تعرف على الباحث الجزائري فؤاد بوسطوان وإنجازاته في مجال الذكاء الاصطناعي

3 دقائق
فؤاد بوسطوان
حقوق الصورة: موقع إي آي جورناليزم. تعديل إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية.

طفولته ونشأته

ولد فؤاد بوسطوان وترعرع في مدينة عنابة الجزائرية، وكان مدركاً منذ صغره لما سيكون عليه مستقبلاً، وذلك حسب حديثه في مقابلة أجراها مع موقع "سكاي نيوز عربية"، فقد كان طفلاً فضولياً محباً للاكتشاف، مغرماً بالرياضيات والفيزياء، يحاول دائماً فهم سر الأشياء، خاصة تلك المتعلقة بعلم الفضاء والفيزياء والعلوم، كما كان قارئاً جيداً لكتب كبار مؤلفي الخيال العلمي والذكاء الاصطناعي. والأمر الأهم الذي عزز طموحه في علم الرياضيات دراسته في مدرسة قرآنية، تعلم فيها النظر إلى الآيات القرآنية بنظرة رياضية، وكأنها خوارزميات.

دراسته الأكاديمية

عاش بوسطوان تجربة نجاح دراسية ملهمة، لكنها لم تخلُ من المصاعب، إلا أنها نقلته من كونه مجرد طالب إلى أحد أفضل خبراء الذكاء الاصطناعي في أميركا، ويصف تلك المرحلة خلال مقابلته مع موقع "البلاد.نت" بأنها لم تكن سهلة، فقد واجه ظروفاً مادية صعبة دفعت والده إلى الانتقال للعمل في ولاية أخرى لمدة 3 أشهر، حتى يستطيع شراء جهاز كمبيوتر يساعده على تعلم البرمجة.

توجه بعد حصوله على درجة البكالوريا عام 2005 إلى "جامعة باجي مختار عنابة"، واختار شعبة الرياضيات والإعلام الآلي، ليحصل منها على درجة البكالوريوس في الرياضيات وعلوم الكمبيوتر عام 2008، والماجستير في الذكاء الاصطناعي عام 2010، وسعى خلال تلك الفترة إلى إجراء الأبحاث والوصول إلى المزيد من المعلومات، ونشر مقالاً حول كيفية اكتشاف الماء أو النفط في الصحراء عبر الأقمار الاصطناعية.

أصر على استكمال مشواره الدراسي حتى حصل على درجة الدكتوراه في الذكاء الاصطناعي والرؤية الحاسوبية عام 2014 بإشراف جزائري- فرنسي، إذ كان يتنقل كل 6 أشهر بين "جامعة عنابة" وجامعات فرنسية، ليعمل على أطروحته في استخدام الذكاء الاصطناعي في الجانب الأمني.

قرر عام 2015 السفر إلى الولايات المتحدة الأميركية بعد أن حصل على منحة بحثية من مركز الذكاء الاصطناعي التابع لـ "جامعة لاس فيغاس" في ولاية نيفادا، وحصل خلال تلك الفترة على شهادة دكتوراه مُكافئة لشهادته الدكتوراه، وبعد نجاحه في الاختبارات، تمت معادلة شهادته ومنحه شهادة دكتوراه أميركية في الإعلام الآلي والذكاء الاصطناعي.

اقرأ أيضاً: تعرف على العالم الجزائري نضال قسوم وإنجازاته في مجال الفيزياء الفلكية

مسيرته المهنية

شارك بتأسيس شركة "روبوتيكس آند إنتيليجنت كومبيوتنغ ستارت آب" (Robotics and Intelligent Computing Startup) عام 2014، وهي شركة ناشئة تم تأسيسها من قبل باحثين شباب موهوبين لتطوير منصات آلية ديناميكية هوائية مستقلة، وكانت مهمته فيها كمؤسس مشارك وعالم في الذكاء الاصطناعي، هي قيادة فريق مكون من 5 علماء لتطوير نماذج التعلم العميق المحسنة، ثم عمل أستاذاً مساعداً في "المدرسة الوطنية للأعمال والتكنولوجيا" بولاية عنابة بين 2014 و2015، وبعد قصده أميركا، عمل باحثاً لما بعد الدكتوراه في "جامعة نيفادا" بين 2015 و2016.

قرر بعدها مغادرة الوسط الأكاديمي والتوجه نحو المجال الصناعي، فانضم إلى شركة "غرينجر" (Grainger) للإمدادات الصناعية ليعمل فيها عالم بيانات أول بين 2016 و2018، ومسؤول علماء البيانات بين 2018 و2020، ليتولى بعدها منصب كبير علماء البيانات وقائد فريق الذكاء الاصطناعي، وهو المنصب الذي يشغله في الوقت الحالي (2021).

منافسة واستحقاق

فاز في مسابقة علمية نظمتها شركة "تيك إن موشن" للتكنولوجيا والابتكارات، نافس فيها أكثر من 500 مترشحاً في مجال الذكاء الاصطناعي بأميركا، بعد أن ابتكر منظومة مسح اصطناعية تسمح بالتعرف على المنتوجات الصناعية والصيدلانية والطبية في أقل من 3 ثوانٍ، وتستطيع معرفة حتى أنواع الأقنعة ومستوى الحماية الذي توفره من فيروس كورونا، في الوقت الذي لم تبلغ فيه منظومات المسح الاصطناعي الموجودة في السوق لا السرعة ولا الدقة التي توصلوا إليها.

عمل على المنظومة مع 80 باحثاً ومهندساً أشرف عليهم في شركة "غرينجر"، واختارت اللجنة المكونة من 15 عالماً بمجال التكنولوجيا مشروعهم من بين أفضل 500 مشروعاً، وتم تتويجه بجائزة أفضل مدير تنفيذي في مجال الذكاء الاصطناعي، بعد أن أُجري استفتاء لاختيار أفضل مدير تنفيذي لأبحاث الذكاء الاصطناعي في مدينة شيكاغو الأميركية.

اقرأ أيضاً: تعرف على الباحث الجزائريّ كمال يوسف تومي وإسهاماته في تطوير المجاهر والروبوتات

دعمه لبلده الأم 

نشر بوسطوان أكثر من 40 بحثاً علمياً في عدة مجلات، وحصل على أكثر من 10 براءات اختراع، ويسعى لأن يدعم المجتمع البحثي في بلده الجزائر، ويشارك معه خبرته في مجال الذكاء الاصطناعي بأميركا ومع الشركات الحاضنة للتكنولوجيا في الجزائر، ويوجه رسالة للشباب الجزائري أنه مهما كانت الظروف والعراقيل يجب أن يثقوا في أنفسهم ولا يضعوا سقفاً لأفكارهم وطموحاتهم.

وفي إطار دعمه لبلده الجزائر وللبحث العلمي فيها، أطلق مبادرة أواخر عام 2021 دعا فيها الطلبة والباحثين الذين يعملون في مجال الذكاء الاصطناعي إلى إرسال سيرتهم الذاتية مع وصف صغير لمشروعهم، ليتبرع لهم بأجهزة خاصة بالذكاء الاصطناعي، ليستفيدوا منها دون مقابل، وأكد أنه سيساعد المهتمين شخصياً على تجسيد مشاريعهم.

المحتوى محمي