لماذا قامت جوجل بتعيين “مجلس للذكاء اصطناعي”؟

2 دقائق

أثبت تطوير الذكاء الاصطناعي واستثماره تجارياً أنه عملية أشبه بعبور حقل ألغام أخلاقي بالنسبة للشركات مثل جوجل. فقد واجهت الشركة اتهامات عديدة بترسيخ خوارزمياتها للانحياز على أساس العرق والجنس، ودعم جهود بناء الأسلحة المؤتمتة.

الآن، تأمل الشركة صاحبة محرك البحث العملاق بأن فريقاً مؤلفاً من مجموعة من الفلاسفة والمهندسين وخبراء السياسات سيساعدها على التعامل مع الأخطار المحتملة للذكاء الاصطناعي من دون التعرض إلى فضائح إعلامية، أو مواجهة احتجاجات الموظفين، أو الوقوع في متاعب قانونية.

أعلن كينت ووكر، نائب الرئيس الأول للشؤون الدولية والمسؤول القانوني الأساسي في جوجل، تشكيل كيان مستقل جديد لدراسة ممارسات الشركة في مجال الذكاء الاصطناعي، وذلك في مؤتمر إيمتيك ديجيتال الذي نظمته إم آي تي تكنولوجي ريفيو في سان فرانسيسكو.

قال ووكر إن المجموعة، والمعروفة باسم المجلس الاستشاري الخارجي للتكنولوجيا المتطورة (اختصاراً: أتياك ATEAC) ستدرس مشاريع وخطط الشركة، وتقدم تقارير للمساعدة على تحديد وجود تضارب ما بين أي من هذه المشاريع ومبادئ الشركة في مجال الذكاء الاصطناعي. قال ووكر إن المجلس لن يعمل وفق خطة محددة، ولن يكون لديه الصلاحية لإيقاف المشاريع بشكل مباشر، ولكن هذه التقارير "ستساعدنا في المحافظة على نزاهتنا".

يتضمن أتياك بنسخته الأولى فيلسوفاً، واقتصادياً، وخبيراً في السياسة العامة، وعدة باحثين في علوم البيانات، والتعلم الآلي، والروبوتات. يجري عدد من هؤلاء المختارين أبحاثاً في مسائل مثل الانحياز الخوارزمي. أما القائمة الكاملة فهي كالتالي: أليساندرو أكويستي، بوباكار با، دي كاي، ديان جيبينز، جوانا برايسون، كاي كولز جيمس، لوسيانو فلوريدي، ويليام جوزيف بيرنز.

ولكن يجب على شركات التكنولوجيا أن تثبت أنها جادة إزاء المخاوف الأخلاقية. فقد أثار الإعلان على الفور ردة فعل عكسية من بعض خبراء الذكاء الاصطناعي الذين انتقدوا وجود جيبينز وجيمس، حيث أن الأولى كانت المؤسسة والمديرة التنفيذية لشركة للطائرات المسيرة، وهو خيار يبدو في منتهى الجهل بعد أن واجهت جوجل احتجاجاً عنيفاً من موظفيها، وعاصفة من الانتقادات الصحفية، إثر اشتراكها في مشروع مافين لتقديم الذكاء الاصطناعي السحابي لسلاح الجو الأميركي من أجل تحليل صور الطائرات المسيرة. وقد أجبرت هذه الحادثة جوجل على إعلان مجموعة من المبادئ الخاصة بها في الذكاء الاصطناعي في المقام الأول. أما الثانية فهي رئيسة منظمة هيريتاج، وهي مجموعة بحثية محافظة تعرضت إلى العديد من الاتهامات، بما فيها نشر المعلومات الزائفة حول التغير المناخي.

يأتي هذا الإعلان الإشكالي في خضم سلسلة من الفضائح التي تعرضت لها جوجل وغيرها من الشركات التكنولوجية العملاقة، والمتعلقة بتطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي. وعلى سبيل المثال، فقد أظهرت الخوارزميات المستخدمة للتعرف على الوجوه وفلترة طلبات التوظيف وجود تحيز على أساس العرق.

قال ووكر على منصة المؤتمر أن جوجل تدرس مشاريع الذكاء الاصطناعي بحرص كبير، ولحظ أن الشركة قررت ألا تقدم تكنولوجيا التعرف على الوجوه إلى جهات أخرى مخافة إساءة استخدامها. كما قال أن الشركة اختارت إطلاق خوارزمية ذكاء اصطناعي لقراءة الشفاه، على الرغم من إمكانية استخدامها للمراقبة، وذلك لأنه تبين أن الفوائد المحتملة تفوق في أهميتها المخاطر التي قد تنتج عنها.

أقر ووكر في إيمتيك أن المجلس يجب أن يأخذ بعين الاعتبار أخطار الذكاء الاصطناعي الناشئة، معتبراً أن أهم المخاوف هي المعلومات الزائفة والتلاعب بالفيديو بالذكاء الاصطناعي، وقال: "كيف يمكننا أن نكشف هذه المشاكل في المنصات المختلفة؟ نحن نبذل الكثير من الجهد في هذه المسألة. وفي المحصلة، نحن محرك بحث، لا محرك حقيقة".

المحتوى محمي