استيقظ العالم صباح أمس الجمعة على خلل عالمي في نظام ويندوز من شركة مايكروسوفت أدّى إلى تعطيل البنية التحتية في العديد من دول العالم، والذي تسبب في تعطيل حركة المطارات والسكك الحديدية والشركات والبورصة والخدمات الإلكترونية والمصارف وبعض القنوات التلفزيونية في مناطق كثيرة على مستوى العالم.
حيث ظهرت شاشة زرقاء والتي تُعرف بشاشة الموت الزرقاء (Blue Screen of Death) ويرمز لها اختصاراً بـ (BSOD) على أجهزة الكمبيوتر التي تعمل بنظام ويندوز، وبعد البحث بالمشكلة تبين أنها تتعلق بتحديث أمني من قِبل شركة كراود سترايك (CrowdStrike) المختصة بالأمن السبيراني احتوى على خطأ أدّى إلى ظهور هذه المشكلة، كما أنه حُدِدت المشكلة ونُشِر إصلاح خاص بها. وتبين أن هذا الخلل كان موجوداً في تحديث محتوى واحد خاص بمستشعر فالكون (falcon) على نظام ويندوز. ولم يتأثر بذلك كلٌ من أنظمة ماك (Mac) ولينوكس (Linux). وبدأت بعد ذلك الكثير من الشركات والجهات العودة للعمل بشكلٍ طبيعي بعد حل هذا المشكلة التقنية، في حين لا تزال بعض الشركات تعمل على ذلك، حيث تسببت هذه المشكلة في أكبر عطل تقني في التاريخ والذي تسبب في خسائر قياسية.
اقرأ أيضاً: ما الذي نعرفه عن عطل شركة كراود سترايك الذي أدى إلى توقف عمل آلاف المؤسسات وشركات الطيران في العالم؟
تأثير الحادث في المستقبل
لن يكون عالم التقنية بعد هذه المشكلة على ما كان عليه قبلها، هذا الحادث الكبير سلّط الضوء على هشاشة البنية التحتية الرقمية في العالم والاعتماد الكبير على التكنولوجيا في شتى جوانب الحياة. سيكون من الضروري للشركات والدول مراجعة استراتيجياتها الأمنية والتقنية لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث وتطوير أنظمة أكثر متانة وقدرة على مواجهة التحديات المستقبلية. والتي تستوجب دراسة موسعة وحلولاً فعّالة لضمان عدم تكرار مثل هذه المشكلة مستقبلاً.
ماذا يمكن أن نتعلم من هذا الحادث؟
يمكننا تعلم العديد من الأمور في ضوء هذا الحادث الخطير:
- أهمية التحديثات الآمنة: يجب على الشركات التأكد من اختبار التحديثات بدقة قبل نشرها لتجنب حدوث مشكلات مشابهة في المستقبل وتقسيم تحديث الأنظمة وفق أهميتها.
- الاعتماد على النسخ الاحتياطية: يجب على المؤسسات التأكد من وجود نسخ احتياطية دائمة لأنظمتها وبياناتها لتتمكن من استعادة العمل بسرعة في حال حدوث أي خلل.
- تطوير أنظمة استجابة سريعة: من الضروري تطوير أنظمة استجابة سريعة للتعامل مع الأعطال التقنية لضمان تقليل الأضرار والخسائر، وإعادة دراسة مشاريع استمرارية الأعمال للتكيف مع مثل هذه الأحداث.
- الاستثمار في التقنيات المتقدمة: يجب على الشركات الاستثمار في التقنيات الحديثة والمتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتعزيز قدرتها على اكتشاف ومعالجة التهديدات السيبرانية بسرعة وفاعلية، وكذلك دعم الشركات الناشئة في هذه القطاعات المهمة ودعم عمل الحاضنات والمسرعات لمثل هذه المشاريع.
- التوعية والتدريب: يجب على الشركات الاستثمار في تدريب موظفيها وتأهيلهم على كيفية التعامل مع الحوادث التقنية وفهم أهمية الأمن السيبراني ونشر الوعي الأمني حتى بين غير المختصين في هذا القطاع.