في يونيو/ حزيران 2022، صدر تقرير مؤشر أركاديس الخامس للمدن المستدامة 2022، بعد المقارنة بين 100 مدينة من حول العالم، يبدو أن أوروبا فيها أكثر المدن استدامة في العالم، سنركز على المدن العشر الأكثر استدامة في عام 2022 حسب هذا التقرير.
ما هو مؤشر أركاديس؟
يقيِّم مؤشر أركاديس بشكل عام أداء الاستدامة في 100 مدينة في العالم استناداً إلى 51 مقياساً، عبر 26 موضوعاً، مرتبة تحت 3 ركائز للاستدامة هي:
- الكوكب: يشمل العوامل البيئية مثل استخدام الطاقة والانبعاثات، ويبحث المؤشر في التهديدات المتعلقة بالمناخ للمدن وكذلك السياسات اللازمة لتعزيز الأهداف البيئية للمدينة.
- الناس: يقيس هذا المحور الأداء الاجتماعي بما في ذلك جودة الحياة. ولكي تكون المدينة مزدهرة، يجب أن تعطي الأولوية لبعض العوامل مثل السلامة وتوفير فرص العمل وسهولة الوصول إلى وسائل النقل والرعاية الصحية.
- الربح: يقيّم محور الربح بيئة الأعمال والأداء الاقتصادي، مع مراعاة جوانب مثل نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، وسهولة ممارسة الأعمال التجارية، والإسكان ميسور التكلفة، والتدابير الاقتصادية الأخرى.
إن تركيز المدينة على واحدة من هذه الركائز لا يجعلها مستدامة أو مزدهرة، بل يجب أن تشكل مزيجاً منها.
اقرأ أيضاً: 7 معايير أساسية يجب مراعاتها عند تخطيط المدن المستدامة
المدن العشر الأكثر استدامة في 2022
صنف تقرير أركاديس العواصم الأوروبية على أنها من المدن الأكثر استدامة في العالم، بينما تصدرت مدن أميركا الشمالية ركيزة الربح والنجاح الاقتصادي، ولكنها لم تحقق المطلوب في ركيزتي الناس والكواكب، لذلك لا نرى الكثير منها ضمن المدن العشر الأولى، على عكس المتوقع.
وفيما يلي المدن العشر الأكثر استدامة في 2022 بحسب التقرير:
1. أوسلو: النرويج
تحتل العاصمة النرويجية أوسلو الصدارة في تقرير أركاديس، إذ تمتلك أسطولاً من المركبات الكهربائية التي تعمل بالكهرباء المنتجة من مصادر متجددة. توفر المدينة بشكل عام الطاقة من مصادر متجددة وحرق النفايات. وتهدف المدينة إلى خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 95% بحلول عام 2030.
2. ستوكهولم: السويد
تسعى العاصمة السويدية ستوكهولم للتخلي عن الوقود الأحفوري تماماً بحلول عام 2040، وتعمل على الانتقال إلى استخدام الوقود الحيوي المتولد من مياه الصرف الصحي، وهو متوفر ضمن المدينة في محطات الوقود وتستخدمه الكثير من السيارات وسيارات الأجرة.
3. طوكيو: اليابان
باستخدام تقنيات حديثة، تأمل العاصمة اليابانية طوكيو بأن تكون خالية من الكربون، وتأمل أنه بحلول عام 2030، ستكون 50% من السيارات الجديدة فيها خالية من الانبعاثات، كما تخطط لإدارة 30% منها بمصادر الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى امتلاكها واحداً من أكثر أنظمة النقل العام منخفضة الانبعاثات الكربونية حول العالم.
اقرأ أيضاً: هل يرتبط تخفيض الانبعاثات بالنجاح الاقتصادي؟ مشروع قانون التضخم الأميركي يقول نعم
4. كوبنهاغن: الدنمارك
تهدف العاصمة الدنماركية كوبنهاغن إلى أن تكون مدينة محايدة للكربون بحلول عام 2025. وتنتقل مركباتها للعمل بالكهرباء بدلاً من الديزل، بالإضافة إلى أن سكانها يفضّلون ركوب الدراجات للتنقل، وحتى الفنادق فيها حاصلة على شهادات بيئية. ويتكون ربع إجمالي بيع المواد الغذائية في المدينة من المنتجات العضوية.
5. برلين: ألمانيا
تشكل الغابات والمساحات الخضراء نسبة 30% من العاصمة الألمانية برلين، ويهتم السكان فيها بركوب الدراجات أكثر من السيارات، ويفضّلون استخدام وسائل النقل العام أيضاً، ويميل أفرادها إلى إعادة تدوير الملابس والأثاث بدلاً من شراء ملابس جديدة.
6. لندن: المملكة المتحدة
في العاصمة البريطانية لندن، تشغل المساحات الخضراء 40%، وتسعى للوصول إلى صافي انبعاثات الغازات الدفيئة إلى الصفر بحلول عام 2050، وتركز على استخدام المركبات الهجينة التي تعمل بالكهرباء والديزل، لكنها تأمل أن تكون جميع الحافلات فيها صفرية الانبعاثات عام 2037.
7. سياتل: الولايات المتحدة الأميركية
سياتل هي أكبر مدن ولاية واشنطن الأميركية، وهي مدينة ذكية مستدامة تتميز، وتعمل على تحسين تأثيرها البيئي من خلال المبادرات والتخطيط الحضري وخفض انبعاث الكربون، كما تعمل على إعادة التدوير وتحديث أنظمة إدارة النفايات القديمة.
وتركز المدينة على إعطاء الأولوية للمساحات الخضراء وزراعة الكثير من الأشجار للتظليل والهواء النقي.
اقرأ أيضاً: الإجراءات المناخية تكتسب زخماً متزايداً في ضوء تفاقم الكوارث
8. باريس: فرنسا
تعد العاصمة الفرنسية باريس مدينة صديقة للبيئة للغاية، وتقيم باستمرار المبادرات التي تشجّع التنقل المستدام وتساعد في إنشاء مدينة أكثر استدامة، وزادت فيها الاستثمارات العامة للمشاريع الصديقة للبيئة، وتهدف لتصل إلى 10 مليارات يورو بحلول عام 2025 كوسيلة لتسريع التحول البيئي في المنطقة.
9. سان فرانسيسكو: الولايات المتحدة الأميركية
تعيد سان فرانسيسكو في ولاية كاليفورنيا الأمريكية تدوير أكثر من 75% من النفايات، وهي أول مدينة أميركية تحظر استخدام البلاستيك.
يبتعد سكانها عن التنقل بالسيارات قدر الإمكان، ويعتمدون على المشي والدراجات، ويعتمدون على الغذاء العضوي والنباتي.
اقرأ أيضاً: الطريق الأخضر للهندسة الوراثية: آفاق تعزيز الأمان والأمن الغذائي في المملكة العربية السعودية
10. أمستردام: هولندا
يعتمد معظم سكان العاصمة الهولندية أمستردام على الدراجات في التنقل، وتتمتع بمعدلات إعادة تدوير عالية، وفيها العديد من المساحات الخضراء والمطاعم الصديقة للبيئة.
تعتمد المراكب ووسائل النقل العام وإنارة الشوارع والمكاتب العامة وقاعة المدينة على الطاقة الخضراء.