نظرة جديدة إلى كوكب الزهرة من مركبة فضائية متجهة إلى عطارد

2 دقائق
نظرة جديدة إلى كوكب الزهرة من مركبة فضائية متجهة إلى عطارد
منظر لكوكب الزهرة من مركبة بيباي كولومبو أثناء مرورها بقربه على بعد حوالي 14,000 كيلومتر. مصدر الصورة: وكالة الفضاء الأوروبية/ بيباي كولومبو/ وحدة عبور عطارد

تقوم بيباي كولومبو (BepiColombo)، وهي بعثة مرتبطة بكوكب عطارد تديرها وكالة الفضاء الأوروبية بالاشتراك مع الوكالة اليابانية لاستكشاف الفضاء جاكسا (JAXA)، بالتقاط كنز من الصور الجديدة وجمع بعض البيانات الحديثة التي قد تتيح استخلاص معلومات إضافية حول الغلاف الجوي لكوكب الزهرة وما إذا كان موطناً لحياة فضائية.

ما تفاصيل الحصول على هذه الصور؟

في صباح يوم الخميس، مرّت مركبة بيباي كولومبو -في أثناء رحلتها الطويلة إلى عطارد- بالقرب من كوكب الزهرة على بعد حوال 10,718 كيلومتر. ويهدف التحليق القريب إلى الاستفادة من قوة جاذبية كوكب الزهرة كقوة لخفض سرعة المركبة الفضائية وضبط مسارها إلى وجهتها النهائية.

ضجيج حياة على كوكب الزهرة

على الرغم من أن التحليق القريب كان مقرراً لأغراض المناورة، إلا أنه أتاح للعلماء فرصة لإلقاء نظرة عن كثب على كوكب الزهرة. وقد اكتسب هذا التحليق القريب اهتماماً أكبر منذ أن تم الكشف خلال الشهر الماضي عن وجود الفوسفين في سُحُب الزهرة، وهي إشارة محتملة على وجود نشاط بيولوجي على هذا الكوكب. إذا كان الفوسفين موجوداً بالفعل، فهناك احتمال لا بأس به أن يكون نتاج نشاط بيولوجي، وهذا يعني أن الحياة قد تكون موجودة في الغلاف الجوي السميك الغني بالكربون. ومع ذلك، فمن الممكن أيضاً أن تكون آثار الفوسفين هذه ناتجة عن عمليات كيميائية طبيعية غريبة غير موجودة على الأرض. ومع أن هذا الاكتشاف سيكون رائعاً، لكنه بعيد كل البعد عن اكتشاف مخلوقات فضائية.

ما الذي رصدته البعثة بالضبط؟

لا تزال معظم أدوات بيباي كولومبو محفوظة جيداً حتى موعد لقائها مع عطارد، بما في ذلك الكاميرا الأساسية. أما الأدوات التي تعمل في الوقت الحالي (ما مجموعه 10 أدوات) فهي مصممة بشكل أساسي لدراسة كوكب عطارد الذي لا يمتلك غلافاً جوياً. ومع ذلك، تمكنت المركبة الفضائية من جمع القليل من البيانات التي قد تحمل بعض الفائدة.

سلسلة صور تم التقاطها أثناء تحليق بيباي كولومبو القريب من كوكب الزهرة في 15 أكتوبر.
مصدر الصورة: وكالة الفضاء الأوروبية/ بيباي كولومبو/ وحدة عبور عطارد

تم تشغيل كاميرتين صغيرتين تواجهان المركبة الفضائية نفسها، وتمكنتا من التقاط عدة صور لكوكب الزهرة (محجوبة قليلاً بسبب مقياس المغناطيسية وهوائي المسبار). كما التقط المطياف الموجود على متن المركبة (الذي يقيس انبعاثات الأطوال الموجية الكهرومغناطيسية للكشف عن كيمياء الأجسام الأخرى) أكثر من 100,000 صورة طيفية لغلاف كوكب الزهرة. بينما قامت أدوات أخرى بدراسة درجة حرارة الكوكب وكثافته بالإضافة إلى بيئته المغناطيسية وكيفية تفاعله مع الرياح الشمسية.

لا تتوقعوا الكثير من النتائج قريباً

من غير المرجح أن يكون مقياس الطيف والأدوات النشطة الأخرى قد تمكن من دراسة جزيئات الفوسفين على كوكب الزهرة أثناء هذا التحليق القريب. غير أن هذه الأدوات قد تنجح في توفير إشارات على وجود بصمات حيوية أخرى من شأنها أن تعزز الأدلة على الحياة المحتمَلة على الزهرة.

علاوة على ذلك، يمكن اعتبار هذا التحليق الأول القريب من كوكب الزهرة بمثابة تمرين تدريبي لجولة تحليق ثانية ستجريها بيباي كولومبو في أغسطس عام 2021. الآن، وقد أصبح لدى فريق البعثة فكرة أفضل حول كيفية تحسين معايرة هذه الأدوات لدراسة كوكب الزهرة عن كثب، ستتاح لهم فرصة أفضل للقيام ببعض عمليات جمع البيانات بشكل أفضل في العام المقبل، عندما يتقلص بُعد المركبة عن الزهرة إلى 547 كيلومتراً فقط. ورغم ضآلة احتمالات اكتشاف الفوسفين أثناء ذلك التحليق القريب الثاني، لكنها ليست معدومة. ومن الممكن أن يتم رصد آثار بصمات حيوية أخرى أيضاً.

ماذا عن عطارد؟

ستقوم البعثة بأول تحليق قريب من عطارد في أكتوبر القادم. وتتألف مركبة بيباي كولومبو من ثلاث مركبات فضائية مستقلة، وستنفصل هذه المركبات تماماً عن بعضها البعض عندما تدخل البعثة مدار عطارد في عام 2025.

المحتوى محمي