كيف تستعد الإمارات لعمل السيارات ذاتية القيادة على نطاق واسع بعد الترخيص لشركة وي رايد؟

4 دقائق
كيف تستعد الإمارات لعمل السيارات ذاتية القيادة على نطاق واسع بعد الترخيص لشركة وي رايد؟
حقوق الصورة: إم أي تي تكنولوجي ريفيو العربية. تصميم: مهدي أفشكو

أعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عبر تويتر، أن دولة الإمارات العربية المتحدة منحت أول رخصة وطنية للسيارات ذاتية القيادة على طرق الدولة، وقد مُنحت هذه الرخصة لشركة وي رايد (WeRide)، وهي شركة رائدة في مجال تكنولوجيا المركبات ذاتية القيادة.

هذه أول رخصة وطنية للسيارات ذاتية القيادة في الشرق الأوسط. بموجبها، ستجري شركة وي رايد العديد من اختبارات السيارات ذاتية القيادة على طرق الإمارات.

 

ما المقصود برخصة السيارات ذاتية القيادة؟

رخصة السيارات ذاتية القيادة هي تفويض قانوني يسمح لشركة أو كيان باختبار وتشغيل السيارات ذاتية القيادة على الطرق العامة. تتطلب هذه الرخصة من مقدم الطلب تلبية معايير وشروط معينة مثل توفير مواصفات معينة، وتطبيق معايير سلامة صارمة، وتغطية تأمين للحوادث والأعطال، ومشاركة البيانات، والتزامات أخرى.

تحدد الرخصة أيضاً شروط وقيود عمليات الاختبار والتشغيل مثل المناطق الجغرافية، وحدود السرعة، والظروف الجوية، وعدد السيارات ونوعها، ومستوى الإشراف البشري عليها.

تُمنح رخصة السيارة ذاتية القيادة من قِبل السلطة الوطنية للدولة أو سُلطة المنطقة المحلية، وذلك اعتماداً على نظام الحكم وتوزيع الصلاحيات في الدولة ولوائحها القانونية.

اقرأ أيضاً: ما مستويات الاستقلالية في السيارات ذاتية القيادة؟ وما المستوى الذي وصلنا إليه الآن؟

ما أهمية هذا الترخيص وفوائده؟

يعكس إصدار هذه الرخصة للسيارات ذاتية القيادة تغييراً في طريقة التنقل ستشهدها الإمارات في المستقبل، حيث تهدف دولة الإمارات إلى جعل 25% من مركبات النقل على طرقاتها ذاتية القيادة  بحلول عام 2030.

الرخصة التي حصلت عليها شركة وي رايد ستجعل الشركة قادرة على إظهار قدراتها وحلولها المتقدمة في القيادة الذاتية على طرق الإمارات وبيئات الدولة المختلفة، كما ستسهل تعاون الشركة مع الشركات والمؤسسات المحلية التي يمكن أن تستفيد من السيارات ذاتية القيادة أو تتأثر بها.

اقرأ أيضاً: هل يتعين علينا تقبّل انتشار السيارات ذاتية القيادة على الطرق دون أن نميزها؟

كيف مُنح هذا الترخيص؟

مُنح الترخيص من قِبل مجلس الوزراء الإماراتي بعد مراجعة الطلب المقدم من شركة وي رايد. تضمن الطلب معلومات مفصّلة حول شركة وي رايد وتقنياتها وتدابير السلامة والخطط التشغيلية وإدارة البيانات والمسؤولية، كما تضمن تعهداً من الشركة بتطبيق المعايير المطلوبة والالتزام باللوائح القانونية المعمول بها في الإمارات.

جاء هذا الترخيص بعد أن أكمل قسم روبو تاكسي (Robotaxi)، التابع لشركة وي رايد، اختبارات عامة على طرق معينة في الإمارات منذ العام الماضي، وتضمنت تلك الاختبارات تقييماً لأداء وي رايد من حيث السلامة والموثوقية والكفاءة ورضا المستخدمين، كما تضمنت التنسيق مع السُلطات المحلية ذات الصلة وأصحاب المصلحة، مثل إدارة المرور والطرق وإدارات الشرطة وخدمات الطوارئ وشركات التأمين.

اقرأ أيضاً: ما أحدث الأفكار في تصميم السيارات ذاتية القيادة التي يمكنها الذهاب إلى أي مكان؟

متى ستبدأ وي رايد تسيير سياراتها ذاتية القيادة؟

في الحقيقة، بدأت وي رايد اختباراتها منذ عام 2022، عندما بدأ قسم روبو تاكسي تجربة السيارات على طرق معينة في الإمارات. لكن الآن، بعد الحصول على الترخيص من مجلس الوزراء الإماراتي، ستكون الشركة قادرة على إجراء اختباراتها على المستوى الوطني، أي على أي طريق في الإمارات وفي أي إمارة، بشرط الالتزام بمعايير محددة في الترخيص، كما ستكون الشركة ملزمة بمشاركة بيانات نتائج تجاربها مع السُلطات المحلية للتأكد من تلبية المعايير وتقييم النتائج والاستفادة منها.

