أصبحت الأجهزة القابلة للارتداء جزءاً لا يتجزأ من صناعة الإلكترونيات الاستهلاكية، حيث تأتي بأشكالٍ مختلفة وتخدم مجموعة واسعة من الأغراض، ومن ضمنها الساعات الذكية التي تعتبر إحدى فئات الأجهزة القابلة للارتداء الأكثر شعبية على مستوى العالم.
فوفقاً لتقرير منصة الإحصائيات (Statista)، من المتوقع أن تحقق سوق الساعات الذكية العالمية إيرادات تبلغ نحو 45 مليار دولار بنهاية العام الحالي 2023، مع شحنات تزيد على 300 مليون وحدة، بينما يُقدّر تقريرٌ آخر صادر عن فورتشن بيزنس إنسايت (Fortune Business Insights) أن حجم سوق الساعات الذكية العالمية عام 2022 وصل إلى 25 مليار دولار، ومن المتوقع أن ينمو إلى 77 مليار دولار بحلول عام 2030.
تبرز الإحصائيات أعلاه مدى شعبية الساعات الذكية بعد أن أصبحت أداة تكنولوجية رئيسية في الحياة اليومية، لذا إذا كنت مهتماً بشراء ساعة ذكية، فهناك بعض العوامل التي يجب مراعاتها والتي يمكن أن تساعدك على اتخاذ قرار مستنير. وفي هذا المقال سنقدّم إليك بعض النصائح المهمة لمساعدتك على اختيار الساعة الذكية التي تناسبك.
لماذا ينبغي عليك امتلاك ساعة ذكية؟
هناك عدة أسباب قد تجعلك ترغب في امتلاك ساعة ذكية، منها:
قراءة الإشعارات في أثناء التنقل
الميزة الأكثر فائدة وأهمية في الساعات الذكية هي إمكانية قراءة الإشعارات، حيث يمكنك تلقي الإشعارات جميعها في الوقت الفعلي دون الحاجة إلى الهاتف الذكي. على سبيل المثال، يمكنك التحقق من إشعارات التطبيقات المهمة جميعها وإشعارات المكالمات وتنبيهات الرسائل النصية القصيرة مباشرة على الساعة.
إجراء المكالمات واستقبالها مباشرة
يتميز معظم الساعات الذكية بخاصية الاتصال عبر البلوتوث، ما يسمح لك بإجراء المكالمات واستقبالها من خلال الساعة بسهولة، واستخدام مكبر الصوت والميكروفون المدمجين بها. علاوة على ذلك، هناك عدة ساعات ذكية تدعم الشريحة الإلكترونية إي سيم (eSIM) المخصصة للاتصال ونقل البيانات.
اقرأ أيضاً: ما هي شرائح إي سيم eSIM؟ وكيف ستغير عالم الاتصالات؟
تسجيل عدد خطواتك اليومية
يدعم معظم الساعات الذكية حساب خطوات المشي والجري طوال اليوم، حيث يمكنك من خلال تسجيل الخطوات المحسوبة معرفة الخطوات التي مشيتها خلال اليوم والسعرات الحرارية التي حُرقت، ما يساعدك على إكمال أهداف اللياقة البدنية اليومية التي تتطلع إلى الوصول إليها.
تسجيل بيانات النشاط أو التمرين
يحتوي معظم الساعات الذكية على أوضاع نشاط أو تمرين متعددة لتسجيل بيانات التمرين المحددة الخاصة بك، ويمكن للبعض منها أيضاً مراقبة معدل ضربات القلب وضغط الدم وأنماط النوم، ويمكن أن تساعدك هذه البيانات على الوصول إلى أهداف اللياقة البدنية الخاصة بك بشكلٍ أسرع، بالإضافة إلى تقديم نظرة عامة عن صحتك وإجراء تغييرات في نمط حياتك لتحسينها.
اقرأ أيضاً: مايكروسوفت تطوّر قماشاً ذكياً يُتيح لملابسك التواصل مع هاتفك
استخدامها للتنقل باستخدام الخريطة
يوفّر بعض الساعات الذكية ميزة عرض الخرائط، وهو أمر مفيد عند القيادة أو المشي في منطقة غير مألوفة، حيث يمكنك الحصول على الاتجاهات ورؤية الخريطة على معصمك دون الحاجة إلى إخراج هاتفك الذكي.
مراقبة مواقع الأطفال الجغرافية
يمكن استخدام الساعات الذكية لتتبع موقع طفلك لضمان سلامته، حيث يأتي معظمها مزوداً بميزات مثل نظام تحديد المواقع العالمي، ومكالمات الطوارئ، والسياج الجغرافي، التي من شأنها أن تنبهك عندما يغادر طفلك منطقة معينة تم تحديدها مسبقاً.
