بحلول نهاية هذا القرن، من شبه المؤكد أن تغمر المحيطات الأراضي التي يعيش فيها عشرات الملايين من البشر، وذلك بسبب تغير المناخ المتسارع الذي سيؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض وذوبان الصفائح الجليدية.
وقد اعتمدت تقديرات أعداد السكان المتأثرين بهذا التغيير على قياسات طوبوغرافية دقيقة، وذلك لقياس قُرب منازل هذه المجتمعات من المحيط.
وقد كشفت دراسة جديدة تسعى إلى تصحيح الأخطاء المعروفة في نماذج الارتفاع عن خطأ الباحثين في حساب عدد الأشخاص المتأثرين بارتفاع مستوى المدّ؛ حيث ازداد عدد الأشخاص المتأثرين بمئات الملايين مقارنةً بالتقديرات السابقة، أو بكلماتٍ أُخرى: تضاعَفَ عدد الأشخاص المتأثرين بارتفاع مستوى سطح البحر بحوالي ثلاثة إلى أربعة أضعاف، وفقاً للسيناريوهات المحددة.
وإذا ثبتت صحة هذه التقديرات الجديدة، سيؤدي ذلك إلى زيادة كمية الأضرار والخسائر الناجمة عن هذا الارتفاع بشكل كبير، كما سيزيد تكاليف عمليات التكيّف مثل عمليات بناء أسوار بحرية عالية، كما ستزيد معدلات الهجرة الجماعية بعيداً عن السواحل.
واعتمدت الكثير من التقديرات الموجودة اليوم على نموذج خريطة ثلاثي الأبعاد للأرض، تم مسحه في عام 2000 عبر الرادار الموجود على مكوك الفضاء (إنديفور) التابع لناسا؛ حيث قام هذا الرادار بقياس الأسطح العلوية فقط، فقد مَسَح -على سبيل المثال- سطوحَ ناطحات السحاب أو الأشجار بدلاً من مسحه للأرض المجردة. مما أدى إلى تقديرات غير صحيحة لارتفاع الأرض، وخاصة في المناطق المليئة بالأشجار أو بالسكان.
وفي دراسة نُشرت في 29 أكتوبر بمجلة نيتشر كوميونيكيشنز Nature Communications، قام باحثون من جامعة برينستون باستخدام بيانات ليدار -وهي تقنية لتحديد المدى عن طريق الضوء أو الليزر بموثوقية أكبر- لتدريب نموذج من نماذج التعلم الآلي للتقليل من معدلات "الخطأ العموديّ" في نموذج ناسا.
ووجد التحليل الجديد أنه يعيش ما يُقارب 110 ملايين شخص على أراضٍ ذات ارتفاع أقل من متوسط ارتفاع المد اليومي اليوم، مقارنةً بالتقديرات السابقة التي قدّرت وجود 28 مليون شخص يعيشون على هذه الأراضي فقط.
2050 | 2100 | ||||
---|---|---|---|---|---|
نموذج القمر الصناعي التابع لناسا | نموذج برينستون | نموذج القمر الصناعي التابع لناسا | نموذج برينستون | ||
سيناريو الانبعاثات المنخفضة (مسار التركيز الممثل 2.6) | الناس الذين يعيشون تحت مستوى المد المرتفع | 37 مليون | 150 مليون | 50 مليون | 190 مليون |
الناس الذين يعيشون تحت مستوى الفيضانات | 77 | 290 | 97 | 350 | |
سيناريو الانبعاثات المرتفعة (مسار التركيز الممثل 8.5) | الناس الذين يعيشون تحت مستوى المد المرتفع | 39 | 150 | 94 | 340 |
الناس الذين يعيشون تحت مستوى الفيضانات | 81 | 300 | 170 | 500 |
* تقدير متوسط للأشخاص المتأثرين باستخدام نموذج ارتفاع مستوى سطح البحر الذي يفترض الانهيار السريع لمنحدرات الجليد في القطب الجنوبي.
وبحلول عام 2100، قد يرتفع هذا الرقم إلى 190 مليون شخص مقابل 50 مليون شخص، وذلك بافتراض انخفاض كميات انبعاثات الغازات الدفيئة الإضافية. أما في ظل التقديرات العالية لانبعاثات هذه الغازات وارتفاع مستوى سطح البحر، فقد يتأثر حوالي 340 مليون شخص بهذه الارتفاعات، مما سيؤدي إلى غمر منازلهم باستمرار، مقارنةً بالتقديرات السابقة التي قدّرت تأثّر 94 مليون شخص فقط بهذه الارتفاعات.
كما تزداد هذه الأرقام بعشرات الملايين من السكان عندما تشمل الدراسة الأشخاص الذين يعيشون على أراضٍ ذات ارتفاع أقل من متوسط ارتفاع مستويات الفيضانات والمدود المرتفعة.