البيانات هي المورد الأكثر قيمة واستهدافاً في الفضاء الرقمي. اختراق واحد قد يكلف ملايين الدولارات، ليس فقط بسبب الفدية أو الغرامات المالية، بل بسبب فقدان الثقة والسمعة. وفقاً لتقرير تكلفة خرق البيانات لعام 2025 الصادر عن شركة آي بي إم IBM الأميركية، بلغ متوسط تكلفة اختراق البيانات عالمياً 4.4 ملايين دولار أميركي، في حين يتوقع موقع ستاتيستا Statista أن تبلغ الخسائر الإجمالية لخروقات البيانات في أنحاء العالم كافة نحو 10.29 تريليون دولار عام 2025 وحده.
على الرغم من هذه المخاطر والأرقام المخيفة، فإن هناك طريقة بسيطة للغاية تجعل خروقات البيانات الناجحة كلها غير مفيدة للقراصنة، وهي تشفير البيانات في أثناء نقلها أو عند تخزينها. ويمكن لأي موظف عادي تشفير بياناته مجاناً دون الحاجة إلى خبرة تقنية. دعونا نعرف كيف.
اقرأ أيضاً: كيف تشفر بياناتك وملفاتك قبل رفعها على السحابة؟
ما هو التشفير؟
التشفير هو طريقة لحماية المعلومات من الوصول غير المصرح به عبر تحويلها إلى صيغة غير مفهومة لا يمكن قراءتها إلا من خلال مفتاح فك التشفير. تخيل أنك ترسل رسالة مهمة عبر البريد الإلكتروني، مثل بيانات عملاء أو تقارير مالية دون تشفير، يمكن لأي جهة تعترض الرسالة أن تقرأها. لكن عند استخدام التشفير، تصبح هذه البيانات مثل رموز غامضة لا يمكن فكها إلا لمن يملك المفتاح الصحيح.
التشفير يستخدم لحماية الملفات والرسائل وقواعد البيانات وحتى الاتصالات الصوتية والمرئية، ويعتبر من أهم أدوات الأمن السيبراني في أي شركة أو مؤسسة. الموظف الذي يفهم التشفير ويستخدمه بشكل صحيح يسهم مباشرة في حماية سمعة الشركة وبياناتها المهمة من الاختراق أو التسريب.
لماذا يعتبر التشفير ضرورياً؟
لأنه حتى لو اخترقت الشركة أو المؤسسة وسُرقت ملفاتها، فإن التشفير يمنع المهاجمين من فهم محتوى تلك الملفات. على سبيل المثال، إذا شُفِرت قاعدة بيانات العملاء، فإن المهاجم حتى لو نجح في اختراق الشركة سيحصل على ملفات غير مفهومة، وسيكون بحاجة إلى مفتاح فك التشفير.
إن تأثير التشفير في حماية البيانات هو أمر مثبت بتقارير رسمية، فوفقاً لتقرير تكلفة خرق البيانات لعام 2025 الصادر عن شركة آي بي إم، يمكن للشركات التي تستخدم التشفير تقليل التأثير المالي لخرق البيانات بما يزيد على 200 ألف دولار أميركي.
اقرأ أيضاً: 10 قواعد للأمن السيبراني عليك تطبيقها في حياتك اليومية
أنواع التشفير
هناك أنواع وتصنيفات عديدة للتشفير تستخدم من قبل المختصين بالتكنولوجيا، لكن بالنسبة لأي موظف عادي ليس لديه أي خلفية تقنية، يمكن تقسيم التشفير إلى نوعين:
التشفير في أثناء نقل البيانات
- يستخدم بروتوكولات مثل TLS/SSL لتأمين الاتصالات عبر الإنترنت.
- يحمي البريد الإلكتروني والمكالمات الصوتية والمرئية والبيانات المرسلة عبر الشبكات.
- مثال: HTTPS في المواقع الإلكترونية.
التشفير في أثناء تخزين البيانات
- يشفر الملفات المخزنة محلياً أو سحابياً.
- يستخدم على الكمبيوترات الشخصية والخوادم وخدمات التخزين السحابي.
- يستخدم خوارزميات مثل AES-256 لتأمين البيانات.
التشفير في كلتا الحالتين ضروري لأن البيانات قد تتعرض للوصول غير المصرح به في أثناء نقلها أو تخزينها.
تشفير الملفات مجاناً
هناك العديد من البرامج المجانية والمفتوحة المصدر التي تتيح للموظفين تشفير الملفات، هذه البرامج سهلة الاستخدام ولا يتطلب استخدامها أي خبرة تقنية، إليك أبرزها:
- زيب-7 7-Zip: يستخدم لتشفير الملفات باستخدام خوارزمية AES-256 قبل تخزينها محلياً أو سحابياً أو نقلها، سهل الاستخدام وسريع للغاية، متوفر للكمبيوترات العاملة بنظام التشغيل ويندوز ولينوكس.
- فيرا كريبت VeraCrypt: لتشفير الملفات المخزنة محلياً، أي التي تخزن على الكمبيوترات أو الخوادم، يتيح تشفير كامل قرص التخزين أو مجلدات محددة، مناسب للاستخدام الشخصي والمهني، متوفر للكمبيوترات كلها التي تعمل بنظام التشغيل ويندوز أو ماك أو لينوكس.
هذه البرامج صغيرة الحجم ولا تؤثر في أداء الكمبيوتر وسهلة الاستخدام للغاية، وإذا كنت تريد تعلم استخدامها، ابحث على يوتيوب عن شروحات وستجد الكثير منها.
اقرأ أيضاً: 8 من أسوأ أخطاء الأمن السيبراني التي ينبغي لك الحذر منها
أهمية حماية مفاتيح فك التشفير
مفتاح فك التشفير هو العنصر الحاسم في عملية التشفير. إذا فُقِد أو تم الوصول إليه من قبل جهة غير مصرح لها، فإن التشفير يصبح بلا فائدة. ولحماية هذه المفاتيح اتبع الخطوات التالية:
- استخدم برامج إدارة كلمات المرور الموثوقة لتخزين مفاتيح التشفير فيها.
- فعل المصادقة الثنائية في برنامج إدارة كلمات المرور التي خزنت فيها المفاتيح.
- لا تخزن المفاتيح على الجهاز نفسه الذي يحتوي على البيانات المشفرة.
- احتفظ بنسخة احتياطية من المفاتيح في مكان آمن آخر.
تذكر أن فقدان المفتاح يعني فقدان الوصول إلى البيانات، لذا يجب التعامل معه كأصل رقمي مهم جداً.