كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من مختبر الميزانية The Budget Lab في جامعة ييل الأميركية عن تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي في سوق العمل منذ إطلاق تشات جي بي تي في نوفمبر 2022.
الجديد في هذا الموضوع
أجرى الباحثون تحليلاً لبيانات التوظيف في مختلف القطاعات والمهن خلال 33 شهراً، وقارنوا سرعة تغير التركيبة المهنية الحالية بفترات التحول التكنولوجي السابقة مثل انتشار الكمبيوترات والإنترنت.
سعت الدراسة للإجابة عن سؤالين رئيسيين: هل يتغير سوق العمل أسرع من الماضي؟ وهل هناك دلائل على تأثير واسع للذكاء الاصطناعي في معدلات التوظيف والبطالة؟
شملت العينة بيانات وطنية من مسح القوى العاملة الأميركية CPS وتحليلات لقطاعات تكنولوجيا المعلومات والأنشطة المالية والخدمات المهنية.
النتيجة المبدئية: لا توجد دلائل على اضطراب كبير أو تسريح واسع بسبب الذكاء الاصطناعي حتى الآن.
لماذا تعد مشكلة مهمة؟
تزداد المخاوف العامة من أن الذكاء الاصطناعي سيقضي على ملايين الوظائف أو يقلل الطلب على توظيف البشر، ما يهدد الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.
هذا البحث مهم لأنه يقدم نظرة علمية على الواقع الفعلي بدلاً من التوقعات الإعلامية، ويوضح أن التغيير في سوق العمل يحدث تدريجياً على مدى سنوات وليس فوراً بعد كل تطور تقني جديد.
نتائج الدراسة تساعد صناع القرار على فهم أن مرحلة التأثير الفعلي ما زالت في بدايتها، وأن التخطيط المستقبلي أهم من الذعر الحالي.
أهم النتائج
- لم يرصد أي ارتباط بين مستوى تبني الذكاء الاصطناعي وبين معدلات التوظيف أو البطالة، ما يعني أن تأثير الذكاء الاصطناعي في الوظائف لا يزال محدوداً.
- تغير التركيبة المهنية منذ إطلاق تشات جي بي تي كان بنسبة طفيفة مقارنة بفترات تبني الإنترنت أو الكمبيوتر، وهو تغيير طبيعي في الأسواق وليس نتيجة مباشرة للذكاء الاصطناعي.
- القطاعات الأكثر استخداماً للتقنيات الجديدة مثل شركات التكنولوجيا والخدمات المالية شهدت تغييرات واضحة، لكنها بدأت قبل انتشار الذكاء الاصطناعي، ما يشير إلى أن هذه التحولات ليست سببية بل ارتباطية فقط.
- النتيجة الأساسية: لا يوجد حتى الآن دليل على أن الذكاء الاصطناعي يلغي الوظائف، بل فقط ارتباط طفيف ببعض التغييرات المهنية الطبيعية.
التوصيات والتطبيق العملي
- راقب التغيرات بدلاً من القلق منها، على المؤسسات والشركات متابعة أثر الذكاء الاصطناعي دورياً، بدلاً من اتخاذ قرارات سريعة بفصل العمال.
- استثمر في تدريب العاملين على مهارات استخدام الذكاء الاصطناعي لتسريع الإنتاجية، بدلاً من افتراض أن التقنية ستحل محل البشر.
- أوصت الدراسة بتحسين جودة البيانات حول استخدام الذكاء الاصطناعي في المهام اليومية، لأن ضعف البيانات يحد من الفهم الدقيق للأثر الحقيقي.
محاذير
- الدراسة تقتصر على الولايات المتحدة، لذا لا يمكن تعميم النتائج على أسواق العمل في الدول العربية أو الأسواق الناشئة.
- التحليل يعتمد على بيانات أولية حتى منتصف 2025، أي أن التأثيرات البعيدة المدى قد تظهر لاحقاً.
- لا تشمل الدراسة تقييمات نوعية مثل التغير في طبيعة المهام داخل الوظائف، بل تركز فقط على الأرقام العامة للتوظيف.
المصدر
عنوان البحث الأصلي: Evaluating the Impact of AI on the Labor Market: Current State of Affairs
الترجمة العربية: تقييم تأثير الذكاء الاصطناعي في سوق العمل: الوضع الراهن
الباحثون: فريق مختبر الميزانية - جامعة ييل.
الجهة الناشرة: مختبر الميزانية - جامعة ييل.
تاريخ النشر: 1 أكتوبر 2025.
 
                