كيف تقلص فترة تأهيل الموظف الجديد باستخدام مساعد تدريب ذكي مخصص؟

6 دقيقة
حقوق الصورة: إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية. تصميم: عبدالله بليد.

هل تساءلت يوماً عن كيفية تسريع عملية تأهيل موظفيك الجدد وتحقيق أقصى استفادة من قدراتهم من اليوم الأول؟ وهل تعلم أن الاهتمام بهذه المرحلة من شأنه أن يؤثر بشكل مباشر في أرباح شركتك؟ إذ يعد تأهيل الموظفين الجدد أكثر من مجرد عملية إدارية، فهو استثمار ذكي من شأنه أن يؤثر في الشركة إيجابياً على المدى الطويل.

حيث تشير الإحصائيات إلى أن الإدماج الفعال يمكن أن يسهم في زيادة معدلات الاحتفاظ بالموظفين بنسبة تتراوح بين 52% و60%. أما عن الأداء الوظيفي، فالموظفون الذين يمرون بتجربة إدماج إيجابية يكونون أكثر شعوراً بالرضا بمقدار 2.6 مرة وأكثر تفانياً بنحو 18 مرة.

ولم يتوقف التأثير عند هذا الحد، بل يمتد ليشمل الأداء المالي لشركتك، إذ يمكن أن يؤدي الإدماج الفعال إلى تحقق زيادة الإنتاجية بنسبة تصل إلى 22% بفضل زيادة الدافعية والرضا الوظيفي وتقليل معدل دوران الموظفين بنسبة تصل إلى نحو 15%، ما يقلل التكاليف المرتبطة بالتوظيف ووقت العمل الضائع.

لذا، لتحقيق أقصى استفادة من الموظفين الجدد منذ اليوم الأول، ينبغي استخدام حل قائم على الذكاء الاصطناعي، وهو مساعد التدريب الذكي الذي يمكنه مساعدتهم على تحويل استنزاف الموارد المكلف إلى محرك استراتيجي للنمو والاحتفاظ بالموظفين.

ما هو مساعد التدريب الذكي المخصص وأبرز ميزاته؟

مساعد التدريب الذكي هو نظام مدعوم بتقنيات الذكاء الاصطناعي مثل التعلم الآلي والتعلم العميق ومعالجة اللغات الطبيعية ونموذج اللغة الكبير، ومخصص لإجراء عملية الإدماج بسرعة، فبدلاً من الاعتماد على الأساليب التقليدية مثل المحاضرات والندوات، يقدم تدريباً مخصصاً وتفاعلياً عند الطلب، ومن ثم يحول عملية تأهيل الموظفين الجدد من مهمة تقليدية إلى تجربة مستمرة وتفاعلية يقودها المتعلم نفسه، ومن أبرز ميزاته:

  • تحويل الأدلة التشغيلية للشركة إلى منصة بحث، ما يسمح للموظفين الجدد بطرح الأسئلة والحصول على إجابات فورية.
  • إنشاء دروس واختبارات من مواد ثابتة وتخصيصها لتناسب دور كل موظف.
  • تكييف التدريب ليناسب مهارات ودور ووتيرة عمل كل موظف، ما يضمن أن يركز المتعلمون على ما يحتاجون إليه.
  • التفاعل معه عبر الدردشة أو الصوت للحصول على إجابات سريعة على الأسئلة الروتينية.
  • مراقبة تقدم كل مستخدم وتقديم رؤى للمدراء حول فجوات المعرفة، ما يساعدهم على تحديد من يحتاج إلى تدريب إضافي.

اقرأ أيضاً: أدوات ذكاء اصطناعي يمكنها إجراء مقابلات العمل بالنيابة عن مسؤولي التوظيف

كيف يختصر مساعد التدريب الذكي وقت تدريب الموظفين الجدد وتوجيههم؟

يحدث مساعدو التدريب الأذكياء المتخصصون تغييراً جذرياً في عملية الإدماج من خلال تبسيط العمليات، ما يقلل بشكل كبير الوقت الذي يستغرقه الموظفون الجدد للوصول إلى الإنتاجية الكاملة. وتتحقق هذه الكفاءة من خلال عدة آليات رئيسية منها:

1.  أتمتة المهام الإدارية والمتكررة

من أكثر جوانب إدماج الموظفين الجدد استهلاكاً للوقت هي المهام الإدارية، ولكن باستخدام مساعد تدريب ذكي يمكن تبسيط هذه العملية وتقليل الوقت الذي يستغرقه الموظفون الجدد للوصول إلى الإنتاجية الكاملة من خلال:

  • توفير وصول فوري إلى سياسات الشركة والمخططات التنظيمية، ما يقلل الوقت المستغرق في المهام الإدارية.
  • التعامل مع الاستفسارات الروتينية، ما يقلل مشاركة موظفي الموارد البشرية للتعامل مع كل موظف جديد بمفرده.
  • توجيه الموظفين الجدد عبر النماذج الرقمية، ما يقلل الأخطاء ويسرع إجراءات الامتثال.

