أصبح الذكاء الاصطناعي عنصراً أساسياً من عناصر صنع القرار، وعاملاً يسهم في تعزيز القدرة التنافسية وضمان نجاح الشركات. يعود الفضل في ذلك إلى الكم الهائل من البيانات المتاحة، إلى جانب قدرة الذكاء الاصطناعي على تحليلها واستخلاص رؤى قد لا تكون واضحة للبشر. ومع استمرار تقدمه، يُعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل نهج وطريقة عمل المدراء والرؤساء التنفيذيين في القيادة ووضع استراتيجيات الأعمال.
ونهدف من هذه المقالة إلى استكشاف كيف يستطيع المدراء والرؤساء التنفيذيون الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لاتخاذ قرارات أكثر ذكاءً ودقة وفاعلية.
أهمية الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرارات
يمثّل الذكاء الاصطناعي محاكاة للذكاء البشري، حيث يمكّن الآلات من التفكير والتعلم، وبفضل تطوره المستمر، أصبح قادراً على التنبؤ وتمكين الشركات من اتخاذ قرارات أكثر دقة قائمة على البيانات.
تشير الإحصائيات إلى الدور المتنامي للذكاء الاصطناعي في صُنع القرارات ضمن الشركات، حيث يرى 83% من المدراء التنفيذيين أنه يمثّل أولوية استراتيجية لشركاتهم، كما يؤمن 75% منهم بأنه سيفتح آفاقاً جديدة للأعمال ويسهم في تعزيز النمو وتوسيع الفرص.
بالإضافة إلى ذلك، يعتقد 84% من المدراء التنفيذيين أن الذكاء الاصطناعي يساعد على تحقيق ميزة تنافسية أو الحفاظ عليها، إذ يمكّن الشركات من تحليل البيانات بسرعة وفاعلية، ويُتيح لها التكيّف السريع مع تغيرات السوق، وهذا عامل حاسم في بيئة الأعمال الحديثة.
اقرأ أيضاً: 15 صفة يختلف فيها الذكاء الاصطناعي عن الذكاء البشري
مفهوم اتخاذ القرار باستخدام الذكاء الاصطناعي
مفهوم اتخاذ القرار باستخدام الذكاء الاصطناعي يشير إلى استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات والتنبؤ بالنتائج ودعم القرارات الاستراتيجية. تعتمد هذه العملية على نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة يمكنها استخلاص رؤى دقيقة من كميات هائلة من البيانات.
وبشكلٍ عام، يعمل الذكاء الاصطناعي على المساعدة في صُنع القرار بالطرق التالية:
- تحليل البيانات: معالجة البيانات الضخمة وتحليلها للكشف عن الأنماط والاتجاهات المخفية التي لا يدركها البشر.
- التنبؤ والتوصية: توفّر الخوارزميات التنبؤية اقتراحات مستندة إلى البيانات لمساعدة صُنّاع القرار.
- أتمتة القرارات: اتخاذ قرارات مباشرة دون تدخل بشري، خاصة في العمليات الروتينية.
- تحسين استراتيجيات الأعمال: تطوير استراتيجيات دقيقة عن طريق محاكاة الاحتمالات المختلفة وتقييمها.
اقرأ أيضاً: هل معايير تقييم نماذج الذكاء الاصطناعي دقيقة؟
تقنيات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في اتخاذ القرارات
اتخاذ القرارات باستخدام الذكاء الاصطناعي يمكن أن يتم باستخدام واحدة أو أكثر من هذه التقنيات:
- التعلم الآلي: يُتيح تحليل البيانات وتحديد الأنماط والتنبؤ بالنتائج بناءً على المعرفة المستمدة من البيانات الضخمة.
- معالجة اللغة الطبيعية: تمكّن الآلات من فهم اللغة الطبيعية وتحليلها واستخلاص رؤى منها، وهي تدعم تحليل المشاعر واستخراج المعلومات القيمة.
