في كل عام تُعلن شركة آبل عن التغييرات الجديدة في أنظمة التشغيل والخدمات الخاصة بها، وذلك في مؤتمرها السنوي للمطورين (WWDC) الذي تُقيمه في نهاية النصف الأول من كل عام. وقد أعلنت في شهر مارس الماضي عن عقد مؤتمر هذا العام في الفترة ما بين 3 إلى 7 من شهر يونيو القادم في مركز مؤتمرات سان خوسيه بولاية كاليفورنيا.
وتقوم آبل بفتح باب التقدم للمطوِّرين الشباب من أجل الفوز بمنحة حضور مجانية للمؤتمر، وتشترط على المتقدم للمنحة أن يبني برنامجاً على تطبيق Swift Playground الخاص بها، وأن يكون هذا البرنامج قائماً على تقنية من تقنيات آبل.
وقد فاز شابَّان مصريان هذا العام بمنحة لحضور المؤتمر، وهما: يوسف جمال، ومحمد صلاح. وقد تواصلنا معهم في آم آي تي تكنولوجي ريفيو، لفهم تجربتهما وما الذي جعلهما مؤهلين للمشاركة في المؤتمر.
يوسف جمال: رُفض 3 مرات، وتم قبوله في الرابعة
نبدأ مع يوسف محمد جمال، 19 عاماً، يقيم في الإسكندرية بمصر، وهو طالب بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية. بدأ يوسف الاهتمام بالتكنولوجيا بشكل عام منذ كان في العاشرة من عمره، ويقول إن في ذلك الوقت كانت هناك ثورة في هذا المجال، تُبشِّر بمستقبل واعد للمهتمين به، فهو يغير حياة الناس ويساعدهم في تحسينها والارتقاء بها. فبدأ يبحث على الإنترنت ويقرأ عن كل ما يتصل بالتكنولوجيا، حتى علم أنه يستطيع تعلُّم كتابة الرموز البرمجية، وكان هناك تحفيز كبير في الوسط التقني هذه الفترة من أجل تعلُّم البرمجة، فساعده ذلك وشجعه على أن يبدأ في الأمر، وبدأ أولاً بالمقاطع الموجودة على يوتيوب، ولكن لقلة المحتوى المرئي عليه قرر أن يشتري كتاباً تكون فيه كل المعلومات الأساسية التي يحتاجها في البداية، حتى إذا ما انتهى منه يشعر بأنه قد أنجز شيئاً وخاض خطواتٍ في الطريق.
وبالفعل، اشترى كتاب Programming in Objective-C "البرمجة باستخدام لغة Objective-C"، وكان الكتاب كبيراً (حوالي 500 صفحة)، في حين أن عمره حينها لم يكن قد تجاوز 12 عاماً. وهو يحكي عن الكتاب قائلاً: "عكفت على الكتاب أقرأ ما فيه وأعيه، يدفعني في ذلك شغفي بالموضوع، لدرجة أني عندما كنت أذهب مع أسرتي إلى المصيف كنت أصطحب الكتاب معي، حتى إذا ما ذهبوا إلى الشاطئ أظل أنا في غرفتي أذاكر ما فيه". وقد بقي على هذه الحال حتى استطاع إنهاءه.
وكان يوسف يشعر بالوَحشة في الطريق، لم يكن يعرف أن هناك أشخاصاً غيره على هذه الأرض يهتمون بما يهتم به. حتى رأى على يوتيوب بعض الذين هم في نفس سنه ويهتمون بالأمر الذي يهتم به ويحضرون المؤتمرات، فشجعه ذلك وأعطاه دفعة إلى الأمام، رغم أنه حينها لم يكن يملك محولاً برمجياً "Compiler" ولا حاسوباً من نوع ماك، فكان يكتب النص البرمجي على ورقة، حتى حصل على أول حاسوب من نوع ماك خاص به في عام 2013، وبدأ يطبِّق أول برنامج له، وكان اسمه "آي سبحة"، وهو عبارة عن عدَّاد إلكتروني يزيد كلما نقرت بإصبعك على الشاشة.
