في الفترة التي سبقت انتخابات 2020، والتي تعتبر من أشد الانتخابات تنازعاً في التاريخ الأميركي، كانت معظم صفحات فيسبوك الأكثر شعبية للمحتوى المتعلق بالأميركيين المسيحيين والأفارقة تُدار من قبل مزارع رسائل مضايقة في أوروبا الشرقية. كانت هذه الصفحات جزءاً من شبكة أكبر تمكنت من الوصول إلى حوالي نصف الأميركيين، وفقاً لتقرير داخلي في الشركة، وحققت ذلك الوصول بشكل أساسي نتيجة لتصميم منصة فيسبوك وخوارزمياتها المتعطشة إلى المشاركة والتفاعل، لا بسبب خيار المستخدم.
ومزارع رسائل المضايقة هي مجموعات احترافية تعمل بشكل منسّق على نشر محتوى استفزازي، غالباً على شكل دعاية موجهة، على شبكات التواصل الاجتماعي.
مصدر الفيديو: إم آي تي تكنولوجي ريفيو/ إنفاتو إيليمنتز
كُتب التقرير في أكتوبر 2019، وقد حصلت عليه إم آي تي تكنولوجي ريفيو من موظف سابق في فيسبوك لم يشارك في إجراء الأبحاث المتعلقة به، ووفقاً للتقرير، فقد فشلت فيسبوك بعد انتخابات 2016 في إعطاء الأولوية لإحداث تغييرات جذرية في كيفية ترويج منصتها للمعلومات وتوزيعها لها. وبدلاً من ذلك، اعتمدت الشركة على استراتيجية ردود الأفعال السريعة والموضعية، التي تتضمن مراقبة نشاط الأطراف الخبيثة ومكافحته عند انخراطها في الجدل السياسي، مع إضافة بعض الإجراءات التي تمنع حدوث "أسوأ ما يمكن حدوثه".
غير أن هذه المقاربة، كما يلحظ التقرير، لم تكن ذات جدوى تذكر في التأثير على المشكلة الأساسية. فقد واصلت مزارع رسائل المضايقة بناء قاعدة جماهيرية ضخمة بإدارة شبكات كاملة من صفحات فيسبوك. وكان محتوى هذه الصفحات يصل إلى 140 مليون مستخدم أميركي في الشهر، مع وجود نسبة 75% من هؤلاء المستخدمين ممن لم يتابعوا هذه الصفحات قط. كان هؤلاء يرون المحتوى بسبب نظام توصية المحتوى في فيسبوك، الذي كان يدفع بهذا المحتوى إلى صفحاتهم الرئيسية.
وكما كتب مؤلف التقرير، جيف ألين، وهو عالم بيانات سابق أساسي في فيسبوك: "بدلاً من أن يختار المستخدمون تلقي المحتوى من هذه الأطراف، فإن منصتنا هي التي كانت تختار منح هذه المزارع كل هذا الوصول الكبير".
أما جو أوسبورن، وهو ناطق باسم فيسبوك، فقد قال في تصريح إن الشركة "كانت قد بدأت بالتحقيق في هذه المسائل" عند نشر تقرير آلين، مضيفاً: "منذ ذلك الوقت، أسسنا الكثير من الفرق، وطورنا سياسات جديدة، وتعاونا مع نظرائنا في هذا المجال للتعامل مع هذه الشبكات، كما اتخذنا إجراءات صارمة ضد هذه المجموعات الزائفة الأجنبية والمحلية، وشاركنا النتائج علناً أربع مرات في السنة".
وفي أثناء تدقيق حقائق هذه المقالة قبل النشر بوقت قصير، وجدت إم آي تي تكنولوجي ريفيو أن خمساً من صفحات مزارع رسائل المضايقة المذكورة في التقرير لا تزال نشطة.
وجد التقرير أيضاً أن مزارع رسائل المضايقة كانت تصل إلى نفس الشرائح الديمغرافية التي ركزت عليها وكالة أبحاث الإنترنت آيرا (IRA) المدعومة من قبل الكرملين في انتخابات 2016، والتي استهدفت الأميركيين المسيحيين، والأفارقة، والأصليين. كما وجد تحقيق من بازفيد نيوز في 2018 أن عضواً واحداً على الأقل من آيرا الروسية، والمتهمة بالتدخل في انتخابات 2016 الأميركية، ذهب في زيارة إلى مقدونيا في فترة قريبة من ظهور أولى مزارع رسائل المضايقة فيها، على الرغم من أن التقرير لم يجد أي دليل دامغ على وجود صلة مؤكدة بين الحدثين. (جدير بالذكر أن فيسبوك قالت أيضاً إن تحقيقاتها لم تتوصل أيضاً إلى صلة بين آيرا ومزارع رسائل المضايقة المقدونية).
