على الرغم من أنه لم يتم اكتشاف الإمكانات الكاملة لتكنولوجيا الميتافيرس حتى الآن، فإن ما يتوفر الآن من منصات من شأنه أن يقدم للمستهلكين لمحة كافية عما هو قادم، حيث تعمل الشركات منذ فترة ليست بالقليلة على تطوير أشكال مختلفة من عوالم الميتافيرس الافتراضية وإتاحتها للجميع.
ومع ذلك، فإن معرفة كيفية الدخول إلى هذه العوالم قد تكون مُربكة قليلاً. لذا إذا كنت تريد أن تكون أحد المستكشفين الأوائل الذين يريدون معرفة ما تعنيه الطريقة المستقبلية للتفاعل والتواصل، فقد تحتاج إلى القليل من التوجيه.
ما الذي يمكنك فعله في الميتافيرس؟
في الحقيقة، كانت التجارب الشبيهة بعوالم الميتافيرس موجودة سابقاً، حتى قبل أن يأخذ المفهوم هذا الزخم بعد تغيير مارك زوكربيرغ اسم شركته إلى ميتا، حيث يمكن العثور على نماذج شبيهة لما هو قادم من عوالم افتراضية في الميتافيرس بألعاب فيديو شهيرة، مثل لعبة المحاكاة الافتراضية ذا سيمس (The Sims) التي طُرحت للمرة الأولى في عام 2000، ولعبة سكند لايف (Second Life)، التي لاقت ضجة كبيرة عند إطلاقها في عام 2003.
ومع ذلك، بينما يُنظر إلى الميتافيرس حالياً على أن عوالمها الافتراضية غير واضحة بشكل كامل، فإن هناك الكثير من القطاعات التي بدأت التركيز أكثر على إنشاء عوالم افتراضية أكثر تخصيصاً، مثل:
- الشركات: بدأت العديد من الشركات التكنولوجية الكبرى في نشر منصات العمل الافتراضية الخاصة بها، مثل منصة هورايزون وورك رومز (Horizon Workrooms) التابعة لشركة ميتا، ومنصة مايكروسوفت ميش (Microsoft Mesh). ومن المتوقع أن تعمل المزيد من الشركات على نشر منصاتها في الميتافيرس مستقبلاً.
- الألعاب: تعتبر منصات الألعاب في الميتافيرس في طليعة العوالم التي من المتوقع لها أن تجذب معظم مستخدمي الميتافيرس، لما تقدمه من فرص جديدة وإمكانات رائعة، مثل تكوين صداقات جديدة، وكسب المال، مع وجود شبكة اجتماعية قوية واقتصاد لامركزي.
- الترفيه: من المتوقع أن يرتقي الميتافيرس بالترفيه إلى مستوى آخر تماماً، مثل حضور العروض الموسيقية المباشرة، وزيارة المتاحف والمعالم التاريخية وغيرها من الأنشطة الترفيهية التي يمكن الوصول إليها في أي وقت ومن أي مكان.
- مجالات أخرى: عندما يتعلق الأمر بمجالات الحياة الأخرى، وبغض النظر عن مجال اهتمامك، فإن الخيال هو الحد الوحيد لإمكانات الميتافيرس، حيث من المتوقع أن يتم إنشاء عوالم افتراضية لكل شيء في الحياة الواقعية تقريباً، مثل التعليم والرعاية الصحية والصناعة والرياضة، وغيرها.
اقرأ أيضاً: 6 طرق ناجحة للاستثمار في عالم الميتافيرس
ما الذي ينتظرك عند الدخول إلى عالم الميتافيرس؟
نظراً إلى أننا نتحدث عن تكنولوجيا ناشئة لم يتم الاستقرار على تعريف واضح وشامل وموحد لها، وغير متوفرة بصورة واسعة حتى الآن، فإن الأمر قد يصبح مربكاً لمن يسمع عنها أول مرة، ومع ذلك، اتفق الجميع تقريباً على أن الميتافيرس هي عبارة عن مساحة افتراضية مشتركة واقعية للغاية وغامرة وتفاعلية، يتم الوصول إليها بشكل أساسي عبر تكنولوجيا الواقع الافتراضي والواقع المعزز.
وحتى الآن، توجد العديد من العوالم الافتراضية داخل الميتافيرس، حيث يمكن للأشخاص المشاركة في مجموعة واسعة من الأنشطة. وبمعنى آخر، بدلاً من التحديق في شاشة كما تفعل الآن، فإنك في الميتافيرس ستكون قادراً على أن تكون داخل جميع تجاربك عبر الإنترنت، مثل التسوق واللعب ومقابلة الأصدقاء والعائلة، والذهاب إلى حفلة موسيقية، وحتى إنجاز الأعمال الورقية الرسمية.
نتيجة لذلك، تتمتع الميتافيرس بالعديد من المزايا الرئيسية مقارنة بما تحصل عليه حالياً من وقت الشاشة، ويتلخص الأمر كله في دمج أنشطتك اليومية عبر الإنترنت من خلال منصة تفاعلية للغاية تتيح لك إنجاز المزيد في مكان واحد، ومن أبرز ميزاتها:
-
لا توجد حدود
كمساحة افتراضية ثلاثية الأبعاد، فإن الميتافيرس تزيل جميع أنواع الحواجز، حيث تمثل مساحة افتراضية لا نهاية لها، ولا يوجد حدود لعدد الأشخاص الذين يمكنهم استخدامها في نفس الوقت، وأنواع الأنشطة التي يمكن أن تحدث، وما هي الصناعات التي يمكن أن تدخلها، وبعبارة أخرى، فهي توسّع إمكانية الوصول أكثر من منصات الإنترنت الحالية.