ثم رأى أن الكتاب الذي بدأ به لم يكن سوى مقدمة لعلوم الحاسوب، حيث كانت معظم معلوماته تندرج تحت المعلومات الأساسية والأوَّلية في هذا المجال، فرأى أنه يحتاج إلى كتاب آخر، ولذلك اشترى كتاب: Programming iOS "البرمجة على نظام آي أو إس" لمؤلفه مات نيوبرغ "Matt Neuburg"، وهذا الكتاب هو الذي نقله إلى مستوى أعلى في البرمجة، ويقول إنه ما زال حتى اليوم يتابع الإصدارات السنوية له في كل عام.
وبالرغم من اهتمام يوسف بتعلم البرمجة، إلا أن هذا لم يؤثر على دراسته النظامية في المدرسة، بل ساعده في أن تكون أفكاره مرتبة ومنظمة. كما أن اهتمامه بقراءة الكتب جعله يستطيع أن يحصِّل المعلومة بسهولة من مصدرها، بالإضافة إلى أنها كانت تحسِّن من مهارته في اللغة الإنجليزية، كما كانت تجعله شغوفاً بالتعلم بشكل عام، فكان يحب أن يبحث ويتعمق في المواد التي يدرسها.
وقد بدأ يوسف أول برامجه التي نشرها على سوق آبل للعامة وهو في السادسة عشرة من عمره، وكانت البداية بمتصفحٍ لسطح المكتب سماه Full Browser، وقد تم تحميله أكثر من 80,000 مرة.
وفي نفس هذه السن تشارك مع أحد أصدقائه في بناء تطبيق Voicify، وهو تطبيق يسمح للمستخدم بتسجيل مقاطع مرئية بصوته، ومن ثم يُغيِّر في طبقات صوته كما يحب، فيجعله حاداً مثل صوت السناجب الشهير، أو يجعله غليظاً كأنه صادر عن أحد الأشرار كشخصية دارث فيدر في حرب النجوم. وقد صنَّفت مدونة فودافون البريطانية الرسمية هذا التطبيق من ضمن أفضل التطبيقات لشهر يوليو من عام 2016، ولكن للأسف هذا البرنامج غير متوافر حالياً على سوق آبل.
وأخيراً فقد عمل هذا العام على بناء تطبيق Secpix الموضَّح في الصورة أعلاه، وهو قائم على تقنية الصورة الحية "Live Photo"، وهي تقنية تسمح للمستخدمين بإخفاء صورة داخل صورة أخرى، بحيث إذا قام بإرسالها إلى شخص ما وقام هذا الشخص بالضغط على الصورة فستفتح معه صورة أخرى مخفية داخلها. وقد حصل هذا التطبيق على جائزة (مُنتج اليوم) من موقع producthunt ليوم التاسع من فبراير 2019.
وليوسف قصة مُلهِمة في التقديم إلى منحة حضور مؤتمر آبل السنوي للمبرمجين، حيث سمع عن المؤتمر لأول مرة في عام 2014، لكنه لم يتخيل أن من الممكن للمطوِّرين العرب أن يشاركوا فيه. وحينما تابعه وجد أحد المصريين -واسمه: أحمد فتحي- ضمن الفائزين بالمنحة، فتعجَّب من الأمر وتواصل معه وصارا أصدقاء، ويقول إنه قد استفاد منه كثيراً، وقد عملا معاً على بناء تطبيق Voicify السابق ذكره. ثم في العام التالي 2015 حاول أن يحظى بفرصة لحضور المؤتمر، وصمم تطبيقاً وقدَّم به بالفعل، لكنه رُفض، وكان حينها ما زال في الصف الثالث الإعدادي.
