كيف يتم توظيف الويب 3.0 في تحسين التعليم؟

3 دقائق
كيف يتم توظيف الويب 3.0 في تحسين التعليم؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ fizkes

كانت شبكة الويب 1.0 مخصصة للقراءة، حيث يتم نشر المعلومات المكتوبة والمرئية على مواقع الويب ليتمكن المستخدمون من قراءتها فقط، ولم يكن من الممكن مشاركة هذه المعلومات والتفاعل معها.

أصبحت شبكة الويب 2.0 أكثر تطوراً ومخصصة للقراءة والكتابة، حيث وفرت أدوات مثل مواقع التواصل الاجتماعي والمدونات التي تجعل أي شخص قادراً على نشر المعلومات بنفسه أو مشاركتها والتفاعل معها.

لكن المعلومات التي توجد في شبكتي الويب 1.0 و2.0 فوضوية وغير منظمة، لهذا السبب، يصعب الوصول إلى المعلومات الدقيقة والموثوقة والبحث فيها.

يعدنا خبراء التكنولوجيا بأن الجيل الثالث من الويب 3.0 سيحل الكثير من المشكلات، وسوف يجعل المعلومات أكثر تنظيماً وأكثر قيمة بفضل الاعتماد على الذكاء الاصطناعي. ومن المتوقع أن يساهم ذلك في إحداث ثورة ونقلة نوعية غير مسبوقة في قطاع التعليم.

اقرأ أيضاً: كيف يمكن لشبكة الويب 3.0 أن تغيّر طريقة تفاعلنا عبر الإنترنت؟

ما هو الويب 3.0؟

يشير الويب 3.0 إلى الجيل الثالث من شبكة الإنترنت. يقوم هذا الجيل بشكلٍ أساسي على الذكاء الاصطناعي والقدرة على تحليل كميات كبيرة جداً من البيانات بسرعة، بحيث يعمل بذكاء ويتعلم ويفهم بشكلٍ صحيح كل النصوص والصور ومقاطع الفيديو.

يعتمد الويب 3.0 على تقنية سلسلة الكتل (Blockchain) التي تجعل الشبكة لامركزية، هذا يساعد في زيادة الأمان والخصوصية والتوسع لمجالات أخرى، ويقضي على هيمنة شركات التكنولوجيا العملاقة.

اقرأ أيضاً: لنكن صريحين: ويب 3.0 لا يسير على ما يرام

كيف سيساعد الويب 3.0 في تحسين تجربة التعليم؟

شبكة الويب الحالية التي نستخدمها تتضمن كميات ضخمة من البيانات التي يمكن الوصول إليها، لكن يصعب البحث فيها والوصول إلى معلومات دقيقة وموثوقة. ومع توفر أدوات الذكاء الاصطناعي التي تقدمها شبكة الويب 3.0، ستتوفر وسائل أفضل لتحسين عملية البحث والوصول للمعلومات،  ما ينعكس بالإيجاب على تجربة التعليم.

فيما يلي بعض الأدوات التي ستتوفر للطلاب والمعلمين في شبكة الويب 3.0:

الموسوعات الافتراضية

تتضمن الموسوعات الحالية معلومات نصية مكتوبة، وقد تتضمن أيضاً صوراً ومقاطع فيديو. لكن الموسوعات الافتراضية (3D Wikies) ستتضمن نماذج ثلاثية الأبعاد وبيئات افتراضية كاملة غنية بالمعلومات، وستمنح الطلاب والمتعلمين تجربة واقعية لأي شيء يرغبون في تعلمه.

على سبيل المثال، يستطيع الطلاب الانتقال إلى مكان آخر من الكرة الأرضية افتراضياً ليتعلموا عن البراكين بالصوت والصورة، ومشاهدة البركان أثناء انفجاره وكأنهم في الموقع. يمكنهم أيضاً السفر إلى الفضاء لمشاهدة كواكب المجموعة الشمسية أو الغوص في طبقات الشمس، أو التجول في جسم الإنسان والتعرّف إلى الخلايا والأعضاء فيه.

اقرأ أيضاً: ما هي الإمكانات التي يقدمها عالم الميتافيرس في مجال التعليم؟

التدريب الافتراضي

بالإضافة إلى الموسوعات الافتراضية التي تساعد الطلاب على دراسة ظواهر علمية أو أي شيء في العالم الافتراضي، يمكن إنشاء مختبرات افتراضية لإجراء التجارب العلمية وتدريب الطلاب وتعليمهم بشكل أفضل وأقل تكلفة وأكثر أماناً.

