفه الحالية وتوليد الفيديوهات بالذكاء الاصطناعي يعني الكثير لأحد أهم شخصيات وادي السيليكون، الذي رأى أنه يمكن الجمع بين ما يُميّز تيك توك وتطبيقات توليد الفيديو بالذكاء الاصطناعي والاستفادة منه؛ من جهة، بتقديم بديل ممكن لتيك توك، ومن جهة أخرى أن يكون هذا البديل مزوداً بتقنيات جيدة لترويج الفيديوهات، ولا سيما توليد الفيديو بالذكاء الاصطناعي.

اقرأ أيضاً: لماذا تصرُّ الولايات المتحدة على شراء تيك توك؟ وما هي البدائل المتوفرة له؟

هوغلي: شركة ناشئة لمنافسة تيك توك في توليد الفيديوهات باستخدام الذكاء الاصطناعي

لطالما عبّر إريك شميدت، الرئيس التنفيذي السابق لجوجل، عن اهتمامه بالمنافسة مع تيك توك. حتى إن الأمر ورد على لسانه على هيئة مزحة تخللت إحدى محاضراته في جامعة ستانفورد، إذ خاطب الطلاب الحاضرين آنذاك بقوله: "لقّنوا نموذجكم اللغوي الكبير بالأمر التالي: اصنع لي نسخة من تيك توك. انسخ المستخدمين كلّهم، والموسيقى، والتفضيلات، وشغّل التطبيق، وإذا لم ينتشر التطبيق على نطاقٍ واسع في غضون ساعة، جرّبوا أمراً آخر في السياق ذاته".

لكن الأمر يبدو جدياً بالنسبة لإريك شميدت، فقد أطلق بسرية شركته الناشئة الجديدة هوغلي Hooglee، والهدف منها هو تغيير سوق توليد الفيديو بالذكاء الاصطناعي والتواصل الاجتماعي. ووفقاً لمصادر مطلعة، وليس بناءً على أقوال شميدت، فإن المنصة تهدف إلى "إتاحة إنشاء الفيديو للجميع باستخدام الذكاء الاصطناعي".

ما زال الموقع الرسمي للشركة يعرض عبارة Coming Soon، ولا يعرض أي شيء باستثناء هذه العبارة.

اقرأ أيضاً: 7 من أفضل أدوات توليد الفيديو بالذكاء الاصطناعي

مَا هو المتوقع من هوغلي؟

حتى لحظة كتابة هذا المقال، المعلومات المتوفرة عن هوغلي قليلة، لكن المعروف أن منتجات هوغلي ستكون منتجات هجينة بين برمجيات توليد الفيديو بالذكاء الاصطناعي والشبكات الاجتماعية، كما يقول بعض موظفي الشركة الناشئة إن تطبيقاتها ستشكّل بديلاً قوياً لتيك توك.

لكن اللافت هو أن هوغلي هي أول مشروع ذكاء اصطناعي يُطلقه شميدت شخصياً بعد أن استثمر في شركات ذكاء اصطناعي عدة مثل أنثروبيك Anthropic وساندبوكس أيه كيو SandboxAQ، كما سبق له تمويل برنامج منح أوبن أيه آي ومشروع فيوتشر هاوس غير الربحي FutureHouse المخصص لأبحاث الذكاء الاصطناعي.

يقود هوغلي سيباستيان ثرون Sebastian Thrun وهو زميل مخضرم لشميدت في مجال التكنولوجيا، شارك في تأسيس مصنع المشاريع الطموحة لشركة جوجل ووحدة السيارات الذاتية القيادة وايمو Waymo، كما أسس ثرون شركة كيتي هوك Kittyhawk للطيران التي لم تعد تعمل حالياً، ويدير الآن شركة الطائرات المسيّرة العسكرية السرية لشيمدت، المعروفة باسم مشروع إيغل Project Eagle، كما يدعمها باحثون سابقون في ميتا منهم بيتشين وو Bichen Wu، أي أن المنصة تنطلق من أيدي مجموعة من أصحاب الخبرة العميقة في مجال الذكاء الاصطناعي.