وفي عام 2016 صمم تطبيقاً آخر وقدَّم مرة أخرى وهو متحمس هذه المرة ليفوز بالمنحة، لكنه رُفض مرة أخرى. وحينها قرَّر أن يعمل على نفسه ليطورها أكثر، وبالفعل فعل ذلك، وفي 2017 رأى أنه قد صار مؤهلاً أخيراً، فصمم تطبيقاً جديداً وقدَّمه وكلُّه أملٌ في أن يفوز هذه المرة بالمنحة، لكنه رُفض للمرة الثالثة. وجاء عام 2018 وكان يوسف في آخر سنوات الثانوية العامة، فآثر الاهتمام بدراسته في هذه السنة ولم يهتم بأمر التقديم في المنحة.
وقد تمَّ له ما أراد، فقد حصل على نسبة مرتفعة في الثانوية العامة، والتحق بكلية الهندسة في جامعة الإسكندرية، ورأي أن هذه هي فرصته، وقرر أن يعمل على تطوير مهاراته ليفوز هذه السنة بالمنحة، ولم يُثنِه رفضهم له في السنوات الماضية عن المحاولة والتقديم مرة أخرى، وكان يعلم أن سبب الرفض يكمن في "الفكرة" التي كان يبني عليها برامجه التي قدَّم بها من قبل، يقول: "قررت أن أجعل البرنامج الذي سأقدم به هذا العام مبنياً على فكرة جذابة ومهمة". وبالفعل استطاع يوسف فعل ذلك، وتم قبوله هذا العام.
وهو يحكي عن اللحظة التي جاءته فيها الرسالة البريدية قائلاً: "حين رأيت في عنوان الرسالة: (Congratulations!) لم أصدق نفسي، لدرجة أني كنت أجري في الشقة! لم أكن أصدق أني فزت أخيراً بعد محاولاتي طوال 5 سنوات".
إذن فقد استطاع يوسف -بعد أن أخفق لثلاث سنوات متتالية- أن يقوم من جديد ويفكِّر في سبب رفض برامجه، ووصل إلى أن "الفكرة" هي العامل الرئيسي، لذا فقد جعل البرنامج الذي قدَّم به هذا العام مبنياً على فكرة قوية وجذابة، وقرر أن تكون مرتبطة بقضية الطاقة العالمية والتغير المناخي، وهو يرى أنها فكرة مبتكرة لم يعمل عليها غيره، في حين أنها فكرة مهمة حالياً في الوسط العلمي والتقني. فقام بتصميم لعبة على تطبيق Swift Playground (الذي تشترط آبل أن يتم بناء البرامج المقدمة في المنحة عليه). هذه اللعبة تحتوي داخلها على قضية التغير المناخي، بحيث تلفت مستخدمها إلى أهمية دوره في حل هذه الأزمة العالمية، مما جعلهم يرون في يوسف شخصاً جاداً في عرض فكرته وفي اهتمامه بحضور المنحة.
ويتوقع يوسف من حضوره لهذه المنحة أن يتمكن من تطوير مهاراته البرمجية وأن يقابل أشخاصاً يساعدونه ويفيدونه بخبرتهم في البرمجة. كما يتوقع أن يُلهمه حضوره بأفكار أخرى لبرامج جديدة يعمل عليها، مما سيُضيف إلى مسيرته العملية. كما أنه يتُوق إلى رؤية الكثير من المبرمجين الكبار في شركة آبل، ممَّن لم يكن يراهم إلا على الشاشات.
ويطمح يوسف أن يستطيع في المستقبل القريب أن يؤسس مشروعه البرمجي الخاص، وأن يبدأه من بلده مصر.
