هل سيحل الذكاء الاصطناعي مكاننا في إنجاز أعمالنا على الكمبيوتر؟

4 دقيقة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي مكاننا في إنجاز أعمالنا على الكمبيوتر؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ZinetroN

أعلنت شركة الذكاء الاصطناعي أنثروبيك (Anthropic)، المدعومة من شركة تجارة التجزئة أمازون، إطلاق وكيل ذكاء اصطناعي يمكنه استخدام الكمبيوتر لإكمال المهام المعقدة مثل الإنسان، من خلال القدرة على التحكم في مؤشر الماوس الخاص بالمستخدم وأداء المهام الأساسية على جهازه.

وقد أُعلن عن وكيل الذكاء الاصطناعي الذي لا يزال في مرحلته التجريبية بالتزامن من الإصدارات الجديدة للنماذج اللغوية الكبيرة الخاصة بالشركة، ويتكامل الوكيل حصرياً والذي أُطلق عليه اسم استخدام الكمبيوتر (Computer Use) مع نموذج الذكاء الاصطناعي متوسط القدرات سونيت 3.5 (Sonnet 3.5) في الوقت الحالي عبر واجهة برمجة التطبيقات.

كيف يبدو استخدام وكلاء الذكاء الاصطناعي لكمبيوتر المستخدم؟

بحسب الشركة، فإنه بدلاً من تصميم أدوات محددة لمساعدة نماذجها اللغوية الكبيرة على إكمال المهام الفردية على كمبيوتر المستخدم، قامت بتعليمها مهارات استخدام الكمبيوتر نفسه كما يفعل المستخدم العادي، ما يسمح للوكيل باستخدام مجموعة واسعة من الأدوات والبرامج القياسية المصممة للمستخدمين. على سبيل المثال، يمكن للمطورين استخدام الوكيل لأتمتة العمليات المتكررة وإنشاء التعليمات البرمجية واختبارها وإجراء مهام أكثر سهولة، مثل البحث عبر محركات البحث.

اقرأ أيضاً: هل وكلاء الذكاء الاصطناعي مفيدون حقاً؟ شركات التكنولوجيا تسعى لإقناعنا بذلك

كما تذكر الشركة أنه بإمكان المستخدمين إعطاء مطالبات متعددة الخطوات للوكيل يمكن أن تستمر عشرات أو حتى مئات الخطوات، لإنجاز المهام على كمبيوتر المستخدم مثل: النظر إلى الشاشة وتحريك المؤشر والنقر فوق الأزرار وكتابة النص، وكلها في صفحة مطالبات واحدة، عموماً تصفُ الشركة كيفية عمل الوكيل بالآتي:

"عندما يكلف أحد المستخدمين وكيل الذكاء الاصطناعي ويمنحه الوصول اللازم، ينظر إلى لقطات شاشة لما هو مرئي للمستخدم، ثم يحسب عدد وحدات البيكسل رأسياً أو أفقياً والتي يحتاج إليها لتحريك المؤشر من أجل النقر في المكان الصحيح". على سبيل المثال، يمكن للمستخدم مطالبة وكيل الذكاء الاصطناعي كما يلي: "استخدام البيانات من جهاز الكمبيوتر الخاص بي وعبر الإنترنت لملء هذا النموذج".

كما أضافت عدة فيديوهات عبر حسابها الرسمي على يوتيوب تشرح كيفية عمل الوكيل، من ضمنها الفيديو الرسمي التالي:

اقرأ أيضاً: ما هو وكيل الذكاء الاصطناعي؟ وكيف يساعدك في حياتك اليومية؟

لا يزال الطريق طويلاً أمام الذكاء لتنفيذ مهام البشر على الكمبيوترات الخاصة بهم

على الرغم من الإمكانات الواعدة التي يقدمها وكيل الذكاء الاصطناعي التابع لشركة أنثروبيك، فإنه يواجه العديد من القيود، أو ما يمكن أن يُطلق عليها صعوبات التعامل مع جهاز الكمبيوتر، مثل المستخدم العادي، أهمها أنه يعمل فقط عن طريق التقاط لقطات شاشة سريعة متتالية، من خلال البحث في داخل كمبيوتر المستخدم وأخذ لقطات للمهمة المكلف بها مثل ملء نموذج البيانات.

على سبيل المثال، بدلاً من رؤية محرك الماوس داخل حقل الاسم أو رقم الحساب المصرفي، فإنه سيبحث بدلاً من ذلك عن الاسم أو رقم الحساب داخل المستندات الموجودة في كمبيوتر المستخدم وأخذ لقطات لها ونقلها إلى الحقول المطلوبة بسرعة تتفاوت بحسب عمق البيانات الموجودة في كمبيوتر المستخدم.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الوكيل ليست لديه القدرة حتى الآن على القيام بالإجراءات الشائعة، مثل السحب والإفلات وتكبير الشاشة وتصغيرها، كما اعترفت الشركة أن الوكيل ليس مثالياً وعرضة لارتكاب الأخطاء في بعض الأحيان.

