تؤدي البيانات اليوم دوراً مهماً في استراتيجيات الشركات وأعمالها. تتتبع الشركات بيانات المستخدمين وتحللها لاستخدامها في تحسين الخدمات وزيادة الربح. وفيما يلي، نُلقي نظرة عن الطرق التي تعتمدها الشركات لتتبع بيانات المستخدم واستخدامها بطرق مختلفة وما الإجراءات التي يمكنك اتخاذها لحماية خصوصيتك.
أنواع البيانات التي تجمعها الشركات عن المستخدمين
تجمع الشركات أنواعاً مختلفة من بيانات المستخدم، وأهمها:
- البيانات الشخصية مثل أرقام الضمان الاجتماعي والجنس، بالإضافة إلى معلومات التعريف غير الشخصية، بما في ذلك عنوان بروتوكول الإنترنت (IP) وملفات تعريف الارتباط لمتصفح الويب ومعرفات الجهاز الخاصة بالحاسوب والهاتف المحمول.
- بيانات المشاركة والتي توضح كيفية تفاعل المستهلكين مع موقع الويب الخاص بالشركة وتطبيقات الهاتف المحمول والرسائل النصية وصفحات الوسائط الاجتماعية ورسائل البريد الإلكتروني والإعلانات المدفوعة وطرق خدمة العملاء.
- البيانات السلوكية التي تتضمن تفاصيل المعاملات مثل سجلات الشراء ومعلومات استخدام المنتج.
- البيانات التي تقيس رضا المستهلك ومعايير الشراء وغيرها.
اقرأ أيضاً: كيف تستخدم الشركات والمؤسسات البيانات الضخمة؟
كيف تتتبع الشركات بيانات المستخدم؟
تجمع الشركات البيانات بعدة طرق من مصادر مختلفة. هناك طرق تجميع تتسم بالتقنية العالية، بينما تكون طرق أخرى أكثر استنتاجية. عموماً، تتبع الشركات الطرق التالية:
- السؤال المباشر عنها: تطلب الشركات من العملاء البيانات من خلال النماذج والاستطلاعات والتسجيلات، حيث تطلب عادةً معلومات مثل الاسم وعنوان البريد الإلكتروني والتفاصيل الديموغرافية، عند تسجيل الدخول إلى موقع في موقع إلكتروني مثلاً.
- التتبع غير المباشر: يتضمن ذلك استخدام تقنيات مثل ملفات تعريف الارتباط وإشارات الويب وتتبع البريد الإلكتروني لمراقبة أنشطة العملاء، مثل زيارات موقع الويب وسجل البحث وتفاعلات البريد الإلكتروني.
- الحصول على البيانات من شركات أخرى: قد تحصل الشركات على بيانات العملاء من مصادر خارجية، مثل وسطاء البيانات والشركات الأخرى.
إن استراتيجية العمل القوية تحتاج إلى هذه العناصر الثلاثة معاً، كما أنه من خلال إدراك هذه الأساليب، يمكن للعملاء اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن البيانات التي يشاركونها واتخاذ خطوات لحماية خصوصيتهم.
اقرأ أيضاً: كيف يتم جمع بيانات عنك من سيارتك؟
كيف تستخدم الشركات البيانات التي جمعتها؟
تعمل الحواسيب على غربلة هذه البيانات بسرعة وكفاءة، خاصة مع انتشار وتحسن خوارزميات التعلم الآلي والأشكال الأخرى من الذكاء الاصطناعي التي تساعد في الحصول على رؤى قابلة للتنفيذ. على سبيل المثال، يشير بعض برامج الذكاء الاصطناعي إلى الحالات الشاذة أو يمكن أن تقدّم توصيات لصُنّاع القرار داخل المؤسسة بناءً على البيانات المتوفرة. دون هذه البرامج، فإن البيانات المجموعة جميعها ستكون عديمة الفائدة.
اقرأ أيضاً: تعرّف على الأساليب الغريبة لباحثي الذكاء الاصطناعي في جمع البيانات اللازمة لخوارزمياتهم
تستفيد الشركات من هذه البيانات وتستخدمها لتحقيق عدة أغراض:
تحسين تجربة المستخدم
توفّر بيانات المستخدم طريقة لفهم احتياجات العملاء بشكلٍ أفضل وتعزيز مشاركتهم، حيث تحلل الشركات سلوك العملاء، وتدرس المراجعات والتعليقات، بهدف تعديل وجودها الرقمي أو السلع التي تروِّج لها أو الخدمات التي تقدّمها لتناسب السوق الحالية بشكلٍ أفضل، كما يساعدها ذلك على إنشاء عروض ترويجية مخصصة بناءً على بيانات كل عميل.