اقرأ أيضاً: لماذا لا تزال السيارات ذاتية القيادة بحاجة إلى إشراف بشري؟

التعامل مع مخاطر السيارات ذاتية القيادة

تشمل مخاطر السيارات ذاتية القيادة الأعطال الفنية والهجمات السيبرانية والمسؤولية القانونية والقبول الاجتماعي وغيرها. وللتعامل مع هذه المخاطر، تتبنى وي رايد نهجاً شاملاً يغطي جوانب متعددة هي:

  • التكنولوجيا: تستخدم وي رايد أحدث التقنيات في سياراتها، وتتضمن أجهزة استشعار وكاميرات متعددة وخوارزميات ذكاء اصطناعي، والبرمجيات التي تمكّن السيارة من إدراك ما حولها والقيادة في مواقف مختلفة. زوّدت السيارات أيضاً بأنظمة يمكنها التحكم في السيارة وإيقافها بأمان إذا فشل أحد المكونات، ويتم تحديث وتحسين كل هذه التقنيات بصورة منتظمة.
  • السلامة: تتبع وي رايد معايير سلامة صارمة تمنح السيارة القدرة على كشف وتجنب المخاطر المحتملة، مثل المشاة وراكبي الدراجات والحيوانات والعقبات والسيارات الأخرى، كما تتضمن التزامها بالقوانين مثل الالتزام بإشارات المرور والعلامات وحدود السرعة. وتستطيع السيارة أيضاً التعامل مع حالات الطوارئ مثل الكبح أو التوقف بطريقة آمنة، بالإضافة إلى إمكانية التبديل إلى وضع القيادة اليدوي إذا لزم الأمر، حيث يمكن أن يتولى السائق البشري القيادة في أي لحظة.
  • الأمن السيبراني: تستخدم وي رايد معايير تشفير ومصادقة متقدمة تحمي السيارة من الوصول غير المصرح به أو التلاعب أو التخريب. تراقب الشركة وتستجيب لأي تهديدات أو حوادث سيبرانية قد تعرض وظائف السيارة أو بياناتها للخطر، وهي تحترم وتحمي خصوصية العملاء والبيانات التي تجمعها السيارة.
  • المسؤولية: تتحمل وي رايد المسؤولية الكاملة عن أي أضرار أو إصابات تسببها السيارات أثناء تشغيلها، كما توفّر تغطية تأمين كافية لأي مطالبات أو دعاوى قضائية محتملة، وستكون متعاونة مع السُلطات المحلية لمشاركة معلومات عن أي حادث أو خطر قد تسببه سياراتها.
  • القبول: ستعمل الشركة على زيادة وعي الأفراد والمؤسسات والشركات في الإمارات بالسيارات ذاتية القيادة، وذلك من خلال شرح فوائدها ومزاياها. ستطلب الشركة أيضاً تعليقات واقتراحات لتحسين منتجاتها وخدماتها.

اقرأ أيضاً: كيف يمكن أن تكون السيارات ذاتية القيادة أكثر أماناً على الطريق؟

مستقبل السيارات ذاتية القيادة في الإمارات

الإمارات ليست الدولة الأولى التي منحت تراخيص وطنية للسيارات ذاتية القيادة، فالعديد من الدول الأخرى منح تراخيص أو تصاريح مماثلة مثل الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا والصين، وترخيص وي رايد الوطني يأتي في إطار سعي الإمارات لمواكبة الدول المتقدمة وتبني السيارات ذاتية القيادة كجزء من رؤيتها المستقبلية، وذلك بعد أن استثمرت الدولة الكثير في تطوير بنيتها التحتية وسياساتها لدعم النمو والابتكار في قطاع السيارات ذاتية القيادة.

بالإضافة إلى ذلك، أقامت الإمارات شراكات استراتيجية مع لاعبين عالميين في هذا المجال، مثل شركة وي رايد، كما عززت ثقافة ريادة الأعمال والإبداع التي تشجّع المواهب المحلية والشركات الناشئة على المساهمة في تطوير السيارات ذاتية القيادة.

اقرأ أيضاً: تقنية جديدة أخرى تمهّد الطريق للسيارات ذاتية القيادة

من المتوقع أن نرى المزيد من السيارات ذاتية القيادة على طرق الإمارات في السنوات القادمة، ما سيوفّر المزيد من الراحة والأمان والكفاءة والمتعة لسكانها وزوارها.

المحتوى محمي