نظام لمنع الاصطدام بحيتان الأوركا
أعلنت جامعة سايمون فريزر الكندية أنها أطلقت مشروعاً لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في تصنيف أصوات الحيتان القاتلة، موضحة أن الهدف النهائي من المشروع الجديد هو تطوير نظام تحذير يمنع السفن المتواجدة بالقرب من الحيتان المهددة بالانقراض من الاصطدام بها.
وذكرت الجامعة، في بيان صحفي نشرته على موقعها الإلكتروني، أن روث جوي عالمة البيئة الإحصائية والمحاضرة في كلية العلوم البيئية بالجامعة، ستقود فريق الباحثين العاملين في "مشروع الشبكة العصبية" الذي يهدف لحماية حيتان الأوركا من ضربات السفن القاتلة.
وأضافت أن المشروع يسعى إلى تطوير نظام يراقب الأصوات الواردة من شبكة من الميكروفونات المائية التي تم نشرها على طول ممرات الشحن في بحر ساليش الذي يمر بالقرب من مقاطعة بريتيش كولومبيا، للكشف عن أصوات الحيتان وإرسال تنبيهات في الوقت الفعلي إلى السفن لإخطارها بإبطاء أو تغيير مسارها عندما تكون الحيتان في المنطقة.
ومن المقرر أن تدعم وزارة مصائد الأسماك والمحيطات الكندية المشروع الجديد بمبلغ 568 ألف دولار أميركي، في إطار "مبادرة اكتشاف الحيتان وتفادي الاصطدام بها".
الكمبيوتر يتعلم تمييز أصوات الحيتان
يعتمد الباحثون على مجموعة بيانات هائلة الحجم لأصوات الحيتان جمعها مشروع آخر يُدعى (Orcasound) نفذته مبادرة (Big Data Hub) التابعة لجامعة سايمون فريزر. ويقول ستيفن بيرجنر الباحث في علوم الحوسبة بالجامعة، إن البيانات الصوتية ستُستخدم في "تعليم" الكمبيوتر كيفية التفرقة بين أصوات كل نوع من أنواع الحيتان، الأمر الذي يتطلب تضافر جهود الخبراء في العديد من التخصصات ومنها الأحياء والإحصاء والتعلم الآلي.
ويضيف بيرجنر: "في النهاية، نحن نطور نظاماً يتعاون من خلاله الخبراء البشريون مع الخوارزميات". ومن المتوقع الانتهاء من المشروع بحلول عام 2022.
وأوضحت الجامعة أن حيتان الأوركا القاتلة التي تتواجد على طول الساحل الغربي لكندا تنقسم إلى أربع مجموعات مستقلة: مجموعتان تعيشان شمال وجنوب الساحل وتتغذيان على أسماك السلمون، ومجموعة حيتان متنقلة تتغذى على الفقمة أو الحيتان الأخرى، ومجموعة تسكن بعيداً عن الساحل وتفترس في الغالب أسماك القرش.
لهجة خاصة بكل عائلة
ذكرت الجامعة أن كل مجموعة من المجموعات الأربعة تصدر أصواتاً مختلفة، كما تنقسم تلك المجموعات إلى عائلات، وكل عائلة لها "لهجة خاصة بها"، على نحو يشبه أشخاصاً يتحدثون نفس اللغة ولكنهم من بلدان مختلفة.
وتشير جوي إلى أنه من الصعب معرفة العدد الدقيق لحيتان الأوركا التي ضربتها السفن، لكن ثمة العديد من الحالات المسجلة بالفعل، مضيفة أن الباحثين وجدوا عام 2017 حوتاً جرفته المياه على الشاطئ بعدما قُتل نتيجة صدمة شديدة. واعتبرت أن عدم تأكدهم مما أصاب الحوت على نحو دقيق يثبت مدى أهمية نظام الذكاء الاصطناعي الذي يجري تطويره حالياً.
وأوضحت أن الباحثين لا يتمكنون من تحديد أسباب وفاة الحيتان بعد الاصطدام إلا عندما تطفو جثثها على الفور، وهو ما لا يحدث في الغالب.