- الرؤية الحاسوبية: تفسّر البيانات المرئية في الصور والفيديوهات وتوفّر تنبؤات دقيقة من خلال التعرّف إلى العناصر وكشف الشذوذات. عادةً ما تُستخدم في مجالات مثل تحليل الصور الطبية والأمن وعمليات التصنيع.
- أنظمة الخبراء: تعتمد هذه الأنظمة على قواعد المعرفة ومحركات الاستدلال لمحاكاة التفكير البشري في مجالات متخصصة مثل الرعاية الصحية والمالية والقانون، وهي توفّر توصيات استراتيجية مبنية على الخبرات السابقة والبيانات المتاحة.
- الحوسبة المعرفية: طريقة تُحاكي التفكير البشري باستخدام الذكاء الاصطناعي، تُتيح التعامل مع البيانات المعقدة وتوقع تنبؤات واتخاذ قرارات دقيقة. تساعد على دمج مصادر المعلومات المتنوعة، ما يجعلها مفيدة في مجالات مثل الأبحاث الطبية والتخطيط الاستراتيجي.
طريقة اختيار أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي المناسبة لاتخاذ القرارات
بعد فهم أهمية الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرارات وإدراكها، تأتي مرحلة اختيار أدوات الذكاء الاصطناعي وتقنياته المناسبة لضمان اتخاذ أفضل القرارات. إليك أهم الأشياء التي يجب النظر فيها:
عوامل اختيار أدوات الذكاء الاصطناعي
عند اختيار الأداة المناسبة، ينبغي مراعاة هذه العوامل:
- قابلية التوسع: مدى قدرة الأداة على التعامل مع ازدياد حجم البيانات والتحديات المستقبلية.
- سهولة التكامل: مدى توافق الأداة مع الأنظمة الحالية المستخدمة في الشركة.
- سهولة الاستخدام: قدرة الموظفين وفِرق العمل على تعلم استخدام الأداة بسرعة واستخدامها دون تعقيدات تقنية كبيرة.
أدوات الذكاء الاصطناعي الشائعة
فيما يلي بعض منصات الذكاء الاصطناعي التي يمكن الاعتماد عليها لاتخاذ القرارات:
- آي بي إم واتسون (IBM Watson): توفّر تحليلات متقدمة واتخاذ قرارات مستندة إلى الذكاء الاصطناعي.
- جوجل أيه آي (Google AI): تقدّم حلولاً تعتمد على معالجة البيانات.
- مايكروسوفت آزرو أيه آي (Microsoft Azure AI): توفّر مجموعة واسعة من التطبيقات، من الأتمتة إلى التحليلات التنبؤية.
دمج الذكاء الاصطناعي في عملية اتخاذ القرارات
بعد اختيار الأداة أو المنصة المناسبة، تبدأ مرحلة الدمج في الشركة، يتم ذلك على عدة مراحل هي:
- تحديد استراتيجية التطبيق: وضع أهداف واضحة لما سيقوم به الذكاء الاصطناعي، والعمليات المتأثرة به.
- إجراء اختبارات تجريبية: اختبار فاعلية اتخاذ القرارات في مجالات محددة، ثم التوسع تدريجياً بناءً على النتائج.
- تدريب الفرق: لضمان فهمها التقنيات الجديدة وتكيفها معها.
- توفير دعم مستمر: توفير الموارد والمساعدة التقنية لضمان نجاح التكامل.
اقرأ أيضاً: هل تمكن أحد أنظمة الذكاء الاصطناعي من تطوير لغة سرية فعلاً؟
بالرغم من أن الذكاء الاصطناعي قادر على اتخاذ القرارات، يبقى التدخل البشري ضرورياً في العديد من الحالات لضمان اتخاذ قرارات متوازنة تأخذ في الاعتبار السياقات الأخلاقية والعاطفية أيضاً.
ويبقى مستوى الاعتماد على الذكاء الاصطناعي متعلقاً بحالة كل شركة ونوعية القرارات ومستوى تعقيدها.