تأكيداً لما نعرفه من قبل، هناك ثلاثة مستجدات هامة تُظهِر لنا مدى جدّية الصين في سعيها لتبني تقنية البلوك تشين، غير أنَّ ما تريد الحكومة الصينية فعله بهذه التقنية بعيدٌ كل البعد عن الأهداف التي تتبناها أنظمة العملات المشفرة اللامركزية مثل البيتكوين.
يقول الخبر
وفقاً لوسائل الإعلام الحكومية الصينية، فإنَّ الرئيس الصيني شي جين بينج قد دعا الأمّة -أثناء اجتماع حكومي الشهر الماضي- إلى "اغتنام الفرصة" وتولِّي "دور قيادي" في تطوير تقنية البلوك تشين. وفي وقتٍ لاحقٍ لهذا الخطاب، أشارت التقارير إلى أن الحكومة الصينية قد أقرَّت قانوناً جديداً لمعالجة بعض المسائل التنظيمية والقانونية المتعلقة بالتشفير، وهو جانبٌ أساسي في أنظمة البلوك تشين. ثمَّ بعد ذلك بيومين، أفادت رويترز أنَّ لي وي، وهو مدير قسم التقنية في بنك الصين الشعبي، قد حثَّ -أثناء حديثٍ له في منتدى بشنغهاي- البنوكَ التجارية على تسريع جهودها في تطبيق تقنية البلوك تشين على القطاع المالي.
ليس خبراً جديداً
يعكف بنك الصين الشعبي على دراسة العملة الرقمية وتقنية البلوك تشين منذ عام 2014. وفي عام 2017، قال البنك إنه سيركِّز على تطوير البلوك تشين كجزءٍ من خطةٍ مدتها خمس سنوات. كما تعمل شركتا التقنية العملاقتان تينسينت وعلي بابا على تطوير منصات البلوك تشين، وقال البنك المركزي أيضاً إنه استكمل استعداداته تقريباً لإطلاق عملةٍ رقمية.
البلوك تشين وليس البيتكوين
على الرغم من كونها موطن شريحةٍ كبيرة من منقِّبي البيتكوين على مستوى العالَم، يبدو أن الصين تعارض عموماً أنظمة البلوك تشين العامة كالبيتكوين، التي تسمح للأشخاص بالمشاركة في الشبكة والمساعدة في إدارة سجلّ المحاسبة المشترَك من دون الكشف عن هوياتهم. فقد حظرت الحكومة عملياتِ العرض الأولية للعملات الرقمية وتحويلات العملات المشفرة، كما ألمحت إلى خططها بتضييق الخناق على التنقيب عن عملة البيتكوين.
وفي يناير، صادقت الوكالة الصينية للرقابة على الإنترنت على قواعد جديدة تُلزِم "جميع الكيانات والعُقَد الشبكية" المُقدِّمة "لخدمات معلومات البلوك تشين" بالتسجيل لدى الحكومة، بالإضافة إلى إلزامهم بجمع معلوماتٍ تعريفية لهوية مستخدميهم (أورد موقع كوين ديسك أن أكثر من 500 مشروع قد قاموا بعملية التسجيل هذه).
قد يقول العديد من المُتحمِّسين للعملات المشفرة إن هذا النوع من السيطرة المركزية يناقض الغرض الحقيقي وراء استخدام تقنية البلوك تشين، الذي يكمن -من وجهة نظرهم- في كونه أداة لنقل السلطة إلى المستخدِمين وبعيداً عن السلطات المركزية مثل الحكومات والبنوك. وعلى أية حال، يبدو أن الصين ترى في هذه التقنية فرصةً لتتبُّع إنفاق مواطنيها عن كثب واكتساب سيطرة أوسع على هذه المعاملات المالية. كما أشار آرون رايت، وهو أستاذ قانون في كلية كاردوزو للحقوق، في تغريدة له على تويتر: يبدو أن ما تريده الصين من تقنية البلوك تشين هو تصميم "سور دفع عظيم" (وهو نظام لحظر الاشتراك غير المدفوع) ليتناسب مع سورها الناري العظيم.