على سبيل المثال، يستطيع طلاب الطب الدخول إلى غرف عمليات افتراضية وتشريح جسم إنسان افتراضي أو إجراء عمليات افتراضية لمريض افتراضي. بذلك يمكن تدريبهم بتكلفة منخفضة دون الحاجة لجسم إنسان حقيقي ودون أن يتعرضوا لخطر العدوى نتيجة العمل مع غرفة عمليات حقيقية. يمكن أيضاً إنشاء مختبرات مماثلة للكيمياء والفيزياء وعلم الأحياء وغيرها من العلوم وإجراء التجارب بأمان.

لا يقتصر الأمر فقط على التعليم، بل يمكن تدريب الطلاب وإكسابهم خبرة عملية في مجالٍ ما. على سبيل المثال، يمكن تدريب الطيارين المبتدئين على قيادة الطائرات الافتراضية في غرف تحاكي تماماً ظروف الطيران الحقيقي، كما يمكن تعريضهم لحالات الطوارئ دون أي قلق على سلامتهم أو سلامة أي أحد.

اقرأ أيضاً: ما فوائد استخدام الواقع الافتراضي في تدريب طلاب الطب ومتخصصي الرعاية الصحية؟

نتائج بحث ذكية

حين تبحث على الإنترنت باستخدام أحد محركات البحث مثل جوجل ومايكروسوفت بينج، تكون نتائج البحث التي يتم عرضها مطابقة للكلمات التي قمت بكتابتها في مربع البحث، لكن هذه المطابقة قد لا تؤدي إلى الحصول على المعلومة التي تريدها.

على سبيل المثال، حين تبحث باللغة الإنجليزية عن كلمة تفاحة (Apple)، ستكون النتائج الأولى التي تظهر على معظم محركات البحث عن شركة أبل الأميركية، ولن تجد معلومات عن التفاح.

لكن في شبكة الويب 3.0 المدعومة بالذكاء الاصطناعي، لن يتم عرض النتائج بناءً على الكلمات التي تمت كتابتها في مربع البحث، بل سيقوم الذكاء الاصطناعي بدراسة سلوك المستخدم وملف تعريفه، ثم سيتنبأ بما يبحث عنه بدقة، سيساعد ذلك في توفير المعلومات الدقيقة وذات الصلة تماماً.

اقرأ أيضاً: كيف تعمل محركات البحث؟

التعلم عن بُعد

بفضل الإنترنت، يستطيع الطلاب حالياً التعلم عن بُعد، لكن الطريقة التي يتعلمون فيها والتي تقوم على الجلوس لساعات أمام الشاشات مملة للغاية. يمكن أن يساعد الويب 3.0 على التعلم عن بُعد بشكل أكثر متعة من خلال الانضمام إلى فصول دراسية افتراضية بشخصيات رمزية تميز كل طالب، هذه التقنية لا تتيح تجربة مماثلة لتجربة الفصل الدراسي فقط، بل توفر أيضاً تجربة تفاعل مع الطلاب الآخرين والمعلمين.

اقرأ أيضاً: لماذا يعتبر التحول الرقمي في التعليم مهماً في وقتنا الحالي؟

فوائد الويب 3.0 للطلاب

كل هذه الأشياء التي تحدثنا عنها ليست سوى بعض ما يوفره الويب 3.0. في الحقيقة، من المتوقع أن يساهم الويب 3.0 من في إحداث تغيير جذري وثورة حقيقية في مجال التعليم.

سيكون الطلاب قادرين على الوصول إلى الكثير من المعلومات الصحيحة التي يتم تقييمها وأرشفتها والتأكد من صحتها من قبل الذكاء الاصطناعي، وسيوفر لهم التعليم عن بُعد في بيئات افتراضية مزايا عديدة، خاصة بالنسبة للطلاب الذين يعيشون في مناطق نائية، والذين يجدون صعوبةً في الحضور الفعلي.

اقرأ أيضاً: لماذا أصبح الويب 3 محور أحاديث أوساط العملات المشفرة؟

بالإضافة إلى ذلك، سيتمكن الطلاب بفضل تقنيات التدريب بالواقع الافتراضي من زيادة خبرتهم ومهاراتهم الشخصية، وهذا يزيد من القدرة على المنافسة في سوق العمل والحصول على الوظائف.

المحتوى محمي