دواء ستيرويدي رخيص قد يكون أول دواء لفيروس كورونا من شأنه أن ينقذ الأرواح

2 دقائق
دواء كورونا

الخبر

يقلل دواء ستيرويدي رخيص -يدعى ديكساميثازون- بشكل كبير من احتمال وفاة المريض المصاب بالحالات الشديدة من فيروس كورونا، وذلك وفقاً لأكبر تجربة في العالم للعلاجات الموجودة. وهو يقلل على وجه التحديد من خطر وفاة المرضى الخاضعين لأجهزة التنفس الصناعي بنسبة الثلث. أما بالنسبة للأشخاص الذين يتلقون الأكسجين، فإنه يقلل من خطر الوفاة بمقدار الخمس. يعدّ هذا الدواء أحد ستة علاجات موجودة من قبل تتم تجربتها حالياً على مرضى فيروس كورونا كجزء من دراسة تقودها جامعة أكسفورد

التفاصيل

قام الباحثون بإشراك 6412 مريضاً في الدراسة، واختاروا 2104 مريضاً لأخذ 6 ملليجرام من دواء ديكساميثازون كل يوم لمدة 10 أيام، إما عن طريق الحقن أو الفم، بينما تلقى المرضى الـ 4321 الباقون العناية التقليدية وحدها. وفي حين أن الدواء قلل بشكل كبير من عدد الوفيات بين المرضى الخاضعين لأجهزة التنفس الصناعي والمرضى الذين يتلقون الأكسجين، إلا أنه لم يكن مفيداً للمرضى الذين لا يحتاجون إلى دعم التنفس، الذين يشكلون الغالبية العظمى من الأشخاص المصابين بفيروس كورونا. وعلى وجه الخصوص، يبدو أن دواء ديكساميثازون يوقف بعض الأضرار التي يمكن أن تحدث عندما تتعرض الأجهزة المناعية للمرضى للاستجابة المفرطة في محاولة لمواجهة فيروس كورونا، وهي ظاهرة تعرف باسم: عاصفة السيتوكين.

الخبر السار

لم يُصدر الباحثون سوى بيان حتى الآن، ولم يتم نشر البحث بعد، وستساعد الدراسات الأخرى في تأكيد صحة النتائج. ومع ذلك، يمكن لهذا الاكتشاف إنقاذ حياة عدد لا يحصى من الأشخاص، والأفضل من ذلك أن دواء ديكساميثازون متوافر أصلاً وغير مكلف أبداً؛ إذ تبلغ تكلفة الجرعة حوالي ستة دولارات. ومن الجدير بالذكر أنه قد تمت الموافقة عليه لأول مرة كعلاج للالتهاب في عام 1961، ويتم وصفه بانتظام لمرضى الربو.

خيارات أخرى

الدواء الآخر الذي أظهر بعض النتائج الواعدة هو دواء ريمديسيفير المضاد للفيروسات، الذي أظهر أنه يقلل من وقت إقامة المرضى في المستشفى، ولكن لم يثبت بعد بشكل قاطع أنه يقلل معدل وفيات المرضى. يتم تصنيع دواء ريمديسيفير أيضاً من قِبل شركة الأدوية جلياد، وسيتم بيعه بالتأكيد بشكل أكثر بعدة أضعاف من دواء ديكساميثازون عندما يصل إلى السوق.

الأهمية

تؤكد هذه الدراسة على مدى قيمة تجربة الأدوية القديمة لعلاج فيروس كورونا، بدلاً من الاعتماد على الاكتشافات الجديدة وحدها. ويقول بيتر هوربي، أستاذ الأمراض المُعدية الناشئة في جامعة أكسفورد وأحد الباحثين الرئيسيين في التجربة: "تعدّ فائدته في إنقاذ الأرواح واضحة وكبيرة عند المرضى الذين يعانون من المرض بدرجة تستلزم العلاج بالأكسجين، لذا يجب أن يصبح دواء ديكساميثازون الآن هو الدواء المعياري للعناية بهؤلاء المرضى".

وقال نِك كاماك، الباحث في مؤسسة ويلكوم غير الربحية للأبحاث الصيدلانية، في بيان له: "يعدّ هذا إنجازاً كبيراً، فدواء ديكساميثازون هو الدواء الأول والوحيد الذي أحدث فرقاً كبيراً في وفيات المرضى بفيروس كورونا''. ومع ذلك، حذّر قائلاً: "لإنهاء هذا الوباء، ما زلنا في حاجة إلى وسائل تشخيصية أفضل للكشف عن فيروس كورونا وإلى أدوية لعلاجه وإلى لقاحات للوقاية منه".

المحتوى محمي