هبطت العربة الجوالة كيوريوسيتي على سطح المريخ في 2012. ومنذ ذلك الحين اكتشفت أشياء مثل الكربون العضوي في صخور المريخ، والميثان في غلافه الجوي، واستخدمت في ذلك على الدوام نفس الأدوات لإجراء القياسات. فعندما تكون على كوكب آخر، من الصعب أن تقوم بتحديث مجموعة الأدوات.
لكن إحدى الطرق التي استُخدمت في اختراق أدوات العربة الحالية للحصول على بعض الأنواع الجديدة من البيانات، مكّنتها من تحقيق اكتشافات جديدة عن موطنها الأحمر. كما ورد في دورية Science العلمية في 31 يناير الماضي، ساعدت عملية إعادة التطوير الذكية لأحد أجهزة الاستشعار لديها على الكشف عن أدلة جديدة حول كيفية تشكّل فوهة جايل وجبل شارب (جبل الريح) على الكوكب.
كان تكوين الفوهة والجبل المجاور لها موضوع نقاش ساخن، وذلك لأن قمة الجبل أعلى من حافة الفوهة، مما دفع البعض إلى الاعتقاد بأن المعالم الجغرافية تم تشكيلها نتيجة عوامل الحتّ والتعرية. وقد قامت كيوريوسيتي باستكشاف هذه المنطقة منذ اللحظة الأولى التي لمست فيها عجلاتها سطح هذا الكوكب.
ولمعرفة ذلك، كان على العلماء أن يدرسوا صخور المنطقة. حيث تم الاعتماد وحدات العربة للقياس بالقصور الذاتي (RIMUs)، التي عادة ما تستخدم لقياس التسارع أثناء التنقل، إلا أنها استخدمت بدلاً من ذلك لقياس قوة الجاذبية المطبّقة ضمن موقع معين أثناء تواجد العربة في مكان واحد.
تبيّن وجود اختلافات طفيفة في حقل الجاذبية المحيط بالفوهة، وهو ما سمح للباحثين بالكشف عن كثافة المنطقة. يقول قائد الفريق كيفن لويس من جامعة جونز هوبكنز: "إن المستويات المنخفضة من جبل شارب مليئة بالفتحات النفوذة بشكل مثير للدهشة". ويضيف: "نحن نعلم أن الطبقات السفلية من الجبل تم دفنها مع مرور الزمن، وهذا ما عرضها للانضغاط وجعلها أكثر كثافة. ولكن هذا الاكتشاف يشير إلى أنها لم تكن مدفونة بالمقدار الذي كنا نعتقده من المواد".
هذا يشير إلى النظرية القائلة بأن الجبل لم يتآكل كثيراً بمرور الزمن.
يقول أشوين فاسافادا، عالم مشروع كيوريوسيتي في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا: "لاتزال هناك أسئلة كثيرة حول الكيفية التي تطور وفقها جبل شارب". ويضيف أخيراً: "أشعر بسعادة غامرة لأن العلماء والمهندسين مازالوا قادرين على إيجاد طرق مبتكرة لتحقيق اكتشافات علمية جديدة بمساعدة العربة".