تحسين استراتيجية التسويق للشركة
تسهم البيانات في فهم كيفية تفاعل المستهلكين مع حملات الشركات التسويقية والاستجابة لها، والتكيُّف وفقاً لذلك. وتمنح الشركات فكرة عما يريده المستهلكون بناءً على ما يفعلونه. يسمح تقسيم البيانات بشكلٍ فعّال للشركات بالتسويق للأشخاص الذين من المرجح أن يشاركوا أو يستفيدوا من الخدمات التي تقدمها.
اقرأ أيضاً: أكبر الهجمات السيبرانية وخروقات البيانات التي هزت العالم في عام 2022
تحويل البيانات إلى تدفق نقدي
تجمع عدة شركات البيانات لتستفيد منها، ويُطلق على هذه الشركات "وسطاء البيانات" أو "مقدمو خدمات البيانات" الذين يشترون ويبيعون المعلومات عن العملاء، ما يؤدي إلى تدفق إيرادات نقدية جديدة. يتزايد الطلب على هذا النوع من البيانات، ما يعني أن الشركات ستستمر في جمع البيانات عن العملاء.
تأمين البيانات الحساسة
تستخدم عدة شركات بيانات المستهلك كوسيلة لتأمين معلوماته الأكثر حساسية. على سبيل المثال، تستخدم المؤسسات المصرفية أحياناً بيانات التعرف على الصوت للسماح للمستخدم بالوصول إلى معلوماته المالية أو حمايته من المحاولات الاحتيالية لسرقة معلوماته. تعمل هذه الأنظمة عن طريق ربط البيانات من تفاعل العميل مع مركز الاتصال، وخوارزميات التعلم الآلي، وتقنيات التتبع التي يمكنها تحديد المحاولات الاحتيالية المحتملة للوصول إلى حساب العميل والإبلاغ عنها.
اقرأ أيضاً: كيف بررت جوجل وميتا وغيرها جمع بيانات المستخدمين الضريبية؟
كيف يمكن للمستخدم حماية بياناته؟
يوصي الخبراء المستخدمين باتخاذ عدة خطوات لحماية خصوصية بياناتهم قدر الإمكان، وذلك عن طريق
- منع الإعلانات وأجهزة التتبع، وذلك باستخدام ملحقات المتصفح التي تحظر الإعلانات وأجهزة التتبع وإنشاء حاجز خصوصية حول هذه المعلومات.
- تصفح الإنترنت باستخدام الشبكات الافتراضية الخاصة VPN الذي ينقل المعلومات من جهاز المستخدم إلى الخادم. ويخفي نشاط التصفح الخاص به، ما يصنع جداراً بين الشركات وبياناته. لكن يجب التحقق من قوانين البلد؛ إذا إن هناك دولاً تحظر استخدامها.
- الابتعاد عن التطبيقات والمنصات المجانية مثل منصات التواصل الاجتماعي، إذ تبيع هذه التطبيقات بيانات المستخدمين لتحقيق الربح.
- تقديم معلومات مزيفة مثل اسم مزيف أو رقم هاتف أو عنوان مزيف عند التسجيل في المنصات غير المهمة، وتقديم المعلومات الحقيقية فقط عند الضرورة مثل تقديمها لشركات التأمين الصحي مثلاً.
- تجنب ربط التطبيقات المختلفة بعضها ببعض لأنها تشارك أيضاً بيانات المستخدم فيما بينها.
اقرأ أيضاً: كيف تُضفي آبل طابعاً شخصياً على سيري دون جمع بيانات مستخدميها؟
ختاماً، تضع عدة دول لوائح وقوانين مختلفة تضبط عملية جمع البيانات من خلال الحصول على موافقة صريحة من عملائها، ومن خلال اتفاقيات شروط الخدمة، التي غالباً ما يوافق عليها المستخدمون دون فهم الآثار المترتبة عليها بشكلٍ كامل. لذلك تُعدُّ الشفافية بشأن جمع البيانات ومنح العملاء التحكم في بياناتهم أمراً بالغ الأهمية لبناء الثقة والامتثال للوائح خصوصية البيانات.