كم سيكلفك السماح لضيوفك بشحن سياراتهم الكهربائية في منزلك؟

هل يجب أن أخلع حذائي؟ هل يمكنني تناول كأس من الشراب؟ هل يمكنني شحن هاتفي في مكانٍ ما؟

عندما تستقبل ضيوفاً في منزلك، ستتلقى من هذه الأسئلة حتماً. الآن، ومع زيادة مبيعات السيارات الكهربائية بنسبة 85% في العام الماضي لوحده في الولايات المتحدة، والتوقعات التي تشير إلى نموها أكثر في المستقبل القريب، يجب أن تكون مستعداً لسؤال جديد: هل يمكنني شحن سيارتي؟

أثارت مديرة الفريق الهندسي لمتصفح كروم، أدريانا بورتر فيلت، هذه القضية في تغريدة حديثة لها قائلة: «ما هي آداب شحن السيارات الكهربائية؟ هل تعرض على ضيوفك شحن سيارتهم؟ هل من الوقاحة أن تطلب من شخص ما شحن سيارتك أثناء زيارته؟».

إجابتي عن هذه الأسئلة هي نعم ولا.

هل عليك السماح لضيوفك بشحن سياراتهم في منزلك؟

إليك ما تحتاج معرفته إذا ما كنت قلقاً بشأن السماح لضيفك بشحن سيارته في منزلك.

أولاً، إذا زارك أحدٌ ما قادماً بسيارته الكهربائية وطلب منك توصيلها بالقابس وشحنها، قد لا تكون لديك هذه القدرة، أو ربما ستوافق إذا كان لديك مرآب وبه منفذ للطاقة يمكن الوصول إليه. سيحتاج ضيفك إلى توصيل الشاحن المحمول الذي يأتي مضمناً مع معظم السيارات الكهربائية، ولن يكون عليك تقديم أي معدات خاصة من طرفك لشحن سيارته.

ربما تشعر بالقلق من التكلفة المحتملة لشحن السيارة. الخبر السار هو أن تكلفة شحن السيارة قد تكون أقل بكثير مما تتوقع، ولكن عليك أولاً أخذ بعض الأشياء التي تؤثر على التكلفة بعين الاعتبار، مثل حجم بطارية السيارة والنسبة المئوية المتبقية لشحن البطارية وتكلفة الكهرباء (لكل كيلو واط/ ساعة). من غير المرجح أن يزورك ضيف في منزلك وبطارية سيارته فارغة تماماً (إلا إذا كان يحب المغامرة). لذلك دعنا نفترض أن بطارية سيارة ضيفك من النوع القياسي نوعاً ما، أي بسعة 70 كيلو واط/ ساعة، ويمكنك شحنها بالسعر الشائع في الولايات المتحدة الذي يبلغ 11 سنتا ً لكل واط في الساعة، وكانت نسبة الشحن فيها عند وصول ضيفك 20% فقط. في هذه الحالة، ستكون تكلفة شحن البطارية بالكامل أقل من 7 دولارات.

لكن التكلفة قد تكون أقل أو أعلى من ذلك بكثير. في الواقع، تقدم العديد من المرافق أسعاراً مخفضة للشحن ليلاً. على سبيل المثال، إذا كنت مسافراً إلى مدينة فينيكس بولاية أريزونا الأميركية في الشتاء، وهو وقت رائع للسفر إلى فينيكس، يمكنك شحن بطارية سيارتك خارج أوقات الذروة مقابل 3 سنتات فقط لكل كيلو واط / ساعة، أي أن التكلفة الإجمالية لن تبلغ سوى 1.68 دولار فقط، أي ما يعادل سعر قطعة بيتزا تقريباً. بالمقابل، إذا كنت في ولاية هاواي الأمريكية، فإن متوسط التكلفة لكل كيلو واط/ ساعة هو 28 سنتا ً، وبذلك يصل إجمالي التكلفة إلى 15.68 دولاراً. هذا بالطبع مثال متطرف.

القيام ببعض الحسابات للوصول إلى هذه الأرقام هو أمر غير شائع. فنحن في الواقع لا نحسب ما يستهلكه كل ضيف من المياه والطعام والكهرباء، ولو حسبنا هذه التكاليف أيضاً، ربما لن تكون مسروراً باستضافة أصدقائك.

هناك عدة أسباب لعدم قيامنا بذلك. يوجد اعتبار أو اتفاق عام غير معلن ينطبق على معظم الضيوف. أنت لا تفرض أي تكاليف على أي شخص يأتي لزيارتك وينام في غرفة نومك، وهو بدوره، سيرد لك الجميل بالمثل لاحقاً. هكذا تجري الأمور، والكل سعيد بذلك. سيساعد تجاهل التكاليف على أن يبدو شحن صديقك لسيارته في منزلك أمراً طبيعياً، وسيسمح هذا الأمر بتسهيل وتحسين تجربة الرحلات البرية.

