زوم تعتذر وتعلن خطة لحلّ عيوب الأمن والخصوصية

2 دقائق
مصدر الصورة: أنسبلاش

لقد تساءلنا في آخر مقالاتنا حول الثغرات الأمنية في تطبيق زوم: "هل ستتمكن الشركة من الاستجابة للانتقادات وتأمين هذه الثغرات بطريقة شفافة بما يكفي لإقناع المستخدمين أن مكالماتهم على زوم وبياناتهم محمية تماماً؟".

يبدو أن شركة زوم قد شعرت بضرورة التحرك السريع قبل أن تفقد مستخدميها، فقد أعلن إيريك يوان، الرئيس التنفيذي للشركة، في منشور مدونة يوم أمس أنه "اعتباراً من اليوم، سنصب كل جهودنا ومواردنا على قضايا الأمن والخصوصية والثقة"، مؤكداً أن "الشفافية تمثل جزءاً لا يتجزأ من ثقافة الشركة".

ما هي أهم الثغرات الأمنية ومشاكل الشفافية في تطبيق زوم؟

في الوقت الذي أجبر فيه وباء كورونا الناس على البقاء في منازلهم، سرعان ما أصبحت زوم منصة مؤتمرات الفيديو المفضلة لدى الكثيرين، إذ يتم استخدامها في كل شيء من مكالمات الفيديو الخاصة بالعمل إلى الحصص الدراسية إلى جلسات الدردشة الاجتماعية، بل تم استخدامها لتأدية الأعمال الحكومية الرسمية

لكن شهرة زوم الناشئة قد وضعتها أيضاً تحت أعين خبراء الأمن والخصوصية؛ فقد توالت التقارير خلال الأيام الماضية عن وجود ثغرات أمنية تنتهك خصوصية المستخدمين وعيوب في الإعدادات الافتراضية للتطبيق وتسريبات لعناوين البريد الإلكتروني للمستخدمين وجمع الملفات المتبادلة خلال الاجتماعات لاستخدامها في حملات الاستهداف الإعلاني. وكان أحدث التقارير قد كشف زيف ادعاء الشركة بتشفير المكالمات من طرف إلى طرف، مما أثار انتقادات حول درجة الشفافية التي تتمتع بها الشركة.

زوم تعتذر لمستخدميها وتبرِّر موقفها

قال الرئيس التنفيذي للشركة في رسالته يوم أمس إن منصة زوم قد شهدت ارتفاعاً هائلاً في عدد المستخدمين خلال الأشهر القليلة الماضية. فبعد أن كان عدد المستخدمين اليومي لا يتجاوز 10 مليون في ديسمبر من العام الماضي، بلغ اليوم أكثر من 200 مليون مستخدم يومي للتطبيق. وأضاف أن أكثر من 90,000 مدرسة في 20 بلداً قد لجأت إلى هذه المنصة لمتابعة حصصها الدراسية مع الطلاب في منازلهم.

وأكد يوان أن هذه الأعداد تتجاوز بكثير ما توقعته الشركة التي صممت خدمتها في الأساس لزبائنها من الشركات والمؤسسات الكبيرة. ولذا لم تكن هذه المنصة جاهزة لخدمة هذا العدد الهائل من المستخدمين ولتلبية طيفٍ واسع من الاستخدامات المتنوعة.

ووفقاً للرئيس التنفيذي للشركة، فإن هذا ما دفع فريق العمل فيها إلى مواصلة جهوده على مدار الساعة لضمان حسن سير الخدمة وتأمين تواصل الناس مع بعضهم البعض. لكنه أقر أن الشركة لم تتمكن من تلبية توقعات المستخدمين فيما يتعلق بمسائل الخصوصية والأمن، "ولذلك نحن نشعر بعميق الأسف" على حد تعبيره.

خطة زوم لتهدئة مخاوف المستخدمين وسدّ الثغرات الأمنية

تعهَّد الرئيس التنفيذي للشركة بتجميد جميع خطط تطوير المنتج لمدة ثلاثة أشهر وتركيز كامل جهود الشركة خلال هذه الفترة على قضايا الأمن والخصوصية والشفافية. ويأتي هذا التعهد ضمن مجموعة من الإجراءات الأخرى لإعادة اكتساب ثقة المستخدمين والتي تشمل مايلي:

  • توجيه جميع موارد الشركة نحو قضايا الأمن والخصوصية.
  • إجراء مراجعة شاملة مع خبراء خارجيين وممثلين للمستخدمين لضمان أمن استخدام التطبيق.
  • إعداد تقرير تفصيلي حول الشفافية، يتضمن معلومات عن الجهات والحكومات التي تطلب بيانات المستخدمين أو تسجيلات مكالماتهم.
  • تحسين برنامج الجوائز للأشخاص الذين يكتشفون ثغرات في التطبيق.
  • تعزيز الاستشارات مع الخبراء الأمنيين في المجال التكنولوجي لتطوير وتعزيز إجراءات الأمن والخصوصية.
  • تنفيذ سلسلة من اختبارات الاختراق الأخلاقي من أجل اكتشاف مواطن الخلل وإصلاحها.

كما أعلن يوان أنه اعتباراً من الأسبوع القادم، سيعقد مؤتمراً أسبوعياً عبر الإنترنت لتقديم التحديثات والحلول التي طبقتها الشركة لمعالجة المشاكل المتعلقة بالأمن والخصوصية.

 لا شك أنه من المطمئن بالنسبة للملايين رؤية شركة زوم تستجيب للمخاوف الأمنية عبر خطتها الجديدة وتتعهد بالالتزام بتقديم حلول للثغرات التي تم كشفها سابقاً. لكن علينا أخذ الحذر عند استخدام التطبيق خلال الفترة القادمة بانتظار أن تفضي الاستراتيجية الجديدة إلى تعزيز أمن منصة زوم وحماية خصوصية مستخدميها.

المحتوى محمي