سطح المريخ قد يخفي تحته المزيد من مخازن الماء السائل

2 دقائق
سطح المريخ قد يخفي تحته المزيد من مخازن الماء السائل
القطب الجنوبي المريخي كما يراه المسبار المداري مارس إكسبرس. مصدر الصورة: إيسا/ المركز الألماني للفضاء والطيران/ جامعة برلين الحرة/ بيل دانفورد

قد يكون هناك أربعة مخازن جوفية للماء العذب تحت سطح القطب الجنوبي في المريخ. وتشير النتائج الجديدة -التي نُشرت مؤخراً في مجلة Nature Astronomy– إلى أن المريخ قد يكون موطناً لمخازن المياه السائلة بشكل أكثر مما كنا نعتقد من قبل.

معلومات سابقة في 2018

استخدمت مجموعة من الباحثين الإيطاليين نتائج عمليات رصد رادارية قام بها المسبار المداري مارس إكسبرس التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، وذلك لكشف وجود بحيرة من الماء السائل على عمق 1.5 كيلومتر تحت سطح المريخ. يبلغ طول البحيرة نحو 20 كيلومتراً، وقد عُثر عليها بالقرب من القطب الجنوبي، في أسفل منطقة من الجليد السميك، التي تحمل اسم المخازن الطبقية في القطب الجنوبي. نُفذت عمليات الرصد الراداري باستخدام أداة تسمى الرادار المريخي المتقدم للسبر تحت السطح وفي الأيونوسفير (اختصاراً: مارسيس MARSIS).

الدراسة الجديدة

بعد عامين، وبعد تحليل جديد لكامل مجموعة بيانات مارسيس (التي تتألف مما يزيد عن 134 حملة مسح رادارية)، أكد أعضاء من نفس الفريق وجود هذا المخزون المائي. ولكنهم اكتشفوا أيضاً أدلة تشير إلى وجود ثلاثة مخازن أخرى، يبعد كل منها أقل من 50 كيلومتراً عن المخزن الأول. يقوم التحليل الجديد على تطبيق الدروس التي تعلمها الباحثون في التمييز بين البيئات الرطبة والجافة تحت الجليد في البيانات الرادارية للقطب الجنوبي وجرينلاند.

لا تبدو المخازن المائية المكتشفة حديثاً مختلفة كثيراً عن المخزون المكتشف في 2018؛ حيث إن أطوالها تتراوح ما بين 10 و30 كيلومتراً. وتبدأ جميعاً على عمق 1.5 كيلومتر تحت الأرض، على الرغم من أننا لم نحدد حتى الآن العمق الفعلي لأي منها.

المياه

ولكن، لا تتوقعوا أن هذه المياه صالحة للشرب. وعلى الأرجح، فإن السبب الوحيد لبقائها سائلة -على الرغم من البرودة القاسية على المريخ- هو كونها مالحة للغاية؛ فالأملاح يمكنها أن تخفض درجة التجمد بشكل كبير. ويمكن أن نجد الكالسيوم والمغنيزيوم والصوديوم وغيرها من الأملاح في كل مكان على المريخ، وتشير التجارب السابقة إلى أن المياه المالحة يمكن أن تتشكل بسهولة في المناطق تحت القطبية في المريخ. ومن الممكن أنها سمحت لهذه البحيرات بالبقاء في وضع مستقر لفترة قد تصل إلى مليارات السنين.

ماذا إذن؟

يعد توافر الماء مسألة في غاية الأهمية بالنسبة لمستوطني المريخ في المستقبل. ولكن حتى لو أمكنت تحلية هذه المياه، فإن الوصول إليها يتطلب عملية حفر ضخمة. ويوجد على سطح المريخ، في المناطق القطبية، كميات كبيرة من الجليد الذي يمكن جمعه بسهولة أكبر بكثير.

ولكن من ناحية أخرى، فإن الأمر الأكثر إثارة حول هذه البحيرات الجوفية أنها يمكن أن تكون موطناً لحياة فضائية. ومن الممكن -تماماً كما على الأرض- أن بعض أشكال الحياة الميكروبية تطورت حتى تصبح قادرة على تحمل البيئة الصعبة ضمن هذه البحيرات المالحة تحت الجليد، واتخذتها موطناً لها.

وحتى نتمكن من دراسة هذه الفرضية بأفضل طريقة ممكنة، يجب أن ندرس المياه نفسها بشكل مباشر. تقول إيلينا بيتينيلي، وهي فيزيائية في جامعة روما تري في روما، ومؤلفة مشاركة في الدراسة الجديدة، إن استخدام مسبار سطحي أو عربة جوالة هو الخيار الأمثل لهذه المهمة. وتتمثل المشكلة الأكبر، بطبيعة الحال، في الوصول إلى هذه الأعماق. يمكن الالتفاف حول هذه المشكلة بقياس النشاط الزلزالي، الذي يمكن أن يلقي بعض الضوء على مدى الأعماق الحقيقية والخواص الهندسية لهذه الكتل المائية، وقد يعطي بعض المعلومات حول المواضع التي يُرجح أنها أكثر صلاحية للحياة من غيرها. غير أن الرصد الزلزالي سيكون قاصراً للغاية عن تقديم أية معلومات مؤكدة حول وجود الحياة على المريخ.

المحتوى محمي