توصية بالاستخدام الحذر

ذكرت الشركة أن وكيل الذكاء الاصطناعي الجديد لا يزال في مستوى أمان الذكاء الاصطناعي 2 (AI Safety Levels 2، اختصاراً أيه آي إس إل 2 AISL-2)، أي أنه لا يتطلب مستوى أعلى من تدابير السلامة والأمان من تلك الموجودة حالياً، ولمزيد من تفادي الأخطاء، تنصح الشركة في مدونة السلامة الخاصة بوكيل الذكاء الاصطناعي المستخدمين باتخاذ تدابير احترازية عند استخدامه، لمنع حدوث العواقب غير المقصودة مثل الهجمات الإلكترونية، كما توصي بالآتي:

  • تنفيذ خطوات عملية لمنع حدوث هجمات حقن موجه الأوامر.
  • استخدام جهاز افتراضي مخصص لاستخدام الوكيل.
  • تحديد البيانات التي ينبغي للوكيل الوصول إليها وتقييد وصوله إلى البيانات الحساسة.
  • ضرورة أن يكون المستخدم موجوداً عند مطالبته بإجراء مهام حساسة.
  • عدم مطالبته بالقيام بالمهام عالية الخطورة مثل النشر على منصات التواصل الاجتماعي.

اقرأ أيضاً: الوجه الآخر للذكاء الاصطناعي التوليدي: تقرير من شركة سعودية عن مخاطر الذكاء الاصطناعي

سوق واعدة انطلقت مع تنبؤات بعوائد مالية ضخمة

وكيل الذكاء الاصطناعي الذي أطلقته شركة أنثروبيك ليس الأول في السوق، ولكنه الأول الذي يلامس استخدامات المستخدم اليومية لحاسوبه، حيث تعمل شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة مثل أوبن أيه آي وشركات التكنولوجيا الكبرى مثل جوجل ومايكروسوفت على تطوير وكلاء ذكاء اصطناعي تستهدف المستخدم العادي، لمساعدته على أتمتة المهام الروتينية اليومية، وهو ما ينبئ بأننا في طريقنا إلى سباقٍ جديدٍ بين الشركات في قطاع قديم جديد مدعوم بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي، ومن المتوقع أن يولّد مليارات الدولارات في غضون بضع سنوات إذا تقدمت كما هو متوقع.

فقد أشار تقرير لشركة الأبحاث غراند فيو (Grand View Research) إلى أن قيمة سوق وكلاء الذكاء الاصطناعي على مستوى العالمي قد بلغت نحو 3.8 مليارات دولار عام 2023 وحدهـ، بينما أشار تقرير آخر لشركة أبحاث السوق ماركتس أند ماركتس (Marketsandmarkets) إلى أن النمو المتوقع قد يصل إلى نحو 47.1 مليار دولار بحلول عام 2030.

ويُعزى ذلك بشكلٍ أساسي إلى التطورات المتسارعة التي تشهدها تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي والآمال الكبيرة المرتبطة بوكلاء الذكاء الاصطناعي المدعومين بهذه التكنولوجيا، في المساعدة على تحسين الأعمال اليومية وتعزيزها، سواء المتعلقة بالمستخدمين أو الشركات، فوفقاً لإحصائية نشرتها شركة سيلز فورس (Salesforce) متعلقة بالسوق الأميركية فإنه:

على مستوى الأفراد:

  • 45 % من المستهلكين لا يهتمون بكيفية تفاعلهم مع الشركة طالما استجابت لمشكلاتهم بسرعة.
  • ثُلث المستطلَعة آراؤهم يفضّلون شراء المنتجات من خلال مطالبة وكيل الذكاء الاصطناعي بالقيام بالمهمة من شخص ما.
  • 39 % من المستهلكين يجدون راحتهم عند مطالبة وكلاء الذكاء الاصطناعي بجدولة المواعيد.
  • ما يقرب من خُمس المستهلكين (24%) ذكروا أنهم مرتاحون بالفعل لوكلاء الذكاء الاصطناعي عند تكليفهم بمهام التسوق، بينما ذكر 32% من المستهلكين ضمن الجيل زد (G Z) أنهم يشعرون بالراحة عند قيام الوكيل بالتسوق نيابة عنهم.
  • أكثر من الثُلث مرتاحون لفكرة التواصل مع وكيل الذكاء الاصطناعي بدلاً من الأشخاص لتجنب حرج تكرار أنفسهم أمامهم.
  • أعرب 37% من المستهلكين أنهم مرتاحون بالفعل لوكلاء الذكاء الاصطناعي الذين ينشئون محتوى أكثر تخصيصاً أو فائدة لهم.
  • كما أعرب (44%) من مستهلكي الجيل زد عن ارتياحهم مع وكلاء الذكاء الاصطناعي الذين ينشئون محتوى أكثر تخصيصاً أو مفيداً لهم.

اقرأ أيضاً: كيف أصبحت إنفيديا المستفيد الأكبر من سباق الذكاء الاصطناعي المحتدم؟

على مستوى الشركات:

  • ذكرت معظم شركات التسويق والتجارة الإلكترونية أن نشر وكلاء الذكاء الاصطناعي في مجال عملها يُعدّ الأولوية الأولى لها.
  • شهدت نحو 83% من فرق المبيعات التي لديها وكلاء ذكاء اصطناعي نمواً في الإيرادات في العام الماضي، بينما شهدت نحو 66% من الفرق التي لا تستخدم وكلاء الذكاء تباطواً في الإيرادات.
  • ذكرت 76% من فرق التجارة الإلكترونية أن نشر وكلاء الذكاء الاصطناعي كان سبباً رئيسياً في نمو الإيرادات.
  • أعرب نحو 76% من فرق التجارة الإلكترونية أن وكلاء الذكاء الاصطناعي كان لها دور بارز في نمو إيراداتهم.
  • 92 % من فرق خدمة العملاء التي تستخدم وكلاء الذكاء الاصطناعي ذكروا أنها سبب في تقليل التكاليف التشغيلية.

المحتوى محمي