صممت شركة التكنولوجيا الحيوية إنسيليكو ميدسين (Insilico Medicine) دواءً لعلاج مرض التهاب الأمعاء (IBD) الذي لا توجد علاجات جيدة له حالياً، وذلك بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، وقد دخل المرحلة الأولى من التجارب السريرية على البشر الأصحاء.
التهاب الأمعاء وعلاجاته المتوفرة حالياً
يتميز مرض التهاب الأمعاء (IBD) بالتهاب القولون والأمعاء الدقيقة، ما يؤدي إلى التهاب القولون التقرحي، وداء كرون. يؤثّر التهاب القولون التقرحي بالمقام الأول في القولون والمستقيم، في حين يؤثّر مرض كرون في الجهاز الهضمي بأكمله.
وتتميز هذه الأمراض بالالتهاب المزمن وإصابة الغشاء المخاطي وفقدان وظيفة الحاجز الظهاري المعوي.
يُعالَج التهاب الأمعاء حالياً بمضادات الالتهاب التي تتطلب تثبيط المناعة لتعمل، ما يؤدي إلى أمراض خبيثة والتهابات مستمرة، أو يُعالَج بإعطاء مستحضرات بيولوجية محددة عن طريق الوريد (IV) أو عن طريق الحقن الذاتي. تُخفف هذه الأدوية من الأعراض لكنها لا تشكّل علاجاً دائماً.
ويزيد بعضها من خطر الإصابة بالأورام الخبيثة واعتلال الشبكية والتجلّط وفرط بوتاسيوم الدم وارتفاع ضغط الدم.
اقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي يسهم في اكتشاف عقار يقضي على البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية
إنسيليكو ميدسين تتوصل إلى علاج لالتهاب الأمعاء بمساعدة الذكاء الاصطناعي
ركّز الباحثون في إنسيليكو ميدسين على إيجاد دواء جديد يعمل على إصلاح بطانة الأمعاء ويُعيد بناءها، ما يخفف الالتهابات، وبالتالي يشعر المريض بتحسن على المدى الطويل.
صممت الشركة الدواء بالاستعانة بمنصتين للذكاء الاصطناعي خاصتين بها تُسمّيان "كيميستري 24" (Chemistry42) و"فارما أيه آي" (Pharma.AI)، تساعدان على تصميم جزيئات جديدة وفقاً لتوجيهات المؤلفين وتعليماتهم.
بداية، صمم فريق البحث عدداً كبيراً من الأدوية المحتملة، واختبروها، وقرروا في النهاية أن ISM5411 هو الدواء الأنسب للتطبيق السريري. يُؤخذ عن طريق الفم، ويؤثّر فقط في الجهاز الهضمي، ويستعيد وظيفته الطبيعية عبر تعزيز شفاء الغشاء المخاطي المبطن له، دون أي تأثير على مناطق الجسم الأخرى.
إذا رُخِص الدواء، فسيكون أول دواء لعلاج مرض التهاب الأمعاء عن طريق تثبيط مجال يُسمَّى "البروليل هيدروكسيلاز" (PHD)، وهو البروتين الذي يتحكم في جينات الجسم التي تدافع عن الحاجز المعوي.
بدأت الشركة الآن تجربة الدواء سريرياً على 76 متطوعاً في أستراليا لتقييم السلامة والتحمل والحركية الدوائية والتأثيرات الغذائية. وعند انتهائها، تعتزم بدء تجربة سريرية عالمية متعددة المراكز مع ثلاث مجموعات علاجية ومجموعة علاج وهمي واحدة في الولايات المتحدة الأميركية والصين ودول أخرى.
إنسيليكو ميدسن واكتشاف الأدوية عبر الذكاء الاصطناعي
تعد شركة إنسيليكو ميدسن من الشركات المتقدمة في اكتشاف الأدوية عبر الذكاء الاصطناعي، فقد سبق وطوّرت 30 مُركّباً جديداً لعلاج السرطان والاضطرابات العصبية وكوفيد-19 وغيرها، وتختبر الآن العديد من هذه الأدوية سريرياً. وقد بدأت المرحلة الثانية في التجارب السريرية على البشر لدواء يعالج التليف الرئوي المجهول السبب.
يعد ISM5411 برنامج الأدوية الخامس المعتمد على الذكاء الاصطناعي للشركة الذي يدخل التجارب السريرية، مع استكمال الجرعة الأولى من الأشخاص الأصحاء في أستراليا.
اقرأ أيضاً: كيف سيعمل الذكاء الاصطناعي مع البشر لمستقبل أفضل في الرعاية الصحية؟
يعتقد فريق البحث أن نجاح التجارب السريرية يفتح الباب أمام علاجات جديدة وأقل تكلفة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، ما قد ينقذ الأرواح ويخفّض تكاليف أنظمة الرعاية الصحية.