"هذه الظاهرة ليست طبيعية. وليست صحية" كما كتب آلين، مضيفاً: "لقد منحنا الأطراف المزيفة القدرة على مراكمة عدد كبير جداً من المتابعين لأهداف مجهولة إلى حد بعيد... وبما أن الأطراف التي يحتمل أنها مرتبطة بآيرا قادرة على الوصول إلى جمهور ضخم ينتمي إلى نفس الشرائح الديمغرافية التي تستهدفها آيرا، فهذا يعني وجود تهديد كبير لانتخابات 2020 الأميركية".
ويضيف: "إن نجاح مزارع رسائل المضايقة في استخدام هذه التكتيكات قد يدفع بأطراف خبيثة أخرى إلى استخدامها أيضاً، كما يتابع: "إذا كانت مزارع رسائل المضايقة تصل إلى 30 مليون مستخدم أميركي بمحتوى موجه إلى الأميركيين الأفارقة، فليس من المفاجئ على الإطلاق اكتشاف وجود جمهور كبير لآيرا في نفس هذه الشريحة السكانية".
كتب آلين هذا التقرير بوصفه الجزء الرابع والأخير من دراسة استمرت لسنة ونصف السنة حول مزارع رسائل المضايقة. وفي نفس الشهر، ترك الشركة، ويعود هذا جزئياً إلى إحباطه الناجم عن "التجاهل المتعمد" لبحثه من قبل قيادة الشركة، وذلك وفقاً لموظف فيسبوك السابق الذي قدم لنا هذا البحث. أما آلين، فقد رفض التعليق على هذا الأمر.
يكشف التقرير عن الحالة المزرية والمثيرة للقلق، التي آلت إليها المنصة بسبب إهمال قيادة فيسبوك لها لسنوات عديدة، وذلك على الرغم من تكرار الوعود العامة بمواجهة مشكلة التدخل الأجنبي في الانتخابات بكل جدية. وقد قررت إم آي تي تكنولوجي ريفيو كشف التقرير بأكمله للقراء، مع حذف أسماء الموظفين مراعاة للمصلحة العامة.
وتتضمن اكتشافات هذا التقرير:
- حتى أكتوبر 2019، كانت حوالي 15,000 صفحة فيسبوك بمتابعين بأكثرية أميركية تُدار من كوسوفو ومقدونيا من قبل أطراف خبيثة معروفة منذ انتخابات 2016.
- وتمكنت هذه الصفحات التابعة لمزارع رسائل المضايقة، التي يعاملها التقرير كصفحة واحدة لغرض المقارنة، مجتمعة من الوصول إلى 140 مليون مستخدم أميركي شهرياً، و360 مستخدماً على مستوى العالم أسبوعياً. أما صفحة والمارات، فقد وصلت إلى المرتبة الثانية من حيث حجم جمهورها الأميركي، والبالغ 100 مليون.
- أيضاً، تمكنت صفحات مزارع رسائل المضايقة مجتمعة من تشكيل:
- أكبر صفحة للأميركيين المسيحيين على فيسبوك، وهي أكبر بعشرين مرة من الصفحة التي تليها في الحجم، حيث تصل إلى 75 مليون مستخدم أميركي شهرياً، مع وجود نسبة 95% منهم ممن لم يتابعوا أياً من هذه الصفحات قط.
- أكبر صفحة للأميركيين الأفارقة على فيسبوك، وهي أكبر بثلاث مرات من الصفحة التي تليها في الحجم، حيث تصل إلى 30 مليون مستخدم أميركي شهرياً، مع وجود نسبة 85% منهم ممن لم يتابعوا أياً من هذه الصفحات قط.
- ثاني أكبر صفحة للأميركيين الأصليين على فيسبوك، حيث تصل إلى 400,000 مستخدم شهرياً، مع وجود نسبة 90% منهم ممن لم يتابعوا أياً من هذه الصفحات قط.
- خامس أكبر صفحة للنساء على فيسبوك، حيث تصل إلى 60 مليون مستخدم أميركي شهرياً، مع وجود نسبة 90% منهم ممن لم يتابعوا أياً من هذه الصفحات قط.
