كيف تخطط مصر لإنشاء عشرات المدن الذكية لاستيعاب الزيادة السكانية المتوقعة؟

3 دقائق
كيف تخطط مصر لإنشاء عشرات المدن الذكية لاستيعاب الزيادة السكانية المتوقعة؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/24Novembers

مع انتشار مفهوم المدن الذكية حول العالم وأهميتها، بدأت العديد من الحكومات وضع خططها لإنشاء مدن ذكية، لما لها من أهمية كبرى في تطبيق الرؤى والأهداف الخاصة بالاستدامة والاستفادة من تطور التكنولوجيات الناشئة من أجل إنشاء مجتمعات ومدن صديقة للبيئة وأكثر استدامة.

وقد بدأت دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في اللحاق بالركب والبدء في رقمنة مدن موجودة حالياً، أو إنشاء مدن ذكية جديدة من الصفر. وتعتبر مصر من أوائل الدول في المنطقة العربية وشمال إفريقيا التي بدأت بالفعل في إنشاء مدنها الذكية ضمن خطة طموحة تشمل إنشاء 37 مدينة ذكية جديدة في جميع أنحاء البلاد.

اتفاقيات كبرى لتنفيذ التحول الرقمي وتطوير المدن الذكية

ضمن فعاليات قمة الابتكار في الشرق الأوسط وإفريقيا 2022 التي عُقدت في مدينة دبي بالإمارات العربية المتحدة في الفترة من 18 إلى 19 مايو/أيار 2022، وقعت هيئة تطوير المدن الذكية المصرية اتفاقية مع شركة "شنايدر إلكتريك" (Schneider Electric) الرائدة في تنفيذ عمليات التحول الرقمي لإدارة الطاقة والأتمتة والاستدامة، لتصميم وتطوير مجتمعات مستدامة من خلال التركيز على كفاءة الطاقة.

وتشمل الاتفاقية تنفيذ ثلاثة مشاريع للمدن الذكية هي: "مدينة الجلالة" (Galala City) بمحافظة السويس، و"فوكا باي" (Fouka Bay)، و"دي باي" (D-Bay) على الساحل الشمالي، و"بلوم فيلدز في المستقبل" (Bloomfields in Mostakbal) في محافظة الجيزة. تأتي هذه الاتفاقية ضمن رؤية الدولة المصرية لمضاعفة منطقتها الحضرية من 7٪ إلى 14٪ والتي تشمل تطوير 61 مدينة، منها 24 مدينة سيتم تطويرها على أسس الاستدامة.

ووفقاً لنائب رئيس الطاقة الرقمية في شركة شنايدر إلكتريك "فؤاد زايد" ستستخدم شركة تطوير مصر منصة "آي تي دبليو أو" (iTWO) لسد الفجوة بين الحقيقي والافتراضي، من خلال دمج تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في تصميم وتنفيذ المدن الذكية، وتوفير نمذجة معلومات البناء وكذلك التكلفة التشغيلية ووقت البناء لهذه المشاريع العقارية.

بالإضافة إلى ذلك تعمل الحكومة المصرية بصورة حثيثة على نشر التكنولوجيات الناشئة، فهناك شراكة بين شركتي "هانيويل" (Honeywell) الأميركية و"اتصالات مصر" وشركة العاصمة الإدارية الجديدة للتنمية لتطوير منصة تكنولوجيا إنترنت الأشياء على مستوى المدينة في العاصمة الجديدة، كما يوجد الآن في العاصمة الجديدة منصة "إيكو ستركتشر" التابعة لشركة شنايدر إليكتريك، والتي تهدف إلى ربط جميع الأنظمة معاً للحصول على نظرة عامة مفصلة عن المدينة والتحقق من تحسين الكفاءة والاستدامة.

وتعتبر هذه الشراكة واحدة من العديد من الاتفاقيات مع شركات عالمية لتزويد العاصمة الإدارية الجديدة بالتكنولوجيا الذكية، حيث وقعت سابقاً شركة العاصمة الإدارية الجديدة عقداً بقيمة 135 مليون دولار مع شركة الاتصالات "أورانج مصر"  (Orange Egypt) لإنشاء مركز بيانات المدينة وتشغيله إدارته.