دون تردد: اطلب شحن سيارتك

توفر السيارات الكهربائية قدراً كبيراً من الوقت في القيادة اليومية؛ إذ لن يستغرق وضع القابس لشحن سيارتك في المنزل سوى ثانية واحدة، ما يوفر عليك 10 دقائق للتوقف والتزود بالوقود على الطريق. ربما تستغرق الرحلات وقتاً أطول عند السفر بالسيارة الكهربائية، لكن هذا الفارق في الوقت يتلاشى بسرعة إذا كنت تقود السيارة مع أطفالك أو كنت ترغب بقضاء المزيد من الوقت في التسلية بتناول الطعام مثلاً أو القيام بأي نشاطٍ مسلّ آخر في السيارة. وبالإضافة إلى ذلك، من النادر التطرق إلى المزايا التي توفرها السيارة الكهربائية في الرحلات البرية القصيرة.

عندما نسمع عبارة "رحلة برية"، تتبادر إلى مخيلتنا قيادة السيارة لأيام طويلة والتوقف على الطريق عدة مرات للتزود بالوقود. ولكن في الواقع، تبلغ مسافة 78% من الرحلات البرية ذات الاتجاه الواحد بين 80 إلى 400 كيلومتر فقط في المتوسط. فإذا كنت تقود سيارة تعمل بالبنزين وقمت بالقيادة لمسافة 240 كيلومتراً في اتجاه واحد، فمن المرجح أن تضطر للتوقف للتزود بالوقود في طريق العودة. ولكن معظم السيارات الكهربائية يمكنها قطع هذه المسافة دون توقف، وطالما كان بمقدورك أن تشحنها في وجهتك، فلن تُضطر إلى التوقف مطلقاً. أنا لا أفترض ذلك، وأتحدث عن تجربة بالفعل.

لقد قامت عائلتنا برحلة طولها 225 كيلومتراً من سكوتسديل إلى وادي أورو في أريزونا مراتٍ لا تحصى على مدار الـ15 عاماً الماضية. كنا نسافر في سيارة تعمل بالبنزين، وكنا نُضطر للتوقف للتزود بالوقود في كل رحلة من هذه الرحلات. قد تقول لنفسك الآن: ألم يكن مدى سيارتك يزيد عن 450 كيلومتراً؟ نعم، هذا صحيح، ولكن من غير المحتمل أن ننطلق بخزان ممتلئ بالوقود، ما يعني أن المسافة التي يمكن للسيارة قطعها قبل التوقف كانت أقل من المدى الأقصى لها.

العملية أبسط بكثير في سيارتنا الكهربائية، حيث نبدأ رحلتنا ببطارية ممتلئة، ونقوم بشحنها عندما نصل إلى وجهتنا. نقضي الليلة أو يوماً كاملاً، ثم نعود إلى منزلنا. لن تكون هناك ضرورة للوقوف على الطريق، ولا وقت نضيعه.

لحسن حظنا، بمجرد وصولنا إلى وادي أورو، يُفتح باب المرآب وينتظر جد زوجتي بفارغ الصبر لمساعدتنا في توصيل شاحن السيارة. قد يبدو الأمر بهذه البساطة، لكن القدرة على شحن سيارتك في وجهتنا تساعدنا على تحسين تجربة رحلتنا البرية بشكل ملحوظ. إذ لا يتعين علينا التوقف في طريق عودتنا إلى المنزل، ولكن يكون علينا الانتظار. السيارة جاهزة للانطلاق عندما نكون جاهزين، والقدرة على شحن سيارتنا كضيوف هي ما جعلت ذلك ممكناً.

وعلى الجانب الآخر، أشجع سائقي المركبات الكهربائية الآخرين على الشعور بالراحة عندما يطلبون من أصدقائهم وعائلاتهم السماح لهم بشحن سياراتهم. قد تضطر إلى تقديم شرحٍ سريع لهم حول تكلفة ذلك وما يحتاج من معدات، ولكني آمل أن لا يمانعوا ذلك مطلقاً. إن العرف المجتمعي حول الشحن المتبادل هو أمر من شأنه تحسين السفر لملايين الأميركيين.

بالنسبة لمعظم مالكي المنازل، لن تكون التكلفة ذات أهمية وقد لا تلاحظ أي زيادة على فواتير الكهرباء. ولكن الأهم من ذلك: إن العالم الذي نسمح فيه لبعضنا البعض بشحن سياراتنا الكهربائية أثناء الرحلات البرية من شأنه تسهيل هذه الرحلات وجعلها ممتعةً أكثر. من لا يرغب في أن تكون الحال كذلك؟ إلا إذا كنت لا تريد أن يزورك أي ضيوف بالطبع.