- تؤثر مزارع رسائل المضايقة بشكل أساسي في الولايات المتحدة، ولكنها تستهدف أيضاً المملكة المتحدة، وأستراليا، والهند، وبلدان أميركا الوسطى والجنوبية.
- أجرت فيسبوك عدة دراسات أكدت أن المحتوى الذي يرجح حصوله على مستوى عالٍ من التفاعل (إعجابات وتعليقات ومشاركات) يرجح أيضاً أن ينتمي إلى الأنواع المعروفة بأنها سيئة. وعلى الرغم من هذا، لا تزال الشركة تصنف المحتوى ضمن الصفحة الرئيسية للمستخدم بناء على ما سيتلقى أعلى قدر من التفاعل.
- تحظر فيسبوك على الصفحات نشر محتوى منسوخ من أجزاء أخرى من المنصة، لكنها لا تفرض هذه السياسة على الأطراف الخبيثة المعروفة. وهو ما يسهل على الأطراف الأجنبية التي لا تتقن اللغات المحلية نشر محتوى منسوخ بالكامل مع المحافظة على الوصول إلى جمهور ضخم. وفي إحدى المراحل، كانت نسبة 40% من مشاهدات الصفحات الأميركية عائدة إلى صفحات تقدّم بشكل أساسي محتوى غير أصيل أو محدود الأصالة.
- تمكنت مزارع رسائل المضايقة سابقاً من الوصول إلى برامج الشراكة إنستانت أرتيكلز وآد بريكس على فيسبوك، التي تم تصميمها لمساعدة المنظمات الإخبارية وغيرها من الناشرين على الاستفادة المادية من مقالاتهم وفيديوهاتهم. وفي إحدى المراحل، وبسبب عدم وجود تدقيقات أساسية على الجودة، كانت نسبة 60% من قراءات إنستانت أرتيكلز عائدة إلى محتوى كان مسروقاً من مكان آخر. وهو ما سهل على مزارع رسائل المضايقة التسلل دون إثارة الانتباه، بل والحصول على دفعات مالية من فيسبوك.
كيف تسمح فيسبوك بعمل مزارع رسائل المضايقة وتضخم جمهورها؟
ركز التقرير بشكل خاص على مزارع رسائل المضايقة في كوسوفو ومقدونيا، التي يديرها أشخاص لا يفهمون السياسات الأميركية بالضرورة. ولكن، وعلى الرغم من هذا، فإن هذه المزارع لا تزال قادرة على التأثير في الجدل السياسي إلى حد كبير بسبب طريقة تصميم أنظمة تصنيف المنشورات في صفحة فيسبوك الرئيسية.
وضمن التقرير، حدد آلين ثلاثة أسباب رئيسية لقدرة هذه الصفحات على جمع جمهور بهذه الضخامة: أولاً، فيسبوك لا تعاقب الصفحات على نشر محتوى غير أصيل بالكامل. فإذا حققت مادة ما انتشاراً واسعاً وسريعاً، فمن المرجح أن تحقق ذات النتيجة لدى نشرها مرة أخرى. وهو ما يجعل بناء قاعدة متابعين ضخمة بين الأميركيين الأفارقة، على سبيل المثال، أمراً سهلاً للغاية بالنسبة لأي شخص. حيث تستطيع الأطراف الخبيثة ببساطة نسخ محتوى سريع الانتشار من صفحات الأميركيين الأفارقة، أو حتى ريديت أو تويتر، ولصقه في صفحاتها الخاصة، أو العشرات من الصفحات في بعض الأحيان.
ثانياً، تدفع فيسبوك بالمحتوى المثير للتفاعل على صفحات الأشخاص الذين لا يتابعون هذه الصفحات. فعندما يعلق صديق المستخدم على منشور من هذه الصفحات أو يعيد مشاركته، سيرى المستخدم هذا المنشور في صفحته الرئيسية أيضاً. وكلما أحرز محتوى الصفحة المزيد من التعليقات والمشاركات، زاد امتداده خارج نطاق متابعيها. وهذا يعني أن مزارع رسائل المضايقة، التي ترتكز استراتيجيتها على إعادة نشر المحتوى الأكثر إثارة للتفاعل، تمتلك قدرة كبيرة للغاية على الوصول إلى جماهير جديدة.
