ملاحظة: تأجَّل الإطلاق مرتين إلى أن تم الأمر بالفعل في 3 ديسمبر الماضي، وقد تم التأجيل بداعي إجراء المزيد من التدقيق على المرحلة الثانية.
بعد تأجيل الإطلاق لمرتين، وصل أكثر من 60 قمراً اصطناعياً إلى الفضاء الخارجي، وذلك ضمن واحدة من أضخم البعثات المشتركة في تاريخ الفضاء.
قامت شركة سبيسفلايت إندستريز بتنظيم الرحلة، التي انطلقت من قاعدة فاندنبيرج لسلاح الجو في كاليفورنيا على متن صاروخ فالكون 9 من سبيس إكس، وتتضمن حمولة الرحلة أشياء تتعلق بخمس وثلاثين منظمة مختلفة. وقد دخلت هذه الرحلة التاريخ من باب آخر أيضاً، فقد تم استخدام الصاروخ الذي يحملها لمرتين من قبل، حيث إنه من الصواريخ متكررة الاستخدام، وهي المرة الثالثة لإقلاعه وهبوطه، وهي تعتبر سابقة في تاريخ سبيس إكس.
وقد تعرض هذا الحدث التاريخي للتأجيل مرتين، الأولى في بداية نوفمبر الماضي لإجراء المزيد من الفحوصات قبل الإطلاق، والثانية قبل نهاية نوفمبر بسبب اشتداد الرياح على ارتفاعات كبيرة.
وقد أصبح الصعود إلى الفضاء أكثر سهولة بفضل هذه الرحلات المشتركة، التي تخفض من تكاليف مغادرة سطح الأرض. وعلى الرغم من أن الأقمار الاصطناعية الصغيرة تُرسل عادة ضمن بعثات أو حمولات أكبر، فإن هذه الرحلة كانت مخصَّصة حصراً لها. فقد وصل الطلب إلى حد يسمح بإرسال الحمولات الصغيرة بشكل فوري من دون انتظار عمليات الإطلاق الكبيرة، حيث إن تقاسم التكاليف يتيح لمزيد من المنظمات إرسال أقمارها الاصطناعية إلى الفضاء.
هذا لا يعني بالطبع أنه بوسع أي كان إرسال أي شيء إلى الفضاء، فما زالت التكلفة تُقدَّر بمئات الآلاف من الدولارات، أو بضعة ملايين، اعتماداً على حجم ووزن القمر الاصطناعي. ولكن هذا يسمح للمزيد من المجموعات بالذهاب إلى الفضاء بعد أن كان هذا مستحيلاً من قبل، بدءاً بالمتاحف ووصولاً إلى... الموتى!
إذن، ما (أو مَن) الذي كان على متن الرحلة؟
إليك فيما يلي عينة من الجهات التي أرسلت أشياء إلى الفضاء، من فنانين وشركات ورواد أعمال مختصين بالفضاء:
"روح" رائد فضاء
تتضمَّن المركبة الفضائية إينوك -التي يمتلكها متحف مقاطعة لوس أنجلوس للفن- حمولة فريدة من نوعها وفقاً للأقاويل، وهذه الحمولة هي عبارة عن إناء من الذهب من عيار 24 قيراط يحمل صورة نصفية لأول رائد فضاء أميركي من أصول أفريقية. ولا نقصد به جويون بلوفورد جونيور، أول رائد فضاء أميركي من أصول أفريقية يصل إلى الفضاء، بل روبرت هنري لورنس جونيور، أول أميركي من أصول أفريقية تم اختياره للتدريب في 1967، ومن سوء الحظ أنه لاقى حتفه بعد فترة قصيرة في حادث طائرة مقاتلة. ويأمل الفنان تافاريس ستراتشان بأن هذا العمل الفني سيساعد روح رائد الفضاء على الوصول إلى الفضاء، حتى لو لم يتمكن من تحقيق هذا في حياته.
تم تصميم الإناء على شكل الحاويات المستخدمة لتخزين الأعضاء لدى المصريين القدامى، وقد حظي بمباركة روحانية في معبد ياباني.
