ماذا لو كانت جميع العمليات التجارية التي تجري بالبيتكوين مزيفة؟

2 دقائق
مصدر الصورة: فليكر | تيم ريكمان

كانت هناك شكوك لبعض الوقت في أن الأسواق متضخمة. وفي الواقع، أدت المخاوف من التلاعب بالسوق إلى تعليق الموافقة التنظيمية على عدد من صناديق مؤشرات بيتكوين المتداولة (ETFs) المقترحة، مما أحبط العديد من المتحمسين الذين يعتقدون أن الموافقة على هذه الصناديق في نهاية المطاف سوف تحفِّز اعتماد هذه التكنولوجيا على نطاق أوسع من قِبل المستثمرين.

وفي شهر مارس الماضي، وفي تطور لافت، قامت إحدى الشركات التي تأمل بإدراج صندوق من نوع ETF بتقديم تقرير إلى المنظمين الماليين في الولايات المتحدة يفيد بأن نحو 95% من إجمالي حجم التداول الذي يجري بالبيتكوين قد تم تزييفه من قِبل أسواق الأوراق المالية (البورصات).

حيث قامت بيتوايز -وهي شركة لإدارة الأصول المشفرة- بتحليل 81 بورصة، لتكتشف أن 71 منها قد أظهرت أنماطاً تعكس حجم تداول مصطنع. وإحدى الطرق المتبعة لاصطناع حجم التداول تتم باستخدام تقنية تسمى "غسل التداول"، حيث يقوم شخص ما بشراء وبيع نفس الأصل في الوقت نفسه.

وعلى الرغم من أن البورصات التي تضمنتها الدراسة قد أبلغت عن 6 مليارات دولار مجتمعة من حجم التداول اليومي خلال 4 أيام من هذا الشهر، إلا أن بيتوايز حددت أن 273 مليون دولار منها فقط كانت حقيقية.

وقد قال ماثيو هوجان، الرئيس العالمي لقسم الأبحاث في بيتوايز، لصحيفة وول ستريت جورنال إن الهدف من تقديم التحليل هو الإظهار للمنظمين أنه لايزال هناك "سوق حقيقية قائمة للبيتكوين" على الرغم من عاصفة التداول المصطنعة. وقد قال هوجان إنه يمكن الحصول على دليل دامغ على ذلك بالنظر إلى العدد الصغير للبورصات التي يمكنها أن تتحقق بالفعل من أن بيانات التداول لديها حقيقية. وفي حال تمت الموافقة عليه، فإن صندوق بيتوايز سوف يعتمد على حجم هذه البورصات، والذي لا يمثل سوى 5% فقط من إجمالي حجم التداول الذي تم الإبلاغ عنه عموماً.

ما الذي يجعل البورصات تضخّم من أحجام التداول لديها بطرق مخادعة؟ قد يكون أحد الدوافع لذلك هو جذب مشاريع الطرح الأولي للعملات ICO التي تتطلع إلى إدراجها في البورصات، مما يسهل كثيراً من إجراء عمليات التداول. ولإدراج مثل هذه المشروعات، تفرض بعض البورصات رسوماً قد تصل إلى بضعة ملايين من الدولارات.

وهناك عبرتان هامتان على الأقل يمكننا استخلاصهما هنا. الأولى هي أن ضخامة سوق التداول الحقيقية للبيتكوين أقل مما يتم الإبلاغ عنه على نطاق واسع. فإن كنت حريصاً على رؤية الاتجاه السائد في اعتماد هذه العملة المشفرة، فقد يكون مخيِّباً للآمال.

لكن العبرة الثانية على العكس من ذلك، وهي أنه إذا كان التركيز على عمل البورصات بنزاهة يمكنه أن يُحدث فارقاً بالنسبة للمنظمين ويؤدي في النهاية إلى الحصول على الموافقة الخاصة بصناديق ETF، فإن الصورة القاتمة التي قدمها هذا التحليل قد تساعد على تشجيع نوع من الدعم الذي تأمل له أن يحدث.

المحتوى محمي