كيف تتحرّر من «ديكتاتورية» الخوارزميات على الشبكات الاجتماعية؟

حين نتصفح مواقع الإنترنت وتطبيقات التواصل الاجتماعي، يتم جمع بياناتنا دون علمنا، ثم تقوم الخوارزميات التي طوّرتها شركات التكنولوجيا بتحليل هذه البيانات وتعرض لنا نتائج بحث ومنشورات تتوافق مع اهتماماتنا وتفضيلاتنا.

هذا يعني أن لكل شخص يستخدم الإنترنت بصمة رقمية خاصة به، تشمل هذه البصمة معلومات عن مواقع الويب التي يزورها والتطبيقات التي يستخدمها والمنشورات والمنتجات التي يفضّلها.

لكن إلى متى تبقى هذه المعلومات؟ هل تبقى لفترة قصيرة؟ وهل يمكن تغييرها بسهولة لتعديل التوصيات التي تعرضها الخوارزميات؟

عانت كبيرة مراسلي سياسة التكنولوجيا في مجلة إم آي تي تكنولوجي ريفيو تيت ريان موسلي من مشكلة بسبب الخوارزميات، عندما أصيب والدها بسرطان الحنجرة، وبدأت تبحث عن معلومات حول السرطان وخيارات علاجه. وبعد فترة، ساءت حال والدها لدرجة أنها توقعت وفاته، فبدأت تبحث عن طرق لمساعدتها في تجاوز الحزن وفقدان والدها.

تقول موسلي في مقال نشرته مجلة إم آي تي تكنولوجي ريفيو إنها شاهدت الكثير من الفيديوهات، وقرأت الكثير من المقالات والكتب والأبحاث العلمية عن الحزن وفقدان الأحباء وطرق التعامل مع ذلك، لدرجة أن الخوارزميات أصبحت تعتبر هذا النوع هو المفضل لها، والنتيجة هي رؤية أشياء حزينة وكئيبة في كل مكان. على سبيل المثال، كانت خوارزميات أمازون تقترح عليها كتباً حزينة، وعلى تطبيق جوجل تظهر مقالات تتحدث عن أشخاص فقدوا أحباءهم أو يعانون من الأمراض الخطيرة والمهددة للحياة، وكلها قصص حزينة ومؤلمة.

مع كل عملية بحث ونقرة على رابط أو منشور حزين أو صادم، أنشأت موسلي عن غير قصد بصمة رقمية يغلب عليها الحزن. تقول شركات التكنولوجيا إنها تجمع بيانات المستخدمين لإنشاء بصمة تساعدها في عرض محتوى مخصص. هذا يبدو رائعاً، لكن التخصيص في بعض الحالات قد يصبح ساماً.

الإنترنت لا تنسى

بعد مرور عدة أشهر، استقرت حالة والد موسلي، وعادت إلى عملها في مجلة إم آي تي تكنولوجي ريفيو مجدداً. كان عملها يتطلب قضاء الكثير من الوقت عبر الإنترنت.

بمجرد زيارة صفحتها على فيسبوك أو تويتر، كانت الخوارزميات تقترح منشورات مليئة بالحزن. تقول إنها أرادت فقط أن تتركها الخوارزميات بشأنها.

لكن تحقيق هذه الرغبة يمثل معضلة تقنية، فإذا تعلمت الخوارزميات شيئاً عنك، لا توجد آلية مضمونة لحذف أو تغيير ما تعلمته، أو تعديل التوصيات التي تقدمها. لذلك، تعتبر إدارة المحتوى المزعج وغير المرغوب به على الإنترنت تحدياً بالنسبة للكثيرين، ولا يمكن التعامل معه تقنياً.

يعود السبب في ذلك إلى أن معظم خوارزميات التوصية ليست مفتوحة المصدر، أي لا يمكن الوصول إلى الكود البرمجي وفهم آلية عملها. الخيار الوحيد الذي كان متاحاً أمام موسلي هو تغيير سلوكها على الإنترنت في محاولة لجعل الخوارزميات تتعلم أشياء جديدة عنها، دون وجود أي ضمانة لتغيير التوصيات التي تقدمها.

لعدة أشهر، تجنبت موسلي قراءة المنشورات التي تركز على الصدمة والحزن ومرض السرطان، تقول إنها كانت تمرر أي منشور عن السرطان بسرعة وكأنها تحاول تجنب شخص تعرفه أثناء مروره بالقرب منها.

على الرغم من كل محاولاتها، لم تنجح في التخلص من المحتوى الحزين نهائياً، فقررت أن تكون أكثر عدوانية وتبحث عن طريقة لحذف بياناتها السابقة لدى شركات التكنولوجيا.

تغيير توصيات الخوارزميات

نجحت موسلي أخيراً في الحد من المحتوى الحزين الموصى لها، لكن ذلك تطلب الكثير من الوقت والعديد من الإجراءات.

إذا كنت تواجه المشكلة نفسها، وترغب في تغيير ما تعلمته الخوارزميات عنك لإعادة تنظيم حياتك الرقمية، عليك أن تعرف أنه لا توجد طريقة مضمونة لتحقيق ذلك، لكن لدينا بعض النصائح لك:

إلغاء المتابعة

على جميع مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وإنستغرام وتويتر ويوتيوب، قم بإلغاء متابعة الصفحات التي تعرض محتوى لا ترغب فيه.

إخفاء المحتوى غير المرغوب به

بمجرد ظهور أي محتوى غير مرغوب فيه، يمكن إخفاؤه بسهولة لتجنب عرض محتوى مماثل في المستقبل:

على يوتيوب: اضغط على النقاط الثلاث بجانب أي فيديو ثم اختر "لست مهتماً" (Not interested).
على فيسبوك: اضغط على النقاط الثلاث بجانب أي منشور ثم اختر "إخفاء المنشور" (Hide Post).
على تويتر: اضغط على النقاط الثلاث بجانب أي تغريدة ثم اختر "لست مهتماً بهذه التغريدة" (Not interested in this Tweet).
على إنستغرام: لا يوفر خياراً لإخفاء المحتوى الذي لا تهتم فيه، لذلك ستحتاج إلى تجاهل المنشورات غير المرغوبة حتى تتعلم الخوارزميات أنك لا تهتم بها.

تغيير توصيات بحث جوجل

قم بحذف سجل البحث الخاص بك من جوجل. توجه إلى صفحة إدارة سجل البحث وحذفه واتبع الخطوات الموضحة فيها.

قم بإيقاف ميزة تخصيص نتائج بحث جوجل، توجه إلى صفحة التخصيص ونتائج البحث من Google واتبع الخطوات الموضحة فيها.