اقرأ أيضاً: كيف تستفيد المدن الذكية من الحوسبة الموزعة لتسهيل الوصول إلى الخدمات؟

المدن الذكية عنصر أساسي في استراتيجية تطوير البنية التحتية في مصر

تخطط الحكومة المصرية لإنشاء ما يصل إلى 37 مدينة ذكية جديدة في جميع أنحاء البلاد كجزء من استراتيجيتها لتطوير البنية التحتية طويلة المدى، وستبنى هذه المدن الذكية -تُسمى أيضاً مدن الجيل الرابع– على مساحة إجمالية تبلغ 530 ألف فدان على مستوى البلاد. تُطبق فيها معايير استدامة الطاقة بما يتوافق مع رؤية مصر 2030 واستراتيجية التنمية المستدامة 2052. ومن المقرر أن تستوعب هذه المدن بعد اكتمال مراحلها كافة نحو 30 مليون نسمة. ويتم حالياً العمل على إنشاء العديد من المدن الذكية في مصر، منها:

  • العاصمة الإدارية الجديدة

من أبرز المشاريع التي تهتم بها الحكومة المصرية للتحول نحو المدن الذكية، وتبلغ مساحتها 170 ألف فدان. تتمحور الفكرة الأساسية حول إنشاء مدينة بمواصفات عالمية تعتمد على تقنيات ذكية منذ البداية، بداية من تخطيط المدينة وأحيائها مروراً بالبنية الأساسية وتخطيط الشوارع والمواصلات، وانتهاءً بالخدمات المقدمة بصورة رقمية ومترابطة، واستخدام الطاقة الشمسية بدلاً من الطاقة الكهربائية لمراعاة البعد البيئي، وهذا ما تم التركيز عليه في محطات الطاقة وفي البنية الأساسية والمرافق العامة.

  • مدينة المنصورة الجديدة

من أهم المدن الذكية في مصر وتقع على البحر المتوسط على امتداد 15 كيلومتراً، وهي من المدن الساحلية التي توفر بيئة عمرانية متطورة ونمواً اقتصادياً مستداماً وبنية تحتية عالمية المستوى وأنظمة نقل عام وخدمات ومنشآت تعليمية متطورة وبيئة صحية وجودة حياة مناسبة.

اقرأ أيضاً: كرْم سولار: تجربة مصرية ناشئة في الاستثمار العملاق بالطاقة الشمسية

  • مدينة العلمين الجديدة

تقع مدينة العلمين الجديدة على الطريق الدولي بين الإسكندرية ومرسى مطروح والبالغ طوله 312 كيلومتراً تقريباً، وتمتد المدينة الجديدة على ساحل البحر المتوسط لمسافة تصل إلى 14 كيلومتراً، ومن المقرر جعلها العاصمة الاقتصادية للبلاد. وبسبب موقعها الجغرافي من المقرر أن تعتمد على الطاقة الشمسية بشكل أساسي في توليد الكهرباء.

  • مدينة 6 أكتوبر الجديدة

تقع على طريق الواحات وتمتاز بمساحتها الكبيرة مقارنة بالمدن الجديدة الأخرى، بالإضافة إلى تنوع مستوى الأراضي والمشروعات المطروحة فيها، لتكون واحدة من المدن الجديدة الرائدة خاصةً في المشروعات السكنية والخدمية، إلى جانب استيعابها لعدد كبير من السكان لتنمية المنطقة الصناعية في المدينة. وتعتبر أحدث مدن الجيل الرابع في مصر حيث من المقرر أن يتم استخدام التكنولوجيات الحديثة في كل المجالات المقدمة لساكنيها.

ومن المخطط أن تُربط كل هذه المدن بشبكة نقل متطورة من خلال مشاريع جديدة مثل مشروع القطار أحادي الخط والقطار الكهربائي الخفيف والقطار الكهربائي فائق السرعة، كما أن البنية التحتية لهذه المدن صُممت بطريقة تمكنها من استيعاب التطورات التكنولوجية الجديدة التي قد تظهر في المستقبل، والتكيف مع مبادرات الاستدامة الجديدة.

المحتوى محمي