العاكس المداري
قد تكون هذه القطعة الفنية لتريفور باجلين هي الأكثر لفتاً للنظر في الحمولة؛ حيث إنها ستكون مرئية من الأرض، وهي عبارة عن منحوتة تقوم بنفخ نفسها على شكل سيف يعكس أشعة الشمس، مما يسمح للبشر برؤيته بالعين المجردة. ويهدف هذا المشروع إلى "تحويل الفضاء إلى مكان" ولفت نظر الناس إلى النشاط المداري حول الكوكب. ويمكنك أن تتفقده قريباً في سماء قريبة منك، ولكن يجب أن تسرع؛ لأنه لن يبقى في المدار سوى بضعة أسابيع قبل أن يقع نحو الغلاف الجوي وينتثر.
أول قمر اصطناعي هندي خاص
قامت حكومة الهند بإطلاق مركبة فضائية من قبل، ولكن هذه المركبة ستكون هي الأولى التابعة لمجموعة خاصة. هذا القمر الاصطناعي إكسيدسات 1 -الذي قامت مجموعة إكسيدسبيس بتصنيعه- سيعمل على تعزيز الاتصالات لهواة الراديو، ومساعدة الهند في فترات الكوارث الطبيعية. وتعمل الشركة الآن على بناء المزيد من الأقمار الاصطناعية، إضافة إلى منشأة لتصنيع الأقمار الاصطناعية في الهند.
هوك آي 360
تعود ثلاثة من الأقمار الاصطناعية في هذه الرحلة إلى الشركة الناشئة هوك آي 360، وستكون الأولى ضمن مجموعة مصمَّمة لمراقبة الإشارات الراديوية من الأرض. وتنفِّذ هذه الأقمار عمليات تتبع مفصلة، وذلك عن طريق جمع وتحديد مواضع إشارات الترددات الراديوية الصادرة عن أشياء مثل أجهزة الراديو المحمولة وأنظمة الرادار والهواتف التي تعتمد على الأقمار الاصطناعية. ولا شك في أن هذا المشروع يؤدي إلى الكثير من التطبيقات العسكرية، ولكن من المرجح أن تتضمن تجربته الأولى مراقبة عمليات الصيد المخالفة للقانون.
وقد أخبرت الشركة مجلة إم آي تي تكنولوجي ريفيو أن لديها قائمة انتظار تتضمن العديد من الزبائن، بما فيهم وزارة الدفاع والمخابرات وبعض الوكالات المدنية في أميركا، إضافة إلى بضعة وكالات حكومية أخرى، وربما بعض المنظمات غير الحكومية ومؤسسات الاتصالات؛ حيث تخطط الشركة لإطلاق ثلاثة أقمار اصطناعية أخرى في 2019، ونشر شبكة كاملة الجاهزية من 18 قمراً اصطناعياً بحلول منتصف العشرينيات، وستمكِّنها هذه الشبكة من الحصول على صورة جديدة لأي نقطة من الأرض بفواصل زمنية تتراوح ما بين 30 و45 دقيقة.
رفات محترق
تحوي مركبة إيليسيوم ستار 2 (من شركة إيليسيوم سبيس) على رفات مجموعة من المتوفين الذين كانوا يرغبون في التحول إلى شهب مضيئة، ويمكن القول إن هذه المركبة تمثل رحلة مشتركة ضمن رحلة مشتركة، حيث دفع كل من هؤلاء مبلغ 2,490 دولار حتى يكون جزءاً من هذه التجربة، وستحلق عينات الرفات هذه في المدار لمدة عامين قبل أن تحترق في الغلاف الجوي. وقد فشلت مركبة ستار 1 (المخصصة لنفس المهمة) في الوصول إلى المدار بعد الإقلاع في 2015، أي أن هذه تمثل أول بعثة ناجحة للشركة.
وعلى الرغم من نجاح مهمة واحدة فقط، فقد بدأت الشركة تبيع الأماكن في بعثة أكثر طموحاً للعام المقبل، وهي: إرسال الرفات إلى القمر.