هل استثماراتك التكنولوجية مربحة حقاً؟ إليك أدوات تساعدك على قياس عائد الاستثمار بكفاءة

8 دقيقة
5 أسباب تجعل التحول الرقمي ضرورياً لنمو الأعمال
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Miha Creative

في عصر التحول الرقمي المتسارع، لم تعد التكنولوجيا مجرد مركز تكلفة، بل محركاً أساسياً لقيمة الأعمال، لذا إذا كنت على وشك البدء بمبادرة تكنولوجية جديدة وحديثة في شركتك، فإن الطرق التقليدية أصبحت غير كافية لتبرير الاستثمارات وقياسها. فنسبة عائد الاستثمار البسيطة لا تكفي لرصد القيمة الكاملة ومتعددة الأبعاد للمبادرات الحديثة، مثل عمليات نقل البيانات السحابية والذكاء الاصطناعي وصولاً إلى الأتمتة والأمن السيبراني.

وهنا تأتي مهمة أدوات قياس العائد على الاستثمار للمبادرات التكنولوجية التي لا يقتصر دورها فقط على حساب عائد الاستثمار، بل يشمل أيضاً مكاسب الكفاءة وتقليل المخاطر والفوائد الاستراتيجية التي تتحقق بمرور الوقت، إذ يمكنك استخدامها لمقارنة تكلفة تطبيق المشاريع التكنولوجية بموضوعية، وتبرير كيفية إنفاق الميزانيات للمدراء وضمان توافق استثماراتك التكنولوجية مع أهداف العمل الخاصة بالشركة.

ما معنى عائد الاستثمار في مبادرات التكنولوجيا؟

في سياق المبادرات التكنولوجية، يعد عائد الاستثمار في جوهره مقياساً مالياً أساسياً يستخدم لتقييم ربحية الاستثمارات في التكنولوجيا والابتكار، فهو يقدم إجابة واضحة قائمة على النسب لسؤال ما إذا كان الاستثمار يحقق عائداً إيجابياً. على سبيل المثال، إذا كان تنفيذ حملة إعلانية عبر الإنترنت يكلف 50 ألف دولار وحقق فوائد بقيمة 70 ألف دولار فسيكون العائد على الاستثمار 20%، ما يدل على فاعلية الاستثمار ويوفر رؤى قيمة لقرارات الاستثمار المستقبلية.

ومع ذلك، قد يكون تحديد عائد الاستثمار للمبادرات التكنولوجية صعباً على الصعيد المالي، إذ غالباً ما تكون له فوائد ملموسة مثل وفورات مباشرة في التكاليف من الأتمتة أو زيادة في الإيرادات من تطبيق جديد، وغير ملموسة غالباً ما تسهم في تحقيق عائد استثمار قابل للقياس لاحقاً، مثل تحسين أمان البيانات وتحسين تجربة المستخدم أو تمهيد الطريق للابتكارات المستقبلية.

والهدف النهائي لأدوات عائد الاستثمار لمبادرات التكنولوجيا هو مساعدة الشركات وفرق تكنولوجيا المعلومات ومدراء الفرق والمدراء التنفيذيين على تقييم ربحية الاستثمارات التكنولوجية، من خلال توفير طريقة موضوعية لمقارنة المبادرات التكنولوجية المختلفة مع المشاريع الموجودة حالياً أو الجديدة، ومعرفة تكلفة استبدالها او تحديثها، وهل ستحقق عائداً حقيقياً ملموساً وغير ملموس.

اقرأ أيضاً: كيف تسهم أتمتة المكاتب في تحسين جودة الأعمال وإنتاجيتها؟

5 من أبرز أدوات تحليل عائد الاستثمار الشامل للمبادرات التكنولوجية

1. أداة ذا بالانسد سكور كارد The Balanced Scorecard 

الوظيفة الأساسية: نظام تخطيط استراتيجي وإدارة أداء يوائم عمليات تكنولوجيا المعلومات مع استراتيجية الأعمال العامة، وتتجاوز الأداة المقاييس المالية البحتة، إذ تقدم رؤية متوازنة للأداء عبر أربعة مناظير رئيسية: المالية والعملاء والعمليات الداخلية والتعلم والنمو، ما يترجم رؤية الشركة ورسالتها إلى أهداف واضحة وقابلة للقياس ومترابطة يمكن توزيعها على الأقسام المختلفة.

