فائزون بجائزة مبتكرون دون 35: تعرّف إلى السعودي فهد آل قريشة واليمنية أسماء العمودي وأبحاثهما حول خلايا الدم

فهد آل قريشة، المملكة العربية السعودية

نال فهد آل قريشة جائزة مبتكرون دون 35 من إم آي تي تكنولوجي ريفيو لعام 2022، وهو حاصل على درجة البكالوريوس من جامعة فاندربيلت، والماجستير من جامعة هارفارد، والدكتوراة في علم المناعة من جامعة واشنطن سياتل.

عمل أستاذاً باحثاً مساعداً في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية (كاكست)، وزميل أبحاث ما بعد الدكتوراة في جامعة روكفلر.

تجلّت اهتماماته البحثية في الاضطرابات المناعية البشرية الموروثة، والخطأ الخلقي في المناعة، وتحرير الجينوم المستهدف، وإنزيم فوسفوينوزيتيد 3 كيناز، واختصاره بي آي 3 كيه دلتا (PI3Kδ).

وركزت أبحاثه على إشارات إنزيم بي آي 3 كيه دلتا (PI3Kδ)، وهو إنزيم مهم لعمل النظام المناعي، لكن دوره في الخلايا البلازمية ما زال غامضاً. والخلايا البلازمية هي خلايا مناعية متمايزة عن الخلايا البائية، لها تطبيقات واسعة النطاق، تتراوح بين الأمراض المناعية الذاتية والأمراض الخبيثة، وصولاً إلى إنتاج اللقاحات والأجسام المضادة.

لحل هذا الغموض، درس آل قريشة وفريقه مرض نقص المناعة الأولي (APDS)، وهو مرض يصيب الخلايا المناعية البائية والتائية ويمنعها من أداء وظيفتها، وعمل على الحصول على فأر تجارب يحمل طفرة جينية تتسبب بإصابته بهذا المرض.

وكشفت دراسته أن زيادة قوة إشارات الإنزيم تؤدي إلى إعاقة توليد خلايا البلازما وتثبيط تركيب الأجسام المضادة، سواء ضمن الجسم الحي أو في المختبر. وباستخدام عملية كشف تتابع الحمض النووي (RNA)، والمجهر الإلكتروني، وبعض التقنيات الجزيئية والخلوية، أثبت الفريق أن تفعيل إشارات إنزيم بي آي 3 كيه دلتا في الخلايا البائية يعيق الالتهام الذاتي، ما يؤدي إلى زيادة الضغط على الشبكة الإندوبلازمية وموت خلايا البلازما، وبالتالي يقل عدد خلايا البلازما عن العدد المطلوب في الجسم، ويقلل من إنتاج الأجسام المضادة في كل من الجسم الحي وفي المختبر.

يشكل اكتشافه هذا أداة قوية للتلاعب بالخلايا البلازمية، وبالتالي الاستفادة من تطبيقاتها، وقد يستخدم الباحثون وشركات الأدوية البيولوجية قوة نشاط إنزيم بي آي 3 كيه دلتا في خلايا البلازما لتحسين أو تطوير علاجات الأمراض الناتجة عن خلل في عملها، واللقاحات المناسبة، واستراتيجيات إنتاج الأجسام المضادة في المستقبل.

أسماء العمودي، اليمن

نالت أسماء العمودي جائزة مبتكرون دون 35 من إم آي تي تكنولوجي ريفيو لعام 2022، وهي حاصلة على درجة الماجستير في العلوم البيولوجية، واختصت في بيولوجيا الخلية والبيولوجيا الجزيئية في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، وهي الآن مرشحة لنيل درجة الدكتوراة من الجامعة نفسها.

تركز أبحاثها على تحسين استخدام الخلايا الجذعية المكونة للدم (HSCs)، والمعزولة من دم الحبل السري المقدم من بنك دم الحبل السري السعودي، بهدف علاج أمراض الدم مثل مرض ابيضاض الدم (اللوكيميا)، والمعروف أيضاً باسم سرطان الدم.

تُعالَج بعض أمراض الدم عادة بإجراء عملية زرع نقي العظم، وتركز أبحاث أسماء العمودي على استراتيجيات تحسين كفاءة هذه العمليات، فقد طوّرت مجموعة أدوات من التقنيات الجزيئية لتعزيز توجيه الخلايا الجذعية المكونة للدم.

بالإضافة إلى ذلك، تمكّنت من شرح التكنولوجيا البيولوجية القوية التي تسمح بالمراقبة في المختبر لنشاط التدحرج الخلوي، وأنشأت أيضاً مجموعات بيانات لتسلسل الحمض النووي الريبي أحادي الخلية للخلايا الجذعية النادرة لدم الحبل السري البشري.

عالجت أبحاث العمودي مشكلتين مهمتين فيما يتعلق بالعلاج بالخلايا الجذعية:

صعوبة الحصول على كميات كافية من الخلايا الجذعية من المريض نفسه، وصعوبة الحصول على خلايا من متبرعين بسبب ضآلة نسبة التوافق وراثياً بين المتبرع والمريض.
أثناء الزرع، تُحقن الخلايا الجذعية عن طريق الوريد، ولكن يصل عدد قليل منها إلى نقي العظم، وهو العضو المسؤول عن توليد مكونات الدم.

لحل هاتين المشكلتين، قيّمت الباحثة آليات توجيه الخلايا الجذعية من دم الحبل السري المقدم من بنك دم الحبل السري السعودي، ثم استخدمت تقنيات جزيئية مختلفة لتحسين كفاءة توجيه هذه الخلايا، ومنع انتكاس سرطانات الدم البشرية.

تهدف أيضاً إلى تحديد مصادر بديلة لمجموعات الخلايا الجذعية التي يحتمل زرعها. بالإضافة إلى ذلك، يوفر عملها أساساً لاستراتيجيات زرع ناجحة تعتمد على مجموعات الخلايا الجذعية غير المستخدمة حالياً.

حصلت العمودي على براءتي اختراع على مستوى العالم عن الأبحاث التي قدمتها، وحصلت أيضاً على زمالة لوريال- اليونسكو للمرأة في العلوم في الشرق الأوسط عام 2019، ومُنحت جائزة BESE Dean’s عام 2022.