كيف سيعمل الذكاء الاصطناعي مع البشر لمستقبل أفضل في الرعاية الصحية؟

3 دقائق
كيف سيعمل الذكاء الاصطناعي مع البشر لمستقبل أفضل في الرعاية الصحية؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Tridsanu Thopet

إن ظهور "الذكاء الاصطناعي كخدمة" أو ما يعرف بمنصات (Artificial Intelligence as a Service) (AIaaS)، سيمكّن البشر من إشراك الذكاء الاصطناعي في كل جانب من جوانب عملهم، وعلى كل مستوى، وفي كل مجال. حيث إن الشراكة مع الذكاء الاصطناعي ستصبح مطلباً في بعض المجالات. فعلى سبيل المثال، أعتقد أنه في المستقبل سيكون إجراء تشخيص طبي دون الاستعانة بالذكاء الاصطناعي من الممارسات الخاطئة. يتم نشر ما يقارب من 5000 ورقة علمية طبية يومياً، فكم ورقة منها باعتقادك قد يكون طبيبك قد قرأ هذا الصباح؟

اقرأ أيضاً: تعاون الطبيب مع الذكاء الاصطناعي يتفوق على القدرات المنفردة لكل منهما في الكشف عن سرطان الثدي

كما أن الذكاء الاصطناعي يسبب موجة هائلة من التغيير في مجال الرعاية الصحية. يتمثل أحد الجوانب الرئيسية لهذا التغيير في المشاركة بين العلماء والمهنيين الطبيين مع الذكاء الاصطناعي بهدف تحسين الرعاية الصحية وتحسين النتائج على حدٍ سواء. وإليك  بعض الأمثلة:

كيف يساعد الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية والتشخيص الطبي؟

يساعد الذكاء الاصطناعي الفرق الطبية في تحديد أمراض الرئة بشكل أسرع وأكثر دقة

 فغالباً ما يتطلب مرض السل والالتهاب الرئوي والالتهابات الأخرى التي تؤثر على الرئتين، إجراء فحوصات بالأشعة المقطعية، أو اختبارات الدم، أو صور الأشعة السينية، أو الموجات فوق الصوتية. وقد يتطلب الحصول على نتائج هذه الاختبارات أحياناً فترات طويلة من الانتظار. لذلك لجأ الباحثون في اسكتلندا إلى استخدام تقنية قائمة على الذكاء الاصطناعي تم إنشاؤها في الأصل للكشف عن كوفيد-19، وتتكون من صور الأشعة السينية وذلك للمساعدة في تحديد مجموعة من أمراض الرئة المختلفة في غضون دقائق، بدقة تصل إلى نحو 98%.

يسمح الذكاء الاصطناعي للأطباء بالتفريق بين الأمراض الجلدية بسهولة

حيث تستخدم شركة ستارت آب بيكشن هيلث Startup Piction Health، التعلم الآلي لمساعدة الأطباء في التعرف على أمراض الجلد ومعالجتها، وذلك من خلال التقاط صورة. يمكن للتطبيق الذي يحدد الأمراض الجلدية التي تتراوح من حب الشباب إلى سرطان الجلد، تقليل الوقت الذي يستغرقه الأطباء لتقييم الحالة بنسبة تصل إلى 30%.

اقرأ أيضاً: هيكل خارجي يستخدم التعلم الآلي لمساعدة ذوي القدرة المحدودة على المشي

يساعد الذكاء الاصطناعي في تشخيص العيوب الخلقية في صور الموجات فوق الصوتية للجنين

استخدم الباحثون في جامعة أوتاوا نموذج التعلم العميق كأداة مساعدة لتشخيص ورم رطب كيسي بشكلٍ سريع ودقيق، وهو اضطراب نادر قد يكون مميتاً، وذلك من خلال إجراء عمليات المسح بالموجات فوق الصوتية في الثلث الأول من الحمل. كانت الدراسة بمثابة اختبار لمعرفة مدى جودة أداء التعرف على الأمراض باستخدام الذكاء الاصطناعي، مقارنة بالنهج التقليدي. كما دوّن الدكتور مارك والكر، الذي أجرى الدراسة ما يلي: "إن النتائج التي توصلنا إليها كانت في مجال الموجات فوق الصوتية، ويمكننا استخدام الأدوات نفسها لتصنيف الصور والتعرف عليها بدقة وخصوصية عاليتين."

سنتمكن في العقد القادم من نقل الرعاية الصحية من المستشفى وخارج عيادة الطبيب، إلى منزلك باستخدام مستشعرات بيومترية (قابلة للارتداء) على جسمك، وداخل جسمك باستخدام (المواد المزروعة والمواد الاستهلاكية)، وفي جميع أنحاء بيئتك (المنزل والمكتب). تعمل هذه المستشعرات باستمرار، وتزود الذكاء الاصطناعي الطبي الخاص بك بالمعلومات على الدوام، ما يساعدك دائماً في تحسين صحتك والوقاية من الأمراض حتى قبل أن تبدأ.

اقرأ أيضاً: مقابلة مع عالمة الذكاء الاصطناعي دينا قتابي عن المنزل الذكي وتكنولوجيا الرعاية الصحية

لن يسير الطب مستقبلاً بشكل ثابت، بل سيتطور بشكلٍ متسارعٍ وربما صادم إلى حد كبير. ربما لا يوجد مثال أفضل من الأخبار التي تفيد بأنه في 22 يناير/ كانون الثاني 2023، تمكن بوت الدردشة تشات جي بي تي الذي أطلقته أوبن أيه آي من اجتياز امتحان الترخيص الطبي للولايات المتحدة (USMLE)، وهو امتحان يستغرق عادةً 4 سنوات في كلية الطب وأكثر من عامين من الدورات السريرية لاجتيازه. 

كما تجدر الإشارة إلى أنه في الفترة نفسها، تمكن تشات جي بي تي أيضاً من اجتياز امتحان البار القانوني، وامتحان ماجستير إدارة الأعمال بجامعة وارتون

إذا كنت تعمل في المجال الطبي، فكيف يمكنك تجاوز هذه التغييرات القادمة؟

نحن في لحظة فريدة للغاية، فنحن على أبواب ثورة ستؤدي إلى ظهور عدد من الشركات/ الصناعات التي تبلغ قيمتها تريليون دولار، كما أن مجال الرعاية الصحية ليس استثناءً فقد يشمل هذا التغيير مجالات أخرى.

المحتوى محمي