-
الاستمرارية
لا يمكن فصل الميتافيرس أو إعادة تشغيله أو إعادة تعيينه. حيث يمكن للمستخدمين الانضمام إلى العوالم الافتراضية في أي وقت ومن أي مكان في العالم. وعند القيام بذلك، يمكنهم الاستمرار في التجول بقدر ما يشاؤون، وهذا يعود إلى فرضية تطور التكنولوجيا بمرور الوقت بناءً على المساهمات المشتركة لمستخدميها، مثل المحتوى والتجارب التي صمموها.
اقرأ أيضاً: هل سنحتاج إلى شرطة افتراضية لإنفاذ القانون في الميتافيرس؟
-
اللامركزية
مثلما لا يمتلك أحد الإنترنت، فإن الميتافيرس لا تملكها شركة أو فرد محدد، بل هي مفتوحة للجميع، وأي جهة لديها الإمكانات، يمكنها تطوير عالم افتراضي خاص بها. ولأن الميتافيرس تعتمد فى بنائها على جزء كبير من تكنولوجيا سلسلة الكتل البلوك تشين، فمن المتوقع أن يضمن هذا أن تكون جميع المعاملات داخل العوالم الافتراضية عامة وسهلة التتبع وآمنة في جميع الأوقات.
-
تجارب غامرة
بغض النظر عن الأداة التي تدخل بها إلى عالم الميتافيرس، فمن المتوقع أن تعيش تجارب ومستوى جديداً من الانغماس والتفاعل، حيث تكون جميع حواسك أكثر تفاعلاً، وتشعر بمزيدٍ من الحضور والتكيف، وتخصيص تجاربك مثل تغيير البيئة المحيطة والصورة الرمزية وغيرها.
-
الاقتصاديات الافتراضية
يمكن للمشاركين في الميتافيرس الانخراط في اقتصادات افتراضية لامركزية مدعومة بالعملات الرقمية المشفرة، حيث يمكن للمستخدمين شراء وبيع وتبادل العناصر والأصول الرقمية، مثل الصور الرمزية والملابس الافتراضية، والرموز غير القابلة للاستبدال وتذاكر الأحداث وغيرها.
اقرأ أيضاً: التجارة في عالم الميتافيرس: كيف تحقق مبيعات في هذا العالم الافتراضي؟
كيفية الدخول إلى الميتافيرس
على الرغم من أن مفهوم الميتافيرس عادةً ما يتركز حول استخدام نظارات الواقع الافتراضي (VR) أو الواقع المعزز (AR) للحصول على التجربة الكاملة، فإن هذا لا يعني أن هذه الأجهزة هي الوحيدة للدخول إلى عالم الميتافيرس، حيث تتوفر الآن العديد من التجارب التي إما لا تعتمد على أجهزة الواقع الافتراضي والمعزز، وإما تمنح المستخدمين خيار استخدام أجهزة الواقع الافتراضي، أو أجهزة أخرى، مثل الهواتف الذكية ووحدات تحكم الألعاب وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والمكتبية واللوحية.
ولكن مع ذلك، لست مضطراً لشراء أجهزة متطورة جداً، حيث يكفي بداية استخدام هاتفك الذكي أو جهاز الكمبيوتر، وتنزيل أحد التطبيقات المتوفرة للهواتف المحمولة أو الكمبيوتر، مثل تطبيق سينسوريم جالاكسي (Sensorium Galaxy)، ومع ذلك فإنك قد لا تحصل على الكثير، لأنك ستفقد الجانب الغامر الذي توفره عوالم الميتافيرس. لذا للحصول على التجربة الكاملة، قد ترغب في شراء نظارة واقع افتراضي، والتي تتيح لك الانغماس الكامل في التجربة، والقدرة على تحقيق إحساس حقيقي، والتواصل مع الآخرين والتفاعل معهم.
اقرأ أيضاً: ما الذي يمكنك فعله في عوالم الميتافيرس في عام 2022؟
التحديات التي تواجه نشر الميتافيرس بشكل واسع
وفقاً لشركة ميتا، قد تستغرق عملية تطوير الميتافيرس بشكل شامل 5 سنوات، وقد تمتد إلى عقد كامل، حيث لا يزال هناك الكثير من العقبات التقنية التي يجب التغلب عليها، بدءاً من حقيقة أن العالم حتى الآن لا يمتلك البنية التحتية اللازمة عبر الإنترنت، والتي يمكنها دعم الملايين (أو حتى المليارات) من الأشخاص الذين يستخدمون الميتافيرس في نفس الوقت.
إضافة إلى ذلك، يعد اتصال الإنترنت الموثوق به والمستقر لبنة أساسية في تقديم تجارب افتراضية غامرة، لأن تكنولوجيات الاتصال مثل شبكات الجيل الخامس والحوسبة الطرفية، لا تزال قيد التطوير ولم يتم نشرها بصورة واسعة في العالم، وفي الوقت نفسه غير قادرة حالياً على تلبية متطلبات البنية التحتية المعقدة التي يتطلبها تكنولوجيا الميتافيرس، بالإضافة إلى مشكلات أخرى مرتبطة بخصوصية البيانات وأمانها.