كيف يمكن أن تستفيد صناعة الطيران من أساليب التحليل المتطورة للبيانات؟

2 دقيقة
"كيف يمكن أن تستفيد صناعة الطيران من أساليب التحليل المتطورة للبيانات؟ "
حقوق الصورة: shutterstock.com/LariBat

لا يعتبر قطاع الطيران في دولة الإمارات العربية المتحدة مجرد صناعة فحسب؛ بل منارة للتقدم والابتكار. وفي ضوء النمو القياسي في الحركة الجوية وأعداد المسافرين، استقبلت مطارات دولة الإمارات 62.79 مليون مسافر في النصف الأول من عام 2023، وهو ما يمثّل زيادة ملحوظة بنسبة 46% مقارنة بالعام السابق. وفي الوقت نفسه، ارتفعت الحركة الجوية إلى 446,704 رحلة خلال الفترة نفسها، ما يؤكد مرونة القطاع وزخمه الثابت.

اقرأ أيضاً: ما هو مستقبل علم البيانات؟

مرونة قطاع الطيران في دولة الإمارات العربية المتحدة

أظهر قطاع الطيران في دولة الإمارات مرونة ملحوظة، تجسدت في الذروة التي شهدها مطار دبي الدولي قبل الجائحة في مارس/آذار 2023، حيث استقبل 7.3 مليون مسافر. وتؤكد هذه المرونة قدرة القطاع على التكيُّف والازدهار في مواجهة التحديات، وهذا بدوره يقود القطاع نحو آفاق جديدة من النجاح.

من المتوقع أن تنمو حصة الشرق الأوسط من الأسطول العالمي من 4.9% عام 2023 إلى 6% عام 2033، ما يُسلّط الضوء على دور المنطقة المحوري في تشكيل مستقبل الطيران. وعلى الرغم من الجائحة، فقد شهدت سوق الطيران في الشرق الأوسط وتيرة انتعاش متسارعة طوال عام 2022، ما وضع الأساس للنمو المستدام خلال العقد المقبل.

وتأتي دبي في طليعة هذا التطور، حيث نجحت في تعزيز جهودها الدؤوبة لتحقيق التميز والرؤية الاستراتيجية وترسيخ مكانتها مركزاً عالمياً للطيران. إذ إن التزام دولة الإمارات بالابتكار والتقدم في مجال الطيران واضح، ما يشكّل سابقة لهذه الصناعة في مختلف أنحاء العالم.

اقرأ أيضاً: ما أبرز طرق وأدوات تحليل البيانات الضخمة؟

أهمية تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في تشكيل مستقبل الطيران

وفي هذا المشهد الديناميكي للنمو والابتكار، تظهر أهمية تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في تشكيل مستقبل الطيران. وفي الوقت الذي أصبحت فيها صناعة الطيران تعتمد بشكلٍ متزايد على البيانات، فإن المتخصصين أصحاب المهارات التحليلية المتقدمة على استعداد لإحداث ثورة في الطريقة التي نتنقل بها في السماء.

ومن أجل مواكبة هذا التطور، طرحنا برنامج ماجستير العلوم في التحليلات في جامعة هاريسبورغ بما يتماشى مع الرؤية، حيث يقدّم رحلة تعليمية تحويلية تعمل على سد الفجوة بين علم البيانات والطيران. وتتجسد أهمية علم التحليلات بتحسين مسارات الطيران إلى تعزيز بروتوكولات السلامة، ويؤدي دوراً حاسماً في استخلاص رؤى مفيدة من الكم الهائل من البيانات التي أُنشِئت يومياً في مجال الطيران.

وتُتيح الصيانة التنبؤية المدعومة بالتحليلات لشركات الطيران توقع أعطال المعدات وضمان سلامة الركاب من خلال تلبية احتياجات الصيانة بشكلٍ استباقي. علاوة على ذلك، توجّه التحليلات شركات الطيران نحو المسارات المثلى، ما يقلل من استهلاك الوقود والتأثير البيئي مع زيادة الكفاءة التشغيلية إلى الحد الأقصى.

كما أن قوة التحليلات الاستباقية تسهم في تحسينات السلامة، والخدمات الشخصية، والتجارب المخصصة على متن الطائرة. وفي مجال الطيران على نحو أكبر، تحتل التحليلات مركز الصدارة، حيث تحوّل البيانات إلى رؤى قابلة للتنفيذ تقود إلى اتخاذ قرارات دقيقة وتضمن سلامة الركاب ورضاهم.

وفيما يتعلق بأولئك الذين يفكرون في العمل في مجال تحليلات الطيران، فإن الآفاق واعدة. يوفّر العمل محلل بيانات في مجال الطيران مساراً وظيفياً فريداً ومجزياً مع العديد من المزايا، كما يسهم تزايد الطلب على الخبرة في تحليل البيانات في صناعة الطيران في خلق آفاق وظيفية ممتازة وأمن وظيفي للمحترفين في هذا المجال.

اقرأ أيضاً: كيف تستخدم الشركات والمؤسسات البيانات الضخمة؟

وبما أننا نتحدث عن التقدم والابتكار، يبرز تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات محفزاً حيوياً لدفع صناعة الطيران إلى الأمام. في هذا المشهد الديناميكي للنمو والابتكار، تظهر أهمية تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. مع اعتماد صناعة الطيران بشكلٍ متزايد على الأساليب المعتمدة على البيانات، فإن المهنيين المسلحين بالمهارات التحليلية المتقدمة على استعداد لإحداث ثورة في الطريقة التي نتنقل بها في السماء، وستشكّل خبراتهم مستقبل الطيران، ما يضمن رحلات أكثر أماناً وكفاءة واستدامة للجميع. ومن خلال تزويد المهنيين المستقبليين بالمهارات التحليلية اللازمة، فإننا نمكّنهم من إحداث تأثير ملموس في واحدة من أكثر الصناعات حيوية وديناميكية في العالم. دعونا معاً نرسم مساراً نحو تجارب سفر جوي أكثر أماناً وكفاءة وإرضاءً للجميع.

المحتوى محمي