اقرأ أيضاً: ما العلاقة بين نظام تحديد الموقع العالمي والأقمار الصناعية؟
التحكم في تطبيق الموسيقى
عند الاستماع إلى الأغاني على هاتفك قد يكون من المزعج فتح قفل شاشة الهاتف بشكلٍ متكرر لتغيير الأغاني، لكن تعمل الساعات الذكية على تسهيل التحكم بتطبيق الموسيقى في هاتفك بما في ذلك التشغيل أو الإيقاف المؤقت، وتشغيل الأغنية التالية أو السابقة، وضبط مستوى الصوت من الساعة الذكية فقط.
7 عوامل عليك مراعاتها قبل شراء ساعة ذكية
إذا كنت مهتماً بشراء ساعة ذكية فهناك بعض العوامل التي تجب مراعاتها ويمكن أن تساعدك على اتخاذ قرار مستنير، إليك بعض النصائح لمساعدتك على اختيار الساعة الذكية التي تناسبك:
1- التوافق
نظراً إلى أن معظم الساعات الذكية مصممة لتكون بمثابة أداة مرافقة لهاتفك الذكي فإن عامل التوافق مهم جداً، لذا تأكد من أن الساعة الذكية التي تختارها متوافقة مع هاتفك الذكي، فقد يتطلب بعض الميزات مزامنة الهاتف. على سبيل المثال تعمل ساعات آبل الذكية فقط مع هواتف آيفون.
2- نوعية الاستخدام
ضع في اعتبارك الغرض الذي ستستخدم الساعة الذكية من أجله، إذا كنت تبحث عن ساعة ذكية يمكنها مساعدتك على تتبع أهداف لياقتك البدنية، فقد ترغب في التفكير في ساعة ذكية توفر ميزات تتبع اللياقة البدنية، وإذا كنت تبحث عن ساعة ذكية يمكنها مساعدتك في البقاء على اتصال أثناء التنقل، فقد ترغب في التفكير في ساعة ذكية للاستخدام اليومي.
اقرأ أيضاً: تعرّف إلى مولدات الطاقة النانوية التي ستلغي البطاريات من الأجهزة القابلة للارتداء
3- التصميم والتخصيص
يوفّر معظم الساعات الذكية إمكانية اختيار السوار أو القدرة على استبداله، وهو ما يُعدُّ أمراً مهماً إذا كنت تريد تخصيص مظهر ساعتك. على سبيل المثال، يمكنك اختيار لون السوار ومادته، بالإضافة إلى ذلك ضع في اعتبارك أن الساعة توفّر لك الراحة عند ارتدائها وكذلك السهولة التي يمكنك من خلالها ربط الساعة بمعصمك.
4- الميزات
تأتي الساعات الذكية مع مجموعة واسعة من الميزات مثل تتبع اللياقة البدنية، وتتبع النوم، ومراقبة القلب، ونظام تحديد المواقع العالمي، والخرائط، والموسيقى، والإشعارات، لذا فكّر في الميزات التي تهمك واختر ساعة ذكية توفّر هذه الميزات.
5- عمر البطارية
يميلُ معظم الساعات الذكية ذات الشاشات الملونة إلى الاستمرار مدة يوم أو يومين بشحنة واحدة وأحياناً أقل من يوم واحد، لذلك ستحتاج إلى التفكير في عدد المرات التي ترغب فيها بالاستمرار في شحن ساعتك.
اقرأ أيضاً: بطاريات الليثيوم-أيون تخطو خطوة كبيرة عبر منتج صغير
6- الشحن
لن تدوم الساعات الذكية التي تأتي بميزات الاتصال الصوتي فترة طويلة تقريباً عند استخدامها هاتفاً، بينما تميلُ الساعات الذكية الهجينة التي تبدو أشبه بالساعات التناظرية إلى التمتع بأطول عمر للبطارية، ولكنها لا تحتوي على شاشات تعمل باللمس.
7- السعر
تأتي الساعات الذكية بخيارات مختلفة من الأسعار، لذا حدد ميزانيتك واختر الساعة الذكية التي تناسب ميزانيتك.
إذا كنت لا تزال غير متأكد من الساعة الذكية التي ينبغي عليك شراؤها، فيمكنك زيارة موقع اختبار الساعة الذكية التابع لصحيفة واشنطن بوست الذي سيزوّدك بتوصيات مخصصة بناءً على متطلباتك وميزانيتك، حيث سيكون لديك بعض الأسئلة القصيرة التي يمكنك الإجابة عنها مثل الهدف من شراء الساعة الذكية والميزانية التي وضعتها، والميزات التي ترغب فيها، ثم يزوّدك بقائمة من الساعات الذكية الموصى بها بحسب الإجابات التي قدمتها.
هناك العديد من الفوائد لامتلاك ساعة ذكية، حيث يمكنها أن تجعل حياتك اليومية أسهل وأكثر إنتاجية وصحة، لذا إذا كنت تفكر في شراء واحدة، فتأكد من البحث في النماذج والميزات المختلفة المتاحة للعثور على الطراز الذي يناسب احتياجاتك.