كيفية قياسها عائد الاستثمار

تقيس الأداة عائد الاستثمار لا كرقم واحد، بل كنتيجة تشخيصية للتوافق الاستراتيجي. وعلى الرغم من دمجها للمقاييس المالية التقليدية، مثل عائد الاستثمار ووفورات التكاليف، فإن قوتها الحقيقية تكمن في قدرتها على ربط هذه النتائج المالية بمؤشرات الأداء الرئيسية غير المالية.

على سبيل المثال، يمكنها إظهار كيف يؤدي الاستثمار في تدريب الموظفين (التعلم والنمو) إلى تحسين أوقات تنفيذ المشاريع (العمليات الداخلية)، ما يؤدي في النهاية إلى خفض التكاليف التشغيلية، إذ إنها ليست آلة حاسبة فحسب بل نظاماً لتشخيص العلاقات السببية وإظهار كيف تدعم التحسينات في مجال ما التقدم في مجال آخر.

الفوائد الملموسة: 

  • انخفاض ملحوظ في تكاليف تكنولوجيا المعلومات.
  • تحسين ربحية المشاريع.
  • زيادة الكفاءة التشغيلية من خلال تبسيط العمليات.

الفوائد غير الملموسة:

  • المساعدة على قياس وتحسين رضا العملاء والاحتفاظ بهم، ما يزيد ولاءهم على المدى الطويل.
  • أداة لتعزيز التنسيق والتفاهم بين قسم تكنولوجيا المعلومات وبقية الأقسام داخل الشركة.
  • المساهمة في بناء ثقافة قوية تركز على الابتكار والتعلم المستمر، ما يدفع الشركة نحو التطور.

مناسبة للمشاريع الكبرى التي لا تقتصر قيمتها على الجانب المالي أو الفوري مثل مشاريع التحول الرقمي وتحديث أنظمة تكنولوجيا المعلومات، وهي مناسبة بشكل خاص للشركات في قطاعات مثل التصنيع والخدمات المالية والقطاع الحكومي.

اقرأ أيضاً: كيف يتحقق الاستثمار الأمثل لإنترنت الأشياء في المؤسسات؟

2. أدوات تحليل التكلفة الإجمالية للملكية (TCO)

الوظيفية الأساسية: تعد منهجية مالية أساسية تستخدم لتقييم إجمالي تكاليف أي أصل على مدار دورة حياته، وتتجاوز هذه الأدوات مجرد عرض سعر شراء أولي لتشمل النفقات المباشرة وغير المباشرة، بما في ذلك الاستحواذ والتركيب والتشغيل والصيانة المستمرة، ويعد تحليل التكلفة الإجمالية للملكية أداة تخطيط أساسية تستخدم قبل بدء أي مشروع لتوفير أساس شامل لتبريره المالي.

كيفية قياسها عائد الاستثمار

تعد عنصراً أساسياً في معادلة عائد الاستثمار، فهي تضمن دقة حساب عائد الاستثمار وإمكانية إثباته من خلال مراعاة كل تكلفة على حدة، ومن خلال مقارنة التكلفة الإجمالية لاستثمار جديد مع نظام قديم يثبت القيمة المالية للاستثمار التكنولوجي بوضوح قائم على البيانات، ما يقدم صورة واضحة عن وفورات التكلفة على المدى الطويل من خلال تحديد التكاليف الخفية التي قد تضعف ربحية المشروع.

الفوائد الملموسة:

  • الكشف عن النفقات الخفية وتجنبها على المدى الطويل.
  • وضع ميزانيات وتوقعات مالية أكثر دقة وواقعية.
  • مقارنة عروض الموردين المختلفة على أساس مالي شامل.