محمد صلاح: كسر حاجز 600,000 تحميل لتطبيقاته
الفائز الآخر هو محمد صلاح إبراهيم، 17 عاماً، في الصف الثاني الثانوي، من مواليد السعودية، وجاء إلى مصر منذ عام واحد، ويعيش حالياً في المنصورة. بدأ محمد يهتم بالبرمجة منذ كان عمره 10 سنوات، كان يرى المواقع ويتساءل كيف يقوم الناس بإنشاء هذه المواقع؟ لذا فقد بحث وراء إجابة هذا السؤال وبدأ يصل إلى الإجابة ويتعلم كيفية إنشاء المواقع، وكان تعلمه بشكل ذاتي تماماً على الإنترنت، دون أن يضطر إلى دفع أموال نهائياً، حيث يرى أن الإنترنت مليئة بالمحتوى الذي يغني عن ذلك.
ثم بعدها بدأ اهتمامه ينصرف إلى التطبيقات، بدأ أولاً بالتطوير على نظام تشغيل أندرويد باستخدام لغة جافا، ثم تطوَّر الأمر معه حين بدأ التعلم على نظام تشغيل آي أو إس من آيفون. وهو يقول: "كان هذا منذ حوالي 5 سنوات، بدأت بتعلم لغة Objective-C لفترة، ثم في العام التالي أعلنت آبل عن لغة Swift، وبدأت في تعلمها واستخدامها".
وكان لمحمد صديق مهتم بالمواقع وطريقة إنشائها، فكان يشجعه في البداية على الخوض في هذا المجال. ولم يكن اهتمام محمد بتعلم البرمجة عائقاً أمام دراسته النظامية في المدرسة، بل هي على العكس تشجعه على التفكير بشكل أفضل وأسرع، وهو متفوق بالفعل في دراسته.
وقد فكَّر محمد في أن يلتحق بكلية يدرس فيها علوم الحاسوب بشكل تخصصي، ثم رأى أنه لا يحتاج إلى دراستها لمدة 4 سنوات في الكلية، وأن بإمكانه تحصيل هذه العلوم بشكل ذاتي وفي مدة أقل. ورأى أن الأفضل هو أن يدمج بين علوم الحاسوب وبين مجال آخر، لذا فقد فكَّر في أن يختار أحد الكليات التي تدرِّس علم الأحياء، وهو يقول عن ذلك: "أنا أحب علم الأحياء، وأطمح أن أقدم شيئاً يجمع ما بينه وبين البرمجة. ويوجد الآن الكثير من الأمور الطبية المرتبطة بالبرمجة، وسأحاول أن أركز على هذا".
أما عالم البرمجة فقد كانت بداية محمد بتطبيق بسيط جداً، سمَّاه: "كلمات بسيطة"، وهو يُرسل حكمةً أو موعظةً بشكل يومي إلى مستخدمه. ثم بعدها أنشأ لعبة فلاش "Flash"، وفكرتها أنها تُظهر على الشاشة لوناً معيناً، وعلى المستخدم النقر عليه قبل أن يختفي، وقد تم تنزيلها حوالي 10,000 مرة.
بعد ذلك أنشأ تطبيق سيفون "Siphon"، وهو تطبيق يستطيع أن يُعلم المستخدم بأقرب حمَّام إليه، وما إذا كان يحتوي على أدوات صحية معينة أم لا، وما إذا كان للرجال فقط أم للسيدات أيضاً، كذلك إذا كان هناك حمام لذوي الاحتياجات الخاصة. وهو يعمل في جميع البلدان على مستوى العالم، وتم تنزيله حوالي 100,000 مرة. وقد حصل محمد على بيانات الأماكن المضافة إلى هذا التطبيق باستخدام خرائط جوجل، وهذه الأماكن ليست حمَّامات عمومية فقط، بل أيضاً الحمامات الموجودة في المطاعم والمقاهي والمساجد وغير ذلك. وقد أضاف إمكانية أن يُقيِّم المستخدم كل حمام يستخدمه، بهدف أن تكون هناك فرصة للآخرين لمعرفة جودة الحمَّام قبل استخدامه.