2. التعلم الشخصي والتكيفي

يوفر مساعد التدريب الذكي للموظفين الجدد تجربة تعلم شخصية تتكيف مع احتياجاتهم من خلال:

  • تقييم المعرفة الحالية للموظف الجديد ومتطلبات وظيفته وأسلوب تعلمه وتقديم وحدات تدريبية مخصصة.
  • تعديل مسار التعلم ديناميكياً بناءً على أداء الموظف الجديد في الاختبارات، ما يضمن إتقانه للمفاهيم قبل الانتقال إلى مفهوم آخر.
  • توفير إجابات فورية وواعية للسياق عندما يحتاج الموظف الجديد إلى معلومات محددة، ما يقلل الحاجة إلى الاستعانة بالزملاء القدامى أو المدراء بشكل دائم.

3. تعزيز المشاركة والاحتفاظ بالمعرفة

يعد فقدان المشاركة أحد أهم عيوب أساليب التدريب التقليدية، ولكن مساعد التدريب الذكي بإمكانه جعل عملية التعلم أكثر تفاعلية وجاذبية من خلال:

  • استخدام عناصر تفاعلية مثل الاختبارات والمحاكاة الافتراضية، ما يعزز فهم الموظف وتذكره للمعلومات.
  • تلقي الموظفين الجدد ملاحظات فورية على أدائهم، ما يسمح لهم بتصحيح سوء الفهم بسرعة.
  • التوفر على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، ما يتيح الوصول إلى مواد التدريب والدعم في أي وقت بصرف النظر عن المناطق الزمنية أو ساعات العمل التقليدية.
  • ضمان حصول الموظفين الجدد كافة على تدريب موحد وعالي الجودة عن طريق تقديم معلومات دقيقة ومتسقة في كل مرة.

4. المشاركة الاجتماعية والتكامل السريع

على الرغم من أن مساعد التدريب الذكي لا يحل محل البشر، فإنه يساعد على إدماج الموظفين الجدد في بيئة الشركة بسرعة من خلال:

  • القدرة على اقتراح مرشدين أو تعريف الموظفين الجدد بأعضاء الفريق أو توجيههم نحو مجموعات موارد الموظفين ذات الصلة، ما يعزز التواصل المبكر.
  • تسهيل استيعاب ثقافة الشركة وقيمها من خلال محتوى وقصص وسيناريوهات تفاعلية، ما يساعدهم على فهم روح المؤسسة وتبنيها بشكل أسرع.
  • توجيه الموظفين الجدد بسرعة إلى الموارد الداخلية ذات الصلة وقنوات الاتصال، ما يساعدهم على التنقل في الهيكل التنظيمي والعثور على الأشخاص المناسبين لاحتياجاتهم.

اقرأ أيضاً: كيف يتنبأ الذكاء الاصطناعي باحتمالية استقالة الموظفين؟

3 مساعدي تدريب ذكي وكيف يساعدون في تقليل وقت تأهيل الموظفين الجدد

يشهد سوق مساعدي التدريب الافتراضيين نمواً سريعاً، وتقدم هذه المساعدات مجموعة متنوعة من الحلول المصممة لتلبية الاحتياجات المتنوعة للشركات الحديثة منها:

1- دوسيبو Docebo: نظام إدارة التعلم المدعوم بالذكاء الاصطناعي

نظام لإدارة التعلم والتدريب يهدف إلى تحسين الإنتاجية وتطوير الإمكانات البشرية، ويركز بشكل خاص على تسريع عملية إدماج الموظفين الجدد من خلال عدة ميزات رئيسية:

  • التسجيل التلقائي للموظفين الجدد في برامج التدريب المناسبة لهم.
  • إنشاء مسارات تعليمية وتوصيات بالمحتوى مصممة خصيصاً لكل موظف.
  • توفير منصة مركزية لطرح الأسئلة والتواصل مع الزملاء والمرشدين.

2- تانكا أيه آي Tanka.ai: مرشد افتراضي متاح دائماً

يعد تانكا أيه آي مرشداً افتراضياً مصمماً لمساعدة الموظفين الجدد وتقديم الدعم الفوري والشخصي لهم على مدار الساعة عبر الأجهزة كلها، ومن أبرز ميزاته:

  • يستطيع الموظفون الجدد طرح أي سؤال والحصول على إجابات فورية مصممة خصيصاً لوظيفتهم.
  • القدرة على تحليل خلفية كل موظف جديد لتكييف المحتوى التدريبي بما يتناسب مع احتياجاته.
  • القدرة على تذكر المحادثات السابقة لتقديم تجربة تدريب متصلة ومستمرة.