الفوائد غير الملموسة:

  •  تقديم رؤية في التكاليف المستقبلية المحتملة مثل تكاليف الصيانة أو وقت التوقف عن العمل، ما يساعد على تقليل المخاطر غير المتوقعة وتجنب المشكلات المالية.
  • توفير رؤية شاملة للآثار المالية للمساعدة على اتخاذ قرارات استثمارية تتوافق مع الأهداف المالية طويلة الأجل.
  • تجنب المفاجآت المالية، ما يضمن أن تكون الشركة مستعدة بشكل أفضل لمواجهة التكاليف غير المباشرة التي قد تظهر لاحقاً.

مناسبة للاستثمارات طويلة الأجل والكبيرة كلها، خاصة في المجالات التي تتضمن تكاليف رأسمالية وتشغيلية ضخمة، ومفيدة بشكل خاص عند شراء برامج المؤسسات أو الانتقال إلى الحوسبة السحابية أو شراء الأجهزة بكميات كبيرة، حيث يؤدي دعم المنتج وتكاليف الطاقة دوراً مهماً في التكلفة الإجمالية.

3. أدوات التسويق وتحليلات الويب الشائعة

الوظائف الأساسية: تقدم هذه الأدوات التي تشمل على سبيل المثال تحليلات جوجل وأداة هوب سبوت رؤى تفصيلية حول حركة مرور الموقع الإلكتروني وسلوك المستخدمين وتتبع التحويلات. الغرض الرئيسي منها هو قياس تأثير المبادرة على مدى اكتساب العملاء وتفاعلهم وتوليد الإيرادات من خلال تحليل رحلة العميل من نقطة الاتصال الأولية إلى التحويل النهائي.

كيفية قياسها عائد الاستثمار

تستفيد من نماذج إسناد متنوعة لتوزيع الجهد على قنوات تسويقية مختلفة، وتقيس مقاييس مهمة مثل تكلفة العميل المحتمل وتكلفة الاكتساب وعائد الإنفاق الإعلاني وحساب عوائد الاستثمار مباشرة بمقارنة الإيرادات التي تولدها حملة أو قناة محددة بتكلفتها الإجمالية، ما يوفر صورة واضحة عن أدائها المالي.

الفوائد الملموسة:

  • تسهم في نمو إيرادات الحملات التسويقية الموجهة.
  • تعمل على تقليل تكاليف الحصول على العملاء.
  • تحسين أداء الحملات التسويقية واختبارها.

الفوائد غير الملموسة:

  • تحليل رحلة العملاء من خلال توفير البيانات اللازمة لفهم سلوكهم وتحديد نقاط الضعف في رحلتهم.
  • تحسين تجربة العملاء وتعزيز رضاهم من خلال تقديم تجارب مخصصة.
  • تعزيز قيمة العلامة التجارية على المدى الطويل من خلال التركيز على احتياجات العملاء.

مناسبة للشركات التجارة الإلكترونية وشركات البرمجيات كخدمة وأي شركة تعتمد على التسويق الرقمي لزيادة المبيعات، كما تعد مثالية للمشاريع التي تهدف إلى تحسين أداء المواقع الإلكترونية وإطلاق حملات تسويقية جديدة وتحسين مسار اكتساب العملاء.

4. أداة نيكليس ريسيرش Nucleus Research

أداة متخصصة في تقييم استثمارات التكنولوجيا، حيث تؤتمت بشكل تلقائي حسابات عائد الاستثمار الرئيسية، مثل نسبة عائد الاستثمار والتكلفة الإجمالية للملكية وفترة الاسترداد وصافي القيمة الحالية، بناءً على مدخلات مثل تكلفة الاستثمار والمكاسب المتوقعة من المشروع.

كيف تقيس عائد الاستثمار؟

تقيس عائد الاستثمار في قرارات التكنولوجيا من خلال حساب الرصيد الأولي والرصيد السنوي، بالإضافة إلى تضمينها مقاييس أخرى مثل القيمة الحالية الصافية، كما تعتمد الأداة على أبحاثها الخاصة بما في ذلك المقابلات مع أكثر من 1000 من الرؤساء التنفيذيين للشؤون المالية والمدراء الماليين ومحترفي المبيعات، ونتائج أكثر من 900 صفقة مبيعات.

