مع تطور محركات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي وانتشارها، أصبحت الشركات تبحث عن طرق جديدة للتسويق وجذب المستهلكين، خاصة الشركات الناشئة التي تسعى إلى تمييز نفسها عن الشركات الراسخة في مجال البحث مثل جوجل ومايكروسوفت.
وقد برز في هذه المنافسة اسم غير متوقع، وهو لاعب كرة القدم البرتغالي كريستيانو رونالدو. حيث أبرمت شركة البحث المدعوم بالذكاء الاصطناعي بيربلكسيتي Perplexity، التي يقع مقرها في مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الأميركية، اتفاقاً مع لاعب كرة القدم البرتغالي ليكون مستثمراً وسفيراً للعلامة التجارية.
وكتب كريستيانو رونالدو منشوراً على منصة إكس قال فيه: "الفضول شرط أساسي للتميز. والنجاح حليف من يواصل طرح أسئلة جديدة كل يوم. لذا يسرني أن أعلن استثماري في شركة بيربليكسيتي. بيربليكسيتي تغذي فضول العالم، وسنعمل معاً على إلهام الجميع لطرح أسئلة أكثر طموحاً".
Curiosity is a requirement for greatness. You win when you keep asking new questions every day. That’s why I am proud to announce my investment in Perplexity.
Perplexity is powering the world’s curiosity, and together we will inspire everyone to ask more ambitious questions.… pic.twitter.com/gyBgQ3r8yh
— Cristiano Ronaldo (@Cristiano) December 4, 2025
فهم قوة علامة CR7 التجارية
تمنح هذه الصفقة شركة بيربليكسيتي ما تعجز غالبية الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي عن تحقيقه: قناة اتصال مباشرة مع مئات الملايين من المستهلكين في أنحاء العالم كافة.
تمثل هذه الخطوة استراتيجية قوية للتسويق في العالم الذي تسيطر عليه عادات راسخة ومتجذرة في البحث باستخدام محركات البحث التي تملكها شركات تمتلك تمويلاً كبيراً جداً.
العلامة التجارية الخاصة برونالدو المعروفة بـ CR7 (اختصار يجمع الأحرف الأولى من اسمه باللغة الانجليزية ورقم قميصه) تحولت إلى رمز لإمبراطورية تجارية.
تظهر CR7 على منتجات متنوعة من العطور والفنادق إلى نوادي الجيم ومراكز اللياقة البدنية، فيما يمتلك هذا اللاعب على منصات التواصل الاجتماعي متابعين يفوق عددهم مؤسسات إعلامية كاملة. على سبيل المثال، يبلغ عدد متابعي حساب كريستيانو رونالدو على إنستغرام في يوم كتابة هذا المقال 668 مليون متابع، والعدد يتزايد باستمرار.
هذه الشعبية والشهرة تمثل أهمية كبيرة لشركة بيربليكسيتي، فهي تمنح الشركة مساراً سريعاً للانتشار في المناطق التي تريد التوسع فيها.
مركز كريستيانو رونالدو
أنشأت شركة بيربليكسيتي ما تسميه مركز كريستيانو رونالدو Cristiano Ronaldo hub ليكون محور الشراكة.
يعمل المركز أرشيفاً تفاعلياً يتيح للجماهير استكشاف إحصائيات المسيرة المهنية ومشاهدة الصور وطرح أسئلة حول مباريات أو إنجازات محددة لكريستيانو رونالدو.
كما يستطيع المستخدمون طرح أسئلة على الذكاء الاصطناعي عن أهداف معينة أو قرارات تكتيكية أو لحظات من مسيرة رونالدو في كرة القدم الأوروبية والدولية.
تعالج الشركة هذه الاستفسارات عن طريق نموذج ذكاء اصطناعي خاص بها لتقديم استجابات مخصصة لكل مستخدم بدلاً من مجرد عرض نتائج البحث.
حالات مماثلة للترويج عن طريق المشاهير
لجوء شركات التكنولوجيا إلى التعاون مع مشاهير عالميين ليس بالأمر الجديد، فقد كانت هناك تجارب ناجحة سابقة منحت بعض الشركات القدرة على الوصول السريع إلى شرائح واسعة من المستهلكين، كما خلقت ارتباطاً عاطفياً بين المستخدمين والمنتجات عن طريق استغلال أسماء مألوفة وموثوقة، إليك بعض الأمثلة:
سامسونج وليونيل ميسي
في عام 2013، استعانت شركة سامسونج Samsung الكورية الجنوبية بنجم كرة القدم الأرجنتيني ليونيل ميسي Lionel Messi في حملة دعائية عالمية بعنوان The Developer. الهدف من هذه الشراكة كان ربط العلامة التجارية بالرياضة العالمية وإظهار كيف يمكن للتكنولوجيا أن تكون جزءاً من حياة الناس اليومية. وقد عزز ظهور ميسي في الإعلان صورة سامسونج كعلامة مبتكرة قادرة على الجمع بين التقنية والرياضة، وساعدها على الوصول إلى جمهور واسع يتابع كرة القدم بشغف.
هواوي وغال غادوت
في عام 2018، استعانت شركة هواوي Huawei الصينية بالممثلة العالمية غال غادوت Gal Gadot بطلة فيلم ووندر وومان Wonder Woman وعينتها سفيرة لعلامتها التجارية في الولايات المتحدة. الهدف هو الاستفادة من شهرة غادوت بعد نجاح فيلم ووندر وومان عام 2017 لتعزيز صورة هواوي كعلامة منافسة في سوق الهواتف الذكية الأميركي.
آبل وفرقة يو2
في عام 2014، عقدت شركة آبل Apple شراكة مع فرقة يو2 U2 الشهيرة، حيث اشترت حقوق ألبومهم Songs of Innocence وطرحته مجاناً لـ 500 مليون مستخدم على منصة آي تونز iTunes. الهدف من هذه الخطوة كان تعزيز مكانة آبل كعلامة تجمع بين التكنولوجيا والموسيقى وإظهار قدرتها على تقديم محتوى حصري لجمهورها. لكن هذه الشراكة أثارت الكثير من الجدل والانتقادات، حيث أضافت آبل الألبوم إلى قوائم الاستماع للمستخدمين كافة، لكنها جسدت بوضوح كيف يمكن لشركة تكنولوجيا أن تستعين بمشاهير عالميين لتعزيز انتشارها وترسيخ حضورها.