لكن هوغلي تدخل سلفاً مجالاً تحتدم فيه المنافسة، سواء على صعيد توليد الفيديو بالذكاء الاصطناعي، أو على صعيد شبكات التواصل الاجتماعي، إذ سبقتها إلى الميدان شركات مثل أوبن أيه آي بنموذجها سورا Sora وبايت دانس (الشركة الأم لتيك توك) بأداتها جيمينغ أيه آي Jimeng AI، بالإضافة إلى حزمة أدوبي Adobe من برامج الذكاء الاصطناعي التوليدية.

وعلى الرغم من حماسة شميدت لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، فإنه لطالما حذّر منه ومن هلوساته خصوصاً، وبالتحديد في مجال توليد الفيديو، فهو يرى أن الناس لا تأبه للنصوص المكتوبة، لكن الفيديوهات قد تُحدِث تأثيراً عظيماً، وقد تسبب انتشار العنف. كما يدافع عن حماية أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وعلى ضرورة استخدامه بطرق صحيحة والحد من انتشار التزييف العميق، وقد اقترح استخدام العلامات المائية على نطاقٍ واسع لمكافحة انتشار المعلومات المضللة. ويرجّح كثيرون استخدام تقنيات الكشف عن المحتوى المزيف أو المضلل في المنصة التي سيطلقها شميدت.

يبقى الرهان على قدرة هوغلي على المنافسة بالسوق مرتبطاً بالأشخاص الذين أطلقوا المنصة، والذين يشكّلون قوة لا يُستهان بها مسلحة بخبرة كبيرة من شركات كان لها بصمة واضحة في هذا المضمار.

اقرأ أيضاً: هل يمكن التلاعب بالعلامات المائية في النصوص التي ينتجها الذكاء الاصطناعي؟

لماذا يحيط شميدت المشروع بهذه السرية كلّها؟

إريك شميدت، الرئيس التنفيذي السابق لشركة جوجل، والشخصية البارزة في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي الذي تُقدّر ثروته بـ 26 مليار دولار، معروفٌ بحرصه على سرية بعض المشاريع والاستثمارات. ويتماشى هذا النهج مع توجهه الاستراتيجي الأوسع وفلسفته القيادية التي تجد أن السرية مفيدة في:

  • التركيز على الابتكار والمنافسة: أكّد شميدت أهمية الابتكار في الصناعات سريعة التطور، مثل الذكاء الاصطناعي، حيث توفّر السرية ميزة تنافسية. وقد انتقد الإفراط في التنظيم، وشجّع على موازنة الابتكار مع الحوكمة المسؤولة، وهو ما قد يُفسّر جزئياً سبب بقاء بعض مشاريعه سرية.
  • الاستثمارات الاستراتيجية في الذكاء الاصطناعي: لفت شميدت الانتباه لعدم إفصاحه علناً عن استثماراته بشركات الذكاء الاصطناعي الناشئة في أثناء رئاسته لجنة الأمن القومي المعنية بالذكاء الاصطناعي. وقد ينبع هذا النقص في الشفافية من مخاوف بشأن الحفاظ على السيطرة الاستراتيجية أو تجنب التدقيق العام الذي قد يعوق الابتكار.
  • الثقة وبناء الفريق: يتمحور أسلوب شميدت القيادي حول الثقة والتعاون وتعزيز الثروة الفكرية. ومن خلال الحفاظ على سرية بعض المشاريع، قد يهدف إلى خلق بيئة مُركّزة تُمكّن الفرق من الابتكار دون ضغوط أو مُشتتات خارجية.
  • الحماية من سوء الاستخدام: نظراً لإدراك شميدت المخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي، مثل التلاعب بالمعلومات والتهديدات السيبرانية، فمن المرجّح أنه يُبقي بعض المبادرات سرية لمنع سوء الاستخدام أو الكشف المبكر عنها، ما قد يؤدي إلى تحديات أخلاقية أو أمنية.

المحتوى محمي