الفوائد الملموسة:

  • تقديم تقديرات دقيقة لوفورات التكاليف والأرباح المتوقعة من استخدام التكنولوجيا الجديدة.
  • توضيح كيف يمكن للبرامج الحديثة تقليل تكاليف العمالة من خلال تقليص ساعات العمل.
  • حساب الإيرادات الإضافية التي قد تنتج عن استخدام تقنية جديدة تسهم في زيادة المبيعات.

الفوائد غير الملموسة:

  • دعم اتخاذ القرار من خلال توفير دراسة جدوى مبنية على البيانات، ما يعزز الثقة والاتفاق بين المدراء التنفيذيين.
  • تقليل المخاطر من خلال المساعدة على خفض المخاطر المرتبطة بالاستثمار في التكنولوجيا بفضل التخطيط الاستراتيجي الأفضل.
  • تبرير عمليات شراء التكنولوجيا الجديدة ومقارنة الخيارات المتاحة.

مناسبة لمدراء المعلومات والمدراء الماليين في مشاريع تكنولوجيا المعلومات والبرمجيات لتبرير المشتريات ومقارنة الخيارات.

اقرأ أيضاً: نظام تخطيط موارد المؤسسة: ما هو؟ وكيف تختار المناسب لشركتك؟

5. أدوات حاسبات العائد على الاستثمار السحابية Cloud ROI

الوظيفة الأساسية: أدوات مجانية مدمجة في أنظمة مزودي الخدمات السحابية، مثل جوجل كلاود وأمازون ويب سيرفسز، تعمل على مساعدة الشركات على تقدير عائد الاستثمار الناتج عن نقل أحمال العمل من البنية التحتية المحلية إلى السحابة، من خلال مقارنة التكاليف وتقييم الفوائد المحتملة مثل خفض النفقات وزيادة الكفاءة.

كيف تقيس عائد الاستثمار؟

تنشئ خط أساس من خلال مقارنة إجمالي الفوائد المكتسبة من الترحيل السحابي بإجمالي التكاليف المتكبدة، وتقديم تقديرات قابلة للتخصيص بدرجة كبيرة، حيث يمكن للمدراء إضافة منتجات متعددة وتعديل الإعدادات مثل سعة التخزين السحابية المتوقعة لإنشاء تقسيم تكلفة مخصص يناسب احتياجات المشروع بالضبط.

الفوائد الملموسة:

  • إظهار تأثير المتغيرات المختلفة في الوقت الفعلي، ما يسمح بتجربة سيناريوهات مختلفة.
  • السماح بتتبع التقدم وتقييم ما إذا كانت الاستثمارات السحابية تلبي التوقعات أو تتجاوزها.
  • التأكد من توافق استراتيجية الشركة السحابية مع أهداف الأعمال الأوسع.

الفوائد غير الملموسة:

  • تحديد وفورات التكاليف من الكشف عن التكاليف المخفية، مثل الأجهزة التي تستهلك الموارد وتراخيص البرامج باهظة الثمن.
  • التحليل الاستراتيجي لاحتياجات الموارد، ما يساعد الشركات على تخصيص الموارد بشكل أكثر فاعلية في مبادراتها السحابية.
  • دعم اتخاذ القرار المبني على البيانات وفهم أوضح للمقايضات التي تنطوي عليها مبادرات الانتقال إلى مزودي السحابة المختلفة.

مناسبة لمشاريع البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات وخطط الانتقال إلى السحابة في مختلف القطاعات، وخاصة للشركات التي تحدث أنظمتها القديمة أو تتبنى ثقافة تركز على التعاون والأتمتة والتحسين المستمر.

اقرأ أيضاً: مراقبة الأداء الذكي: أدوات تقنية تساعد المدراء على تتبع الإنتاجية بذكاء وشفافية

القصة وراء الأرقام: كيفية تفسير عائد الاستثمار استراتيجياً

غالباً ما يكون هدف أي مبادرة تكنولوجية جديدة هو خلق ميزة تنافسية مستدامة وليس مجرد عائد مالي فوري، ويشمل ذلك القدرة على التكيف مع التحديات الجديدة وبناء القدرات الداخلية وتحسين وضع الشركة في السوق. وبينما تبدو الفوائد الملموسة لهذه الأدوات واضحة، فإنه من المهم للغاية عدم إغفال الفوائد غير الملموسة التي تبين قيمة الاستثمار الذي يشير إلى قيمة الأصول غير الملموسة، مثل تعزيز الروح المعنوية للموظفين وتحسين التعاون وتعزيز الهيكل التنظيمي.

إذ من الخطأ اعتبار هذه الفوائد غير الملموسة "غير ملموسة"؛ فهي عوامل قيمة أساسية غالباً ما تؤدي إلى عوائد مالية ملموسة مع مرور الوقت. على سبيل المثال، يمكن أن يخفف تحسين تجربة الموظف من الإحباط الناتج عن العمل بتكنولوجيا قديمة إلى زيادة الإنتاجية وتعزيز الاحتفاظ بالكفاءات، وهذا بدوره يظهر مباشرة في خفض نفقات دوران التوظيف.

حيث إن الميزة التنافسية في هذا العصر الرقمي تبنى بشكل متزايد على الأصول غير المالية، مثل المرونة وجودة البيانات ورأس المال البشري، وليس فقط على الأصول المادية. وهذا يشير إلى أن الدافع وراء التحول من نهج عائد الاستثمار المالي المحض إلى نهج عائد الاستثمار الأكثر شمولاً هو الطبيعة المتطورة للأعمال نفسها، إذ لا تكمن القيمة الكبرى للتكنولوجيا فيما تشتريه، بل في القدرات التي تبنيها.

علاوة على ذلك، لا يقتصر عائد الاستثمار على قياس الربح فحسب، بل يتعلق أيضاً بقدرة المبادرة على تخفيف المخاطر، إذ إن الاستثمار في التكنولوجيا الذي ينجح في تجنب حدث كارثي مثل اختراق إلكتروني أو تعطل تشغيلي أو غرامة تنظيمية، يمكن أن يحقق عائداً هائلاً وقابلاً للقياس، وقد لا ينعكس في حساب عائد الاستثمار القياسي.

على سبيل المثال، يمكن للاستثمار في الأمن السيبراني أن يعزز قدرة الشركة على صد الهجمات السيبرانية، ما يوفر على الشركة آلاف الدولارات لاحقاً من التكاليف المباشرة والأضرار التي تلحق بسمعتها، وهو ما يعرف بــ "قياس عائد الاستثمار المخفض للمخاطر" التي تعد جانباً أساسياً في استراتيجية الاستثمار الحديثة، فهو يحول التركيز من عقلية دفاعية بحتة الى عقلية موجهة نحو النمو تثمن التدابير الدفاعية المستقبلية لتحقيق الاستقرار طويل الأمد.

اقرأ أيضاً: تحليلات البيانات المتقدمة: حين تتحول الخوارزميات إلى بصيرة مؤسسية

الأفق: مستقبل أدوات قياس عائد الاستثمار 

لا يقتصر مستقبل أدوات قياس عائد الاستثمار للمبادرات التكنولوجية على تبني مقاييس جديدة فحسب، بل يتعلق أيضاً بتحول جذري في كيفية خلق القيمة وقياسها، إذ إن دمج الذكاء الاصطناعي في صلب منهجية عملها من شأنه أن يحول الأدوات لتصبح أكثر ديناميكية واستمرارية وتكاملاً في القرارات، من خلال تحويل مقاييس الأدوات من مجرد مؤشر مرجعي متأخر إلى أداة تنبؤية لاستثمارات الشركة ومبادراتها المستقبلية.

فمن خلال تحليل مجموعات البيانات التاريخية الضخمة يمكن للخوارزميات التنبؤ بالاتجاهات المستقبلية ونتائج المبادرة بكفاءة، ما يوفر طريقة جديدة قوية لحساب عائد الاستثمار المتوقع بدقة أكبر. علاوة على ذلك، من خلال قدرة الذكاء الاصطناعي على نمذجة سيناريوهات متطورة يمكن للقادة استكشاف مجموعة من السيناريوهات المستقبلية المحتملة وفهم التأثير المحتمل للقرارات، وهذا من شأنه أن يوفر أساساً قابلاً للقياس لتتبع الاستثمارات المستقبلية وتحسينها، ما يحول عملية اتخاذ القرار من التخمين نحو عملية قائمة على البيانات.

المحتوى محمي