سرق عدة أشخاص أكثر من 900 تذكرة رقمية لحفلات تايلور سويفت وفعاليات أخرى باهظة الثمن من منصة ستاب هوب (StubHub) وأعادوا بيعها على المنصة نفسها بأسعار أعلى.
عملية الاحتيال هذه كانت جزءاً من مخطط دولي، حيث تمكن أشخاص من جامايكا من سرقة عناوين التذاكر المشتراة، ثم إرسالها إلى شريك لهم في نيويورك، حمّلها وأعاد بيعها بأسعار مرتفعة. وبحسب التحقيقات، حقق المتورطون أرباحاً تجاوزت 635 ألف دولار خلال الفترة من يونيو 2022 إلى يوليو 2023. وكانت غالبية التذاكر المسروقة لجولة سويفت الموسيقية إيراس تور (Eras Tour)، بالإضافة إلى تذاكر لحفلات أديل وإيد شيرن، ومباريات دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين، وبطولة الولايات المتحدة المفتوحة للتنس.
اقرأ أيضاً: كيف تحمي هاتفك من القرصنة والاختراق؟
كيف جرت عملية السرقة؟
كشفت التحقيقات عن مخطط احتيالي معقد استغل فيه المتهمون ثغرة أمنية في منصة ستاب هاب لسرقة مئات التذاكر الرقمية لفعاليات كبرى وإعادة بيعها، محققين أرباحاً غير مشروعة. فيما يلي شرح تفصيلي لكيفية تنفيذ العملية خطوة بخطوة:
1. استغلال ثغرة في نظام شركة ستاب هاب
يعمل المتهمون لصالح شركة تُدعى سوثرلاند (Sutherland) تقدّم خدمات دعم لمنصة بيع التذاكر ستاب هاب.
بحكم عملهم، تمكنوا من الوصول إلى النظام الخاص بمنصة ستاب هاب واكتشفوا ثغرة أمنية فيها. سمحت هذه الثغرة لهم بالوصول إلى عناوين URL الخاصة بالتذاكر المبيعة، التي تكون عادةً في قائمة الانتظار قبل إرسالها إلى المشترين عبر البريد الإلكتروني.
2. سرقة روابط التذاكر الرقمية
نسخ المحتالون عناوين URL الخاصة بـ 993 تذكرة. هذه التذاكر شملت فعاليات ضخمة، وأبرزها حفلات جولة تور إيراس لتايلور سويفت، بالإضافة إلى حفلات آديل وإد شيرن دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين، وبطولة الولايات المتحدة المفتوحة للتنس.
3. إرسال التذاكر إلى شركاء آخرين
بعد نسخ عناوين البطاقات، أرسلها المتهمون عبر البريد الإلكتروني إلى شخص مقيم في نيويورك، استلم هذا الشخص الروابط وحمّل التذاكر الرقمية الأصلية.
4. إعادة بيع التذاكر على منصة ستاب هاب بأسعار مرتفعة
أعاد الشخص المقيم في نيويورك بيع التذاكر على نصة ستاب هاب لكن بسعر أعلى، وحقق أرباحاً ضخمة.
نظراً لأن التذاكر كانت لمناسبات ذات طلب مرتفع، فقد استطاع بيعها بسرعة، ما جعل اكتشاف الاحتيال صعباً.
اقرأ أيضاً: أسوأ عمليات الاختراق والانتهاكات وتسريب البيانات في 2024
الإجراءات التي اتُخِذت
بعد اكتشاف المخطط، سارعت شركة ستاب هاب إلى إبلاغ السلطات بما حدث، ما أدّى لبدء التحقيقات. وكإجراء وقائي، أعلنت الشركة إنهاء علاقتها بشركة سوثرلاند وتعزيز إجراءاتها الأمنية لمنع تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً. وأكدت الشركة أنها عوّضت المتضررين جميعهم من خلال استبدال التذاكر المسروقة أو إعادة ثمنها بالكامل.
لا تزال التحقيقات جارية لتحديد مدى اتساع عملية الاحتيال وكشف المتورطين فيها. حتى الآن، قُبِض على اثنين من المتهمين الرئيسيين، وهما تايرون روز (20 عاماً) وشامارا سيمونز (31 عاماً).
من الناحية القانونية، وُجِّهت إلى المتهمين تهم السرقة الكبرى والتلاعب بأجهزة الكمبيوتر والتآمر، وهي تهم قد تؤدي إلى عقوبات مشددة، يمكن أن تصل عقوبة السرقة الكبرى إلى السجن عشرات السنوات، كما أن تهمة التلاعب بأجهزة الكمبيوتر تعتبر جريمة خطيرة، وقد تؤدي إلى أحكام بالسجن تصل إلى عدة سنوات، وذلك اعتماداً على مدى الضرر الذي حصل. بالإضافة إلى ذلك، فإن تهمة التآمر يمكن أن تزيد العقوبة، خصوصاً إذا ثبت وجود شبكة منظمة تعمل عبر عدة دول.
وبالنظر إلى حجم الأموال المسروقة وطبيعة الاحتيال الدولي، فقد يواجه المتهمون أيضاً اتهامات دولية، وقد يعرّضهم ذلك لعقوبات أشد تشمل السجن فترات أطول، بالإضافة إلى غرامات مالية ضخمة. كما يمكن أن تؤدي التحقيقات المستمرة إلى كشف متورطين آخرين وتوسيع المحاكمات وزيادة العقوبات المحتملة.