تحاول سبيس إكس الحصول على ترخيص من الاتحاد العالمي للاتصالات للوصول إلى الطيف اللازم لتشغيل 30,000 قمر اصطناعي في شبكة ستارلينك، كما أوردت سبيس نيوز، وذلك بالإضافة إلى 12,000 قمر اصطناعي حازت مسبقاً على موافقة الاتحاد العالمي للاتصالات وهيئة الاتصالات الفدرالية. وقد بلغ إجمالي عدد الطلبات المودعة 20 طلباً، كل منها مخصص لمجموعة من 1,500 قمر اصطناعي ضمن مدارات متعددة على ارتفاعات تتراوح ما بين 328 و579 كيلومتراً.
نمو ستارلينك
أرسلت سبيس إكس 60 قمراً اصطناعياً من ستارلينك إلى المدار في مايو المنصرم، وتعتزم إطلاق نفس العدد في وقت لاحق من هذا الشهر. ووفقاً لمخططات الشركة، فإن شبكة ستارلينك للإنترنت ستصل إلى 12,000 قمر اصناعي تقدم خدمات الإنترنت على مستوى العالم.
ولطالما كان طموح إستراتيجية سبيس إكس محطَّ إعجاب الجميع، غير أنه يثير المخاوف أيضاً. فقد فقدت الشركة ثلاثة أقمار اصطناعية من الدفعة الأصلية التي أطلقتها إلى الفضاء، وهو ما يكافئ نسبة فشل تساوي 5% قد تمتد إلى باقي المجموعة أيضاً. كما أن الحادثة، التي كادت تؤدي مؤخراً إلى تصادم بين قمر اصطناعي من ستارلينك وقمر اصطناعي للطقس من وكالة الفضاء الأوروبية، أعادت إلى الأذهان شبحَ التصادم الذي يمكن أن يجعل من مدار الأرض أكثر خطورة بكثير بالنسبة للمركبات الفضائية، وربما غير صالح للاستخدام حتى.
لماذا قدمت سبيس إكس طلباً لتشغيل المزيد من الأقمار الاصطناعية؟
قبل هذا الإعلان، كانت سبيس إكس تتعرض للكثير من التدقيق حول مدى حاجتها الفعلية إلى مجموعة ضخمة من آلاف الأقمار الاصطناعية لتشغيل شبكة ستارلينك. يقول تيد مويلهوت، من المنظمة غير الربحية سبيس كوربوريشن، إن الحاجة إلى المزيد من الأقمار الاصطناعية "تعتمد إلى حد كبير للغاية على ما تحاول تحقيقه وما تحتاجه أقمارك الاصطناعية، وسعة العمل الذي تقوم به، والاستخدامات التي تحاول تحقيقها". وقد صُمم كل قمر من ستارلينك لتقديم خدمة أمثلية لعدد محدد من المستخدمين، وهو رقم ما زال مجهولاً حتى الآن، ولكن سبيس إكس استجابت لطلبنا للتعليق على هذا الموضوع، وقالت لإم آي تي تكنولوجي ريفيو: "مع تصاعد الطلب العالمي على خدمات الإنترنت السريعة والموثوقة، خصوصاً في الأماكن حيث الاتصالات غير متوفرة أو مكلفة للغاية أو غير موثوقة، فإن سبيس إكس تتخذ الخطوات اللازمة، وبشكل مسؤول، لتضخيم السعة الكلية وكثافة البيانات لشبكة ستارلينك؛ وذلك لتلبية النمو في الحاجات المتوقعة للمستخدمين".
يقول برايان ويدن، مدير تخطيط البرامج في منظمة سيكيور وورلد: "بشكل عام، فإن وجود المزيد من الأقمار الاصطناعية مفيد عند محاولة تأمين خدمات عريضة الحزمة وجيدة التغطية". وكما تؤدي زيادة عدد أبراج الاتصالات الخليوية إلى تحسين التغطية للزبائن، فإن زيادة عدد الأقمار الاصطناعية ستساعد المزيد من المستخدمين على الاتصال بالإنترنت. ويضيف ويدن: "ولكن من ناحية أخرى، فإن هذا الرقم يبدو كبيراً للغاية، ومن الصعب أن نجزم بضرورته دون الاطلاع على المزيد من التفاصيل".
عندما تطلب شركةٌ ما الحصول على حزمة من الطيف، فأمامها 7 سنوات لإطلاق قمر اصطناعي يستخدم الترددات المطلوبة، ويجب أن تشغله لمدة 90 يوماً على الأقل، وفي حال عدم تحقق هذه الشروط، فإن حقوق استخدام الحزمة الطيفية تصبح متاحة لطلب جديد.
إن محاولة حجز هذه الحزمة الكبيرة من الطيف يمكن أن تؤدي إلى معركة قانونية طويلة الأمد، وهذا يعتمد على ما إذا كانت هذه الترددات محجوزة من قَبل لأية خدمات فضائية أو أرضية. ومن المحتمل أيضاً أن سبيس إكس تحاول استباق المنافسة وإغراق الاتحاد العالمي للاتصالات بأكوام من المعاملات الورقية، خصوصاً وأن من المتوقع أن يضيف الاتحاد قواعد أكثر صرامة لحجز الترددات ضمن الطيف خلال مؤتمر سيُعقد قريباً. ويرى ويدن أيضاً أن الشركة قد لا تكون مهتمة فعلياً بإطلاق ثلاثين ألف قمر اصطناعي، ويقول: "أعتقد أن الشركة تخطط بشكل سابق، وقد قدمت الطلب منذ الآن تحسباً لعملية طويلة ومقعدة للغاية، وهذا ليس مؤشراً على ما تخطط له فعلياً".
كيف سيؤثر إطلاق 30,000 قمر اصطناعي إضافي إلى الفضاء؟
يلحظ روجر تومبسون، وهو أيضاً من أيروسبيس كوربوريشن، أن الارتفاعات المذكورة في الطلبات الجديدة -والواقعة في المدار الأرضي المنخفض- تمثل "المناطق الأكثر نظافة في الفضاء"، التي "نميل للتحليق بالمركبات الفضائية المأهولة فيها"، بما في ذلك محطة الفضاء الدولية. ومن ناحية أخرى، فهي مثالية لإطلاق الأقمار الاصطناعية التي تريد إخراجها من المدار بعد حوالي ربع قرن، وحيث لن تؤدي التصادمات إلى الكثير من الحطام الذي يدوم طويلاً.
ولكن إغراق هذه المنطقة بكل هذه الأجسام المتحركة، كما يضيف تومبسون، "سيؤثر على مستقبل التحليق الفضائي البشري". لطالما اعتُبر الاقتراب من محطة الفضاء الدولية لأقل من 201 كيلومتر أمراً غير مقبول على الإطلاق، ويجب على سبيس إكس أن تجد وسيلة لإدارة أقمارها الاصطناعية بحيث لا تمثل خطراً بإحداث أضرار في محطة الفضاء الدولية أو أية عمليات بشرية.