ثالثاً، يقوم نظام تصنيف المحتوى في فيسبوك بدفع المحتوى الأكثر إثارة للتفاعل إلى أماكن متقدمة في صفحات المستخدمين الأساسية. في معظم الأحيان، فإن الأشخاص الذين يديرون مزارع رسائل المضايقة يحملون دوافع مالية أكثر مما هي سياسية، حيث ينشرون أي شيء يحقق أكبر قدر من التفاعل، بغض النظر عن المحتوى الفعلي. ولأن المحتوى الذي يتضمن معلومات مزيفة، أو المُصاغ بطريقة جذابة لزيادة عدد النقرات، أو الذي يزيد الانقسام السياسي، يكون أكثر تلقياً للتفاعل (كما يعترف تحليل فيسبوك الداخلي)، فإن مزارع رسائل المضايقة تميل إلى الإكثار من نشر هذا المحتوى مع مرور الوقت، كما يقول التقرير.
ولهذا، وفي أكتوبر 2019، كانت هذه المزارع تدير على فيسبوك جميع الصفحات الخمس عشرة الأهم التي تركز على الأميركيين المسيحيين، وعشراً من أهم خمس عشرة صفحة تركز على الأميركيين الأفارقة، وأربعاً من أهم اثنتي عشرة صفحة تركز على الأميركيين الأصليين.
أهم الصفحات الأميركية الأفريقية على فيسبوك
المرتبة | أميركية أفريقية | أهي تابعة لمزرعة رسائل مضايقة؟ |
---|---|---|
1 | ماي بيبي دادي أينت شت | نعم |
2 | إيسينس | لا |
3 | ذا روت | لا |
4 | ذا سورس ماجازين | لا |
5 | بلاك بيبيز | نعم |
6 | هاير أند بيوتي | نعم |
7 | جانج ميم فيديوز | نعم |
8 | سافيج هود | نعم |
9 | هود لايف ميمز | نعم |
10 | بلاك إنتربرايز | لا |
11 | سافيج هود ميمز | نعم |
12 | هود مود ميمز | نعم |
13 | هيلو بيوتيفول | لا |
14 | هودوب | نعم |
15 | ذا بوزيتيف بلاك إميجز | نعم |
أهم الصفحات الأميركية المسيحية على فيسبوك
المرتبة | مسيحية | أهي تابعة لمزرعة رسائل مضايقة؟ |
---|---|---|
1 | بي هابي إنجوي لايف | نعم |
2 | جيزوس إز ماي لورد | نعم |
3 | يو كان | نعم |
4 | سبيك لاودلي | نعم |
5 | بيربس أوف لايف | نعم |
6 | بوزيتيف كووتس | نعم |
7 | ميموريز أوف إيه لوفد ون | نعم |
8 | سمايل أند شاين | نعم |
9 | لايت أوف ذا وورلد | نعم |
10 | واي نات أس؟ | نعم |
11 | هابينيس إز إن يور مايند | نعم |
12 | ماي لايف | نعم |
13 | لايف إز بيوتيفول | نعم |
14 | بليسينج | نعم |
15 | كونشس ريمايندر | نعم |
16 | بليسد | نعم |
17 | جايدبوستس | لا |
18 | سيمبلي بيوتيفول | نعم |
19 | موتيفيشينال كووتس أند فيديوز | نعم |
20 | لايت كاندل فور إيه لوست لوفد ون | نعم |
21 | آي بيليف إن جود دو يو؟ | نعم |
22 | كريستيانيتي توداي | لا |
23 | لايف تشيرتش | لا |
أهم صفحات الأميركيين الأصليين على فيسبوك
المرتبة | أميركية أصلية | أهي تابعة لمزرعة رسائل مضايقة؟ |
---|---|---|
1 | إنديان كاونتري توداي | لا |
2 | أميريكان إنديان كوليج فاند | لا |
3 | أسوسييشن أون أميريكان إنديان أفايرز | لا |
4 | نايتف أميريكانز تشيروكي | نعم |
5 | نايتف أميريكانز تشيروكي | نعم |
6 | نايتف أميريكان تايمز | لا |
7 | نايتف أميريكان رايتس فاند | لا |
8 | ناشيونال كونجرس أوف أميريكان إنديانز | لا |
9 | ريدهوك نايتف أميريكان آرتس كاونسل | لا |
10 | إيجل سبيريت | نعم |
11 | بولد إيجلز سبيريت | نعم |
12 | نايتف أميريكان جورناليستس أسوسييشن | لا |
كتب آلين: "أعطت منصتنا أعلى الأصوات في المجتمع الأميركي المسيحي لثلة صغيرة من الأطراف الخبيثة، التي يمكن أن نؤكد بناء على ممارساتها في الإنتاج الإعلامي أن أفرادها لم يذهبوا يوماً إلى الكنيسة". وأضاف: "أعطت منصتنا أعلى الأصوات في المجتمع الأميركي الأفريقي لثلة صغيرة من الأطراف الخبيثة، التي يمكن أن نؤكد بناء على ممارساتها في الإنتاج الإعلامي أن أفرادها لم يتفاعلوا قط مع شخص أميركي أفريقي".
