حققت دولة الإمارات العربية المتحدة تقدماً ملحوظاً في تمكين المرأة وتعزيز المساواة بين الجنسين. وتتمتّع النساء في الإمارات بحقوقٍ متساوية مع الرجال في مجالات مثل الوضع القانوني، وحقوق الملكية، والتعليم، والمشاركة في المهن كافة. بل وأكثر من ذلك، فإن النساء الإماراتيات يشغلن نصف المقاعد في المجلس الوطني الاتحادي، ما يعكس مشاركتهن السياسية الكبيرة.
في 28 أغسطس من كل عام، يتم الاحتفال بـ "يوم المرأة الإماراتية" تكريماً لإنجازات النساء الإماراتيات وطموحاتهن المستقبلية. ويشكّل "اقتصاد الفضاء" الجديد فرصة واعدة للعديد من النساء في الإمارات، وهو مصطلح يشير إلى الأنشطة التجارية المتزايدة المتعلقة باستكشاف الفضاء. وقد أثبتت المرأة الإماراتية قدرتها على تحقيق تقدمٍ كبيرٍ في هذا القطاع. فعلى سبيل المثال، شكّلت النساء 80% من الفريق العلمي لمهمة المريخ الإماراتية، بينما تبلغ نسبة الإناث في فريق برنامج رواد الفضاء الإماراتي 70%.
اقرأ أيضاً: مقابلة مع واحدة من أهم رائدات الأعمال في الشرق الأوسط: عن مستقبل المرأة العربية في الذكاء الاصطناعي
الأقمار الصناعية: منصة لتمكين النساء في اقتصاد الفضاء
يُعدّ قطاع الأقمار الصناعية من أبرز المجالات التي تُتيح للنساء الإماراتيات فرصة حقيقية لدخول عالم اقتصاد الفضاء الجديد. في ظل التطورات التقنية الحديثة، أصبحت الأقمار الصناعية أكثر تطوراً وقدرة على أداء مهام متعددة بكفاءة عالية، ما يفتح أبواباً واسعة أمام النساء للمشاركة في هذا القطاع الحيوي.
الموقع الجغرافي الاستراتيجي لدولة الإمارات، إلى جانب المناخ الصحراوي الفريد، يعزز نمو هذا القطاع بشكلٍ كبير في السنوات المقبلة. فهذه العوامل تجعل الإمارات مركزاً مثالياً لتطوير تقنيات الأقمار الصناعية واختبارها، خاصة في مجالات مثل المراقبة البيئية وإدارة الموارد الطبيعية.
كما أن دعم الحكومة الإماراتية لهذا القطاع يعزز من فرص تمكين النساء فيه. فقد أطلقت الدولة العديد من المبادرات التي تشجع النساء على الانخراط في مجال الفضاء، من خلال برامج التعليم والتدريب المتخصص، وتحفيز الشركات الناشئة في هذا المجال. هذه المبادرات توفر للنساء الإماراتيات البيئة المثالية لتطوير مهاراتهن والمساهمة في مشاريع عالمية تؤثّر بشكلٍ مباشر في مستقبل البشرية. من خلال هذه الفرص، يمكن للنساء أن يسهمن في تحقيق الريادة الإماراتية في قطاع الفضاء، والمشاركة بفاعلية في تشكيل مستقبل اقتصاد قائم على الابتكار والاستدامة.
خدمات الأقمار الصناعية في الإمارات: قطاع في طور النمو
أحد العوامل الرئيسية وراء النمو السريع لسوق الأقمار الصناعية هو ظهور تقنية الرادار ذات الفتحة التركيبية الاصطناعية (SAR)، التي تستخدم الرادار لبناء صور مفصلة لسطح الأرض. هذه التقنية تُتيح توفير صور عالية الدقة بتكلفة أقل، ما يجعل إطلاق أقمار البحث والإنقاذ أكثر عملية، ويوفّر تطبيقات واسعة النطاق تناسب احتياجات الدولة، منها:
الاستجابة للتحديات المناخية
في أبريل الماضي، شهدت دبي أعلى معدل لهطول الأمطار خلال 75 عاماً، ما تسبب في أضرار وعراقيل للحياة اليومية. مع تزايد حدوث هذه الظواهر الجوية، تبذل الإمارات جهوداً كبيرة لاتخاذ تدابير جديدة لإدارة تأثيرها. الأقمار الصناعية بالرادار ذات الفتحة التركيبية الاصطناعية تقدّم أداة حاسمة لمساعدة الدولة على التعامل مع هذه التحديات. بفضل المعلومات المستمدة من الملاحظات المحلية ومحطات قياس المياه والبيانات الأخرى، يمكن أن تكون صور الرادار أساساً لمنهج فوري يوفّر معلومات دقيقة تساعد فرق الطوارئ والحكومات على تقييم تأثير الفيضانات واتخاذ قرارات مستنيرة.
دعم الاستدامة البيئية
ستؤدي صور الأقمار الصناعية دوراً مهماً في تحسين جودة حياة المواطنين، خصوصاً في مجال الاستدامة البيئية. على سبيل المثال، يمكن للأقمار الصناعية تحديد ملاءمة المواقع لتوليد الطاقة المتجددة، ومراقبة السواحل، والاستجابة الفورية لتسرب النفط، ما يقلل من التأثير البيئي.
اقرأ أيضاً: مقابلة مع أول إماراتية تدير مصنع سيارات: الدكتورة ماجدة العزعزي
فرص العمل للنساء في قطاع الفضاء
مع تزايد استخدام أقمار الرادار الصناعية (SAR)، ستتسع الفرص المتاحة للنساء في مجالات متنوعة مثل علم البيانات، هندسة الأنظمة، إدارة المشاريع، ومراقبة البعثات الفضائية. كما أن تطوير واجهات برمجة التطبيقات (APIs) يعزز هذه الفرص، حيث تمكّن التكنولوجيا المستخدمين من التحكم في عمليات الأقمار الصناعية بشكلٍ مباشر، ما يخلق فرص عمل جديدة.
اقتصاد الفضاء: فرصة للنمو والتمكين
يمثّل نمو قطاع الأقمار الصناعية بالرادار (SAR) وظهور واجهات برمجة التطبيقات (APIs) لتعزيز الأدوار الوظيفية داخل المؤسسات فرصة كبيرة للأشخاص جميعهم الراغبين في الانخراط في اقتصاد الفضاء الجديد. ومن خلال هذا النمو، تستمر المرأة الإماراتية في إثبات قدرتها على قيادة هذا التحول والمساهمة في بناء مستقبل أكثر استدامة.