وهناك أيضاً تطبيق "كاشف ساهر" الموجود في السعودية، وهو تطبيق يكشف لمستخدمه أماكن الرادار في المنطقة، ليعلم متى عليه أن يبطِّئ السرعة ومتى لا. وهو من أشهر تطبيقات محمد التي انتشرت، حيث تم تنزيله 500,000 مرة.
وبالإضافة إلى ذلك هناك 3 تطبيقات أخرى ما زال يعمل عليها:
الأول سمَّاه: "بطيختي"؛ وهو تطبيق مسؤول عن الكشف بين البطيخ الجيد وغير الجيد، وذلك عن طريق أن يقوم المستخدم بالضرب على البطيخة 3 مرات، ومن ثم يخبره التطبيق بمدى جودة هذه البطيخة عن طريق تحليل الصوت الصادر من هذه الضربات الثلاث.
والتطبيق الثاني هو تطبيق يخص المسلمين، يحتوي على مواعيد الصلاة، واتجاه القبلة، وأماكن المساجد القريبة، والقرآن كاملاً، والأذكار. وقد ابتكر محمد ميزة إضافية جديدة وضعها فيه، وهي أن يقوم التطبيق بدور محفِّظ القرآن، بحيث يقوم المستخدم بقراءة الآيات والتطبيق يصحِّح له أخطاءه، ويذكِّره إذا نسي.
والتطبيق الثالث يخدم الذين يُقدمون في اختبار سات SAT الأميركي بشكل خاص، حيث يقدم لهم كل ما يحتاجونه لاجتياز الاختبار، مثل الاختبارات السابقة أو الدورات، ويمكن التسجيل فيه للطلاب والمدرِّسين.
أما منحة آبل فقد بدأ محمد يقدِّم لها منذ عام 2016، حيث طوَّر برنامجاً وقدمه في ذلك العام، لكنه رُفضت. ولم يفقد الأمل، بل طوَّر برنامجاً آخر وقدم مرة أخرى في عام 2017 وتم قبوله بالفعل، لكن للأسف واجهته مشاكل في الحصول على تأشيرة السفر، ولم يستطع حينها أن يحضر المؤتمر.
ثم قدم مرة أخرى في 2018 بتطبيق يحتوي على معلومات لكل مدن العالم، لكنه لم يعطِه ما يستحق من الجانب التقني، وبالتالي لم يتم قبوله. ويقول: "هذا العام قدمت تطبيقاً مبتكراً، ولهذا تم قبولي لحضور المؤتمر، وأتمنى هذه المرة أن أحصل على التأشيرة".
وكان محمد قد قدَّم هذا العام تطبيقاً يعطي احتمالات للطقس في جميع أنحاء العالم وفي كل أوقات السنة، وذلك باستخدام التعلم الآلي عن طريق تغذيته ببيانات الطقس في السنين الماضية. وهو يظن أن الذي ميَّزه وجعله مؤهلاً لحضور المؤتمر هو أن فكرة التطبيق الذي أنشأه جديدة ولم ينفذها غيره. ولأن هذه المنحة تطلب من المتقدمين استخدام تقنية من تقنيات آبل بشكل مفيد، فلذلك تم قبوله.
ومع ذلك فهذا التطبيق لا يتوقع هطول الأمطار أو اتجاه الرياح، حيث إن هذه الأشياء تتغير من سنة إلى أخرى، وإنما يتوقع درجة الحرارة وسرعة الرياح والضغط والرطوبة وغيرها.
وينتظر محمد مقابلة مطورين مختلفين من جميع أنحاء العالم في هذا المؤتمر، يتعلم منهم ويضيف إليهم، بالإضافة إلى مقابلة كبار مطوّري آبل. كما أن المنحة نفسها شهادة يفتخر بها ويضعها في سيرته الذاتية لتُضيف إليه.
ويطمح محمد أن يستطيع في المستقبل بناء تقنية برمجية تغيِّر في مجال الطب على مستوى العالم كله.