ويكمل كتابته: "سيبقى هذا ماثلاً في ذهني كأمر فائق الغرابة، ومخيف بشكل مروّع"، وبتابع "ومن الواضح بالنسبة لي أننا سنواجه مصاعب حقيقية في تحقيق مهمتنا إلى أن نتمكن من إصلاح هذا الوضع".
أيضاً، يقترح التقرير حلاً ممكناً. حيث كتب آلين: "ليست هذه على الإطلاق أول مرة تواجه فيها البشرية أطرافاً خبيثة في البيئة الإعلامية"، مشيراً إلى مقياس المصداقية المبني على البيان من جوجل، الذي يقيم جودة صفحة الويب بناء على عدد المرات التي تستشهد بصفحات أخرى عالية الجودة، وعدد المرات التي تستشهد تلك الصفحات عالية الجودة بها، وذلك لتخفيض مراتب الأطراف الخبيثة في تصنيفات نتائج البحث.
ويضيف: "لدينا تطبيقنا الخاص لمقياس المصداقية المبني على البيان". فإذا كانت المنصة أكثر مراعاة لهذا المعيار الموجود مسبقاً من حيث تصنيف الصفحات، فمن الممكن أن يساعد هذا على تغيير هذا التوجه المثير للقلق، حيث تصل الصفحات إلى أوسع جمهور ممكن.
ووفقاً لما كتبه آلين، فإن تصنيف فيسبوك يعطي الأولوية للتفاعل، ما يسمح لصفحات مزارع رسائل المضايقة بالتفوق على الصفحات الأصيلة. ولكن "مقدار مصداقية البيان لنسبة 90% من صفحات مزارع رسائل المضايقة يساوي الصفر تماماً، ما يعني تفوقاً واضحاً للصفحات الأصيلة".
مشكلات في النظام
أورد التقرير بحثاً عن جميع صفحات مزارع رسائل المضايقة، حيث كشف أن خمساً من هذه الصفحات لا تزال نشطة حتى الآن منذ سنتين:
- صفحة " ماي بيبي دادي أينت شت"، التي كانت أكبر صفحة تركز على الأميركيين الأفارقة في أكتوبر 2019.
- صفحة "سافاج هود"، التي تركز على الأميركيين الأفارقة.
- صفحة "هود فيديوز"، التي تركز على الأميركيين الأفارقة.
- صفحة "بيربس أوف لايف"، التي تركز على المسيحيين.
- صفحة "إيجل سبيريت" التي تركز على الأميركيين الأصليين.
يشير تقرير فيسبوك الذي نُشر مؤخراً بعنوان "المحتوى الذي يحقق نسب مشاهدة عالية"، والذي أثار الكثير من الجدل، إلى أن بعض الثغرات المهمة التي تستغلها مزارع رسائل المضايقة لا تزال موجودة. وقد أورد التقرير تسعة عشر منشوراً حققت أعلى مستويات من المشاهدة، وتتضمن هذه المجموعة خمسة عشر منشوراً سُرقت من منشورات أخرى حققت انتشاراً واسعاً وسريعاً على فيسبوك أو منصة أخرى، وذلك وفقاً لتحليل من كيسي نيوتن في ذا فيرج.
تشغل سامانثا برادشو منصب زميلة باحثة في مرحلة ما بعد الدكتوراة في جامعة ستانفورد، وتدرس التقاطعات بين المعلومات المزيفة ووسائل التواصل الاجتماعي والديمقراطية، وتقول إن التقرير "يعبر عن الكثير من المشكلات العميقة والمتجذرة في نظام المنصة وخوارزمياتها من حيث طريقتها في ترويج أنواع معينة من المحتوى لأنواع معينة من المستخدمين، وذلك فقط بناء على قيمة النمو وحسب". وإذا لم تُعالج هذه المشاكل، فسوف تستمر في تشكيل حوافز اقتصادية مشوهة تدفع الأطراف الخبيثة إلى المزيد من النشاط، وتضيف قائلة: "هذه هي المشكلة الحقيقية".