3- زافي Zavvy: أتمتة مسارات عمل متكاملة للتعيين الجديد

تركز المنصة على أتمتة عملية إدماج الموظفين الجدد وتبسيطها، وخاصة في مرحلة ما قبل التعيين، حيث تدير المهام والاتصالات قبل اليوم الأول للموظف الجديد، ومن أبرز ميزاتها:

  • إنشاء قوائم مهام ومسارات عمل مخصصة للموظفين الجدد تلقائياً لتسهيل إدارة مرحلة ما قبل التعيين.
  • التكامل مع معظم تطبيقات الإنتاجية وإدارة المهام ومؤتمرات الفيديو، ما يضمن سير العملية بسلاسة.
  • توفير تجربة سلسة وخالية من الأعمال الورقية منذ اللحظة الأولى لترك انطباع أولي إيجابي.

اقرأ أيضاً: اكتشف أهم أدوات الذكاء الاصطناعي التي تجعل تنفيذ المهام اليومية أسهل

دراسة حالة: مدينة نيوم الذكية في السعودية

تعاونت إدارة مدينة نيوم الذكية مع شركة التدريب تي تي آر أو وطورتا برنامجاً تدريبياً رقمياً شاملاً للموظفين الجدد، الهدف منه هو مساعدة الموظفين الجدد على الاندماج في نيوم منذ بداية مسيرتهم المهنية وغرس شعور بالانتماء لديهم.

أهم النقاط في البرنامج:

  • التحول الرقمي: تحديث الوثائق التقليدية وتحويلها إلى نهج رقمي مصغر، ما أتاح تقديم المعلومات للموظفين على مراحل بدلاً من تقديمها دفعة واحدة.
  • تجربة غنية ومتنوعة: صممت رحلة إعداد رقمية بالكامل مع مراحل مختلفة: ما قبل التوظيف والإعداد والاندماج. وتضمنت التجربة أصولاً رقمية متنوعة مثل مقاطع فيديو تفاعلية والواقع المعزز والرسوم المتحركة.
  • المدة الزمنية: يبدأ البرنامج قبل أسبوعين من انضمام الموظف الجديد إلى نيوم ويمتد 90 يوماً بعد اليوم الأول.
  • المحتوى الشامل: تزويد الموظفين الجدد بالجوانب كلها التي يحتاجون إلى معرفتها، بما في ذلك الثقافة السعودية ومهامهم الوظيفية الجديدة والشركة وفريقهم ورؤية السعودية 2030.

أسهم البرنامج في رقمنة علمية للإعداد بالكامل، ما جعله عنصراً حيوياً في ترسيخ ثقافة نيوم وقدراتها الرقمية والمساعدة على تحسين معدلات الاحتفاظ بالموظفين وزيادة مشاركتهم.

أفضل الممارسات لتطبيق نظام مساعد التدريب الذكي في مؤسستك

يتطلب تطبيق مساعد تدريب ذكي في نظام المؤسسة اتباع نهج استراتيجي مدروس يتضمن الآتي:

- تقييم الاحتياجات: قبل اختيار أي نظام حدد نقاط الضعف في عملية الإدماج الحالية، مثل الأعمال الورقية الزائدة أو فجوات التدريب، لضمان اختيار المنصة المناسبة التي تعالج هذه المشكلات.

- إعطاء الأولوية للبرنامج التجريبي: بدلاً من التطبيق الشامل، من الأفضل البدء بمشروع تجريبي صغير لتقليل المخاطر واختبار النظام وجمع الملاحظات من مجموعة محدودة من الموظفين.

- الموازنة بين الأتمتة واللمسة الإنسانية: من الضروري أن توازن بين استخدام التكنولوجيا (الأتمتة) والعنصر البشري (التفاعل الشخصي)، حيث لا يزال دور المدراء والموجهين ضرورياً في تعزيز العلاقات ودمج الموظفين الجدد في ثقافة الشركة.

- معالجة المخاوف الأخلاقية والتحيز: من الضروري التأكد من شفافية استخدام بيانات الموظفين وحمايتها ومراجعة خوارزميات المنصة بانتظام للتأكد من خلوها من أي تحيز لضمان تجربة عادلة للجميع.

اقرأ أيضاً: 7 أدوات ذكاء اصطناعي يستخدمها المدراء في تحليل أداء الفريق وتحسينه

الذكاء الاصطناعي في المؤسسات: ضرورة تعزيز التفاعل البشري لا استبداله

من المهم لقادة الشركات والمدراء فهم أن مساعدي التدريب الأذكياء المخصصين ليسوا مصممين ليحلوا محل العنصر البشري القيم في عملية التأهيل والتدريب، بل هي أدوات فعالة مصممة لتعزيز التفاعل البشري، من خلال تخفيف الأعباء الروتينية والمتكررة في دمج الموظفين الجدد.

إذ لم تصمم لتحل محل التفاعل البشري، بل لتعزيزه من خلال تعاملها مع المهام الروتينية المتكررة، ما يتيح للمدراء والموجهين وخبراء الموارد البشرية فرصة التركيز على الأنشطة الإنسانية الفريدة ذات القيمة العالية والمهمة، مثل تنمية المهارات القيادية، ما يسمح بتخصيص رأس المال البشري، حيث يمكن أن يكون له الأثر الأكبر، ما يعزز بيئة عمل أكثر ترابطاً ودعماً.

المحتوى محمي