نجحت عربة ناسا الجوالة بيرسيفيرانس أخيراً في جمع بعض الصخور والتربة من المريخ، وهي المرة الأولى التي نتمكن فيها من الحصول على عينة من الكوكب.
ماذا حدث؟
قامت العربة الجوالة بالحفر في الصخرة المسماة روشيت قرب حفرة جيزيرو، ونجحت في اقتطاع نواة صخرية بحجم الإصبع ووضعها في أنبوب من التيتانيوم. سيمضي فريق بيرسيفيرانس بعض الوقت في تصوير المحتويات وتأكيد وجود العينة داخل الأنبوب، وبعد ذلك ستتابع العربة الجوالة عملها محتفظة بالعينة في مكان آمن. وقد نشر آدم ستيلتزنر، وهو المهندس الرئيسي في البعثة، تغريدة تؤكد الاستحصال على العينة.
إنه تغير إيجابي في الأحداث مقارنة بما حدث في بداية أغسطس، عندما نفذت بيرسيفيرانس محاولتها الأولى للحصول على العينة؛ حيث اكتشف العلماء لاحقاً أن أنبوب الجمع بقي فارغاً. ولسوء الحظ، كانت آلية استخراج النواة الصخرية قد اخترقت الصخر الهش وحولته إلى مسحوق، فوقع بعد ذلك على الأرض قرب فتحة الثقب. ومن أسباب اختيار روشيت هي المعلومات التي تشير إلى أنها مكونة من صخور أكثر تماسكاً، ما يزيد من احتمال النجاح في التقاطها ضمن الأنبوب.
لماذا يعد هذا الحدث مهماً؟
يعد جمع العينات أحد أهم أهداف هذه البعثة. وقد قامت ناسا بتزويد بيرسيفيرانس بـ 43 أنبوباً لجمع العينات، وذلك على أمل ملئها بعينات الصخور والتربة من المريخ لإرسالها يوماً ما إلى الأرض. ويُعتقد أن حفرة جيزيرو -التي يبلغ طولها 45 كيلومتراً- هي موقد دلتا نهر قديم. وإذا كانت الحياة قد وُجدت سابقاً على المريخ خلال حقبته الغنية بالمياه منذ مليارات السنوات، فسوف تكون هذه الحفرة أحد أفضل الأماكن التي توجد فيها الحياة المتحجرة.
وعلى الرغم من أن بيرسيفيرانس مدججة بالعديد من الأدوات التي ستخبرنا الكثير عما يوجد في جيزيرو، فإن أفضل فرصة للبحث عن الدلائل الحيوية وآثار الحياة الميكروبية هي في مختبر على الأرض.
ما الخطوة القادمة؟
ما زالت عملية نقل العينات من المريخ إلى الأرض قيد التخطيط، وذلك على شكل بعثة مشتركة بين ناسا وإيسا. ويتلخص الهدف بإرسال عربة جوالة ناقلة إلى المريخ بحلول العام 2029 على الأقل؛ ما يعني أن العينات لن تصل إلى الأرض قبل 2031.
في هذه الأثناء، ليست هذه سوى واحدة من العديد من عمليات جمع العينات للعربة الجوالة بيرسيفيرانس. وستواصل العربة الجوالة رحلتها حول جيزيرو، وذلك في منافسة جادة مع رفيقتها الجوية إنجينيويتي، وهي حوامة صغيرة نفذت 12 عملية تحليق على المريخ حتى الآن. وعلى الرغم من أن إنجينيويتي لم تكن في البداية سوى تجربة تكنولوجية، فقد تبين أنها تتمتع بقدرات كبيرة دفعت ناسا إلى تحويلها إلى منصة لمسح المريخ في إطار البعثة.