أطلقت شركة أوبن أيه آي منذ فترة وجيزة نموذجها لتوليد الفيديو، الذي يحمل اسم "سورا" (Sora)، للجمهور العام. أعلنت الشركة هذا الأمر في اليوم الخامس من حدث "شيبماس" (Shipmas) الذي تنظّمه الشركة، وهو ماراثون لإطلاق المنتجات والعروض التوضيحية التكنولوجية مدته 12 يوماً. إليك ما يجب أن تعرفه وكيف يمكنك استخدام نموذج الفيديو هذا على الفور.
ما هو سورا؟
سورا هو نموذج ذكاء اصطناعي لتوليد الفيديو يتمتع بقدرات عالية، حيث يستطيع إنشاء الفيديو انطلاقاً من الأوامر النصية، كما يستطيع تحريك الصور، وإعادة إنشاء مقاطع الفيديو ومزجها بأساليب جديدة. وقد عرضت أوبن أيه آي هذا النموذج أول مرة في فبراير/شباط، لكن الشركة ستطلقه الآن للمرة الأولى لاستخدامه على نطاق أوسع.
ما هي الميزات الجديدة لهذا الإصدار؟
ما زالت الوظيفة الرئيسية لسورا -أي إنشاء مقاطع فيديو رائعة اعتماداً على أوامر نصية بسيطة- مماثلة لما كانت عليه في أثناء العرض التوضيحي في فبراير/شباط، لكن أوبن أيه آي أجرت تعديلات على النموذج لزيادة سرعة أدائه وتقليل تكلفته قبل إطلاقه على هذا النطاق الأوسع. ثمة بعض الميزات الجديدة، وهناك ميزتان أكثر لفتاً للنظر.
تحمل الميزة الأولى اسم "ستوريبورد" (Storyboard) (أي لوحة القصة المصورة). من خلال هذه الميزة، يمكنك إنشاء عدة مقاطع فيديو مولدة بالذكاء الاصطناعي، وتجميعها معاً بعد ذلك وفق تسلسل زمني معين، تماماً كما تفعل مع برامج تحرير الفيديو التقليدية، مثل أدوبي بريميير برو (Adobe Premiere Pro).
أما الميزة الثانية فهي أشبه بصفحة عرض يمكن استخدامها وكأنها معرض إبداعي؛ حيث يمكن للمستخدمين نشر مقاطع الفيديو التي ولدوها باستخدام سورا على صفحة العرض، ورؤية الأوامر النصية المُستَخدمة في توليد مقاطع فيديو معينة، وتعديلها، والاستلهام منها عموماً، على حد قول أوبن أيه آي.
اقرأ أيضاً: أبرز ما أعلنته أوبن أيه آي في اليومين الأول والثاني من حدث Days of OpenAI 12
ما الذي يمكنك فعله باستخدام هذا النموذج؟
يمكنك توليد مقاطع الفيديو انطلاقاً من أوامر نصية، وتغيير نمط مقاطع الفيديو وتغيير العناصر ضمنها باستخدام أداة تسمى "ريميكس" (Remix)، وتجميع عدة مقاطع معاً باستخدام ستوريبورد. أيضاً. يوفر سورا بعض الأنماط المحددة مسبقاً التي يمكنك تطبيقها على مقاطع الفيديو الخاصة بك، مثل الأفلام المظلمة الكئيبة (noir)، أو ألواح الورق المقوى وأشغال الورق، ما يعطي إحساساً بتقنية الإيقاف الحركي. يمكنك أيضاً الاقتطاع من مقاطع الفيديو التي تنشئها أو تشغيلها بصورة متكررة.
من يستطيع استخدامه؟
كي تولد مقاطع الفيديو باستخدام سورا، ستحتاج إلى تسجيل الاشتراك في إحدى خدمات أوبن أيه آي الممتازة، إما خدمة "تشات جي بي تي بلس" (ChatGPT Plus) بتكلفة 20 دولاراً في الشهر، أو خدمة "تشات جي بي تي برو" (ChatGPT Pro) بتكلفة 200 دولار في الشهر.
يتضمن كلا الاشتراكين إمكانية الوصول إلى منتجات أخرى من أوبن أيه آي أيضاً.
يستطيع المشتركون في تشات جي بي تي بلس توليد مقاطع فيديو بطول يصل إلى 5 ثوانٍ وبدقة تصل إلى 720p. ويتيح لك هذا الاشتراك إنشاء ما يصل إلى 50 مقطع فيديو شهرياً.
أما المستخدمون المشتركون بتشات جي بي تي برو فيستطيعون توليد مقاطع فيديو أطول بمدة تصل إلى 20 ثانية وبدقة أعلى تصل إلى 1080p. ويستطيعون استخدام سورا أيضاً لتوليد ما يصل إلى 5 نسخ مختلفة من مقطع فيديو واحد دفعة واحدة بناء على أمر نصي واحد، ما يتيح مراجعة الخيارات المتاحة على نحو أسرع. يبلغ الحد الأعلى المسموح به للمشتركين بخدمة برو 500 فيديو شهرياً، لكنهم يستطيعون أيضاً توليد عدد غير محدود من مقاطع الفيديو "المؤجلة"، أي التي لا يجري توليدها على الفور، بل عندما تخف حركة المرور على الموقع.
اقرأ أيضاً: روبلوكس تُحدِث ثورة في تصميم ألعاب الفيديو بفضل الذكاء الاصطناعي
يتيح كلا الاشتراكين إنشاء مقاطع فيديو بثلاث نسب عرض مختلفة: عمودية وأفقية ومربعة.
إذا لم تكن مشتركاً بإحدى هذه الخدمات، فلن يكون بوسعك سوى استعراض صفحة عرض مقاطع الفيديو التي ولدها سورا.
بدأت أوبن أيه آي مؤخراً بإطلاق سورا على مستوى العالم، لكن إطلاقه في "معظم أنحاء أوروبا" سيستغرق بعض الوقت، على حد قول الشركة.
مصدر الصورة: أوبن أيه آي
كيف أستطيع الوصول إليه؟
عمدت أوبن أيه آي إلى فصل سورا عن تشات جي بي تي.
وكي تصل إليه، يجب أن تذهب إلى الموقع (Sora.com) وتسجل دخولك باستخدام حسابك على خدمة بلس أو برو. (لم تتمكن إم آي تي تكنولوجي ريفيو من الدخول إلى الموقع قبل نشر المقال، حيث أشارت ملاحظة منشورة على الموقع إلى أن تسجيل الاشتراك متوقف مؤقتاً لأن "الموقع يشهد حركة مرور كثيفة حالياً".
كيف وصلنا إلى هذه المرحلة؟
حدثت عدة أشياء منذ أن كشفت أوبن أيه آي الستار عن سورا للمرة الأولى في فبراير/شباط. فقد أطلقت عدة شركات تكنولوجية أخرى أدوات لتوليد الفيديو أيضاً، مثل "موفي جين" من ميتا و"فيو" (Veo) من جوجل. أيضاً، تعرضت الشركة لانتقادات حادة كثيرة. فعلى سبيل المثال، عمد بعض الفنانين، ممن أتاحت لهم الشركة الوصول إلى أداة سورا مبكراً لاختبارها، إلى تسريب الأخبار عن الأداة للاعتراض على أسلوب أوبن أيه آي في تدريبها باستخدام أعمال الفنانين دون تقديم أي تعويض لهم.
اقرأ أيضاً: ما هي طريقة الفريق الأحمر التي تتبعها أوبن أيه آي لاختبار نماذجها؟
ماذا بعد؟
كما هو الحال مع أي إصدار جديد لنموذج ما، لا يزال يتعين علينا متابعة الخطوات التي ستتخذها أوبن أيه آي لمنع استخدام سورا لأغراض خبيثة أو غير قانونية أو غير أخلاقية، مثل إنشاء المزيفات العميقة. وفيما يتعلق بمسألة المراقبة والأمان، فقد قال أحد موظفي أوبن أيه آي إنهم "قد لا ينجحون بصورة مثالية على الفور".
من الأسئلة الأخرى التي ما زالت دون إجابة سؤال حول المقدار الذي يتطلبه نموذج سورا من الإمكانات الحاسوبية والطاقة عند إنشاء مقطع فيديو. فتوليد مقطع فيديو يتطلب زمناً أطول من العمليات الحاسوبية، ما يعني مقداراً أكبر من الطاقة، مقارنة بتوليد إجابة نصية نموذجية في أداة مثل تشات جي بي تي.
لقد أدت طفرة الذكاء الاصطناعي بالفعل إلى زيادة كبيرة في استهلاك الطاقة، ما يمثل تحدياً بالنسبة إلى الشركات التكنولوجية التي تهدف إلى الحد من انبعاثاتها، وإتاحة سورا وغيره من نماذج توليد الفيديو